ثقافةصحيفة البعث

شاركت في “سوق الحرير”.. التونسية دارين حداد: الدراما السورية روح الدراما

بجمالها الأخّاذ لفتت انتباه متابعي مسلسل “سوق الحرير”، وقد حلّت ضيفة من تونس على العمل من خلال شخصية الدكتورة شمس التي تنتمي لعائلة مصرية تقطن في دمشق، في حوارها مع “البعث”، عبّرت دارين عن سعادتها الكبيرة بمشاركتها في هذا العمل الضخم، وبقدومها لأول مرة إلى دمشق، وهي التي سجل رصيدها حوالي 25 عملاً فنياً ما بين مسرح وسينما وتلفزيون.

– هل كان التمثيل بالنسبة لك عن سابق إصرار، أم أن الظروف هي التي جعلتك تتجهين إلى عالمه؟.

أعترف أنه لم يكن ببالي، كنت أعمل مضيفة طيران، وهو المجال الذي كنت أحبه، ولكن بعد طيران استمر عشر سنوات كنت بحاجة لكسر الروتين، والبحث عن مجال آخر لأبدأ من خلاله، خاصة أن عروضاً كثيرة كانت تُقدّم لي من أجل التمثيل، الذي رفضت أن أمارسه عن نزوة أو رغبة طارئة، ودون أن أمتلك سلاحاً يؤهلني كي أكون ممثلة جيدة بالدرجة الأولى، لذلك قررت دخول مجال التمثيل من الباب الكبير، أي من خلال سفري لمصر، ودراستي التمثيل أكاديمياً، لأنني مؤمنة أن باب الفن الكبير يبدأ من هناك، خاصة أن الدراسة هدفها تطوير الأدوات بشكل جيد، لم أكن أريد أن أعمل في التمثيل لمجرد الظهور وتحقيق الشهرة، بل أردت أن أهيئ نفسي لدخول الوسط الفني.

– ما الذي غيّرته الدراسة في نظرتك لمهنة التمثيل؟.

الدراسة في مصر كانت أول خطوة، وقد تعلّمت في معهد التمثيل أن النجاح يتطلب جهداً ودراسة وإخلاصاً لتحقيق التطوّر، فالموهبة عند الممثل لا تكفي لوحدها، كما ساعدتني الدراسة على إتقان اللهجة المصرية، وجعلتني أنخرط في المجتمع، خاصة أن شخصيتي- بحكم عملي في الطيران- كانت غير اجتماعية وخجولة جداً، الدراسة ساعدتني على التخلص من هذه الصفات، كما لا أُنكر أنني، في فترة الدراسة، انتقلت من مرحلة الاعتماد على جمالي إلى مرحلة العمل والاجتهاد على نفسي لتطوير موهبتي، وهذه نقلة حقيقية.

– الفرصة الأولى كيف تعاملت معها، خاصة أنها كانت مع الفنان عادل إمام؟.

خلال دراستي في المعهد، كان المخرج رامي إمام يبحث عن ممثلة للمشاركة في مسلسل “فرقة ناجي عطا الله”، إلى جانب والده، الفنان عادل إمام، فرشّحني المعهد له، ومن خلال هذا العمل بدأ مشواري في عالم التمثيل، العمل مع الفنان عادل إمام كان وسيبقى من أهم الفرص في حياتي، ولا يمكن لأحد أن يتخيّل السعادة التي شعرت بها حين تم اختياري للعمل معه، لم يكن يعنيني حينها أي شيء سوى العمل مع هذا الفنان الكبير ليبارك أول خطوة أخطوها في عالم التمثيل.

– شاركت في الدراما التونسية والمصرية، ومؤخراً السورية، فأي اختلاف وجدته بينها؟.

لكل دراما خصوصيتها، ولكنني كتونسية أقول: إن الدراما المصرية هي حاجة ضرورية لأي فنان، أما الدراما السورية فمن لم يجرّبها يفتقد للتكنيك في التمثيل، إنها روح الدراما، وعندما يشارك الفنان فيها يصل لكل العالم العربي، ومع هذا أقول: الدراما المصرية لا يُعلى عليها، أما الدراما التونسية- للأسف- أقول إنها دراما محلية، لأن اللهجة فيها مازالت تحول دون وصولها للعالم العربي، وأتمنى أن تنتشر عربياً لأنها تُقدم أعمالاً مهمة جداً.

– ماذا عن المرحلة الحالية؟.

أعيش مرحلة جميلة فيها حب وصدى لما قدّمته، وأسعدني جداً في هذه المرحلة أنني شاركت في الدراما السورية من خلال عمل ضخم ومهم كـ “سوق الحرير”، ومع مخرجين كبيرين هما بسام الملا ومؤمن الملا، إلى جانب نجوم مثل بسام كوسا، سلوم حداد، كاريس بشار، وأسعدني أنه أتى اليوم الذي وقفت فيه إلى جانبهم، وهذا شرف كبير، وقد أدهشني تواضعهم وأخلاقهم وتمثيلهم الواقعي.

– حدثينا أكثر عن تجربتك في مسلسل سوق الحرير؟.

لا أنكر أنني بذلت جهداً كبيراً للتعرف على تفاصيل البيئة الدمشقية في مسلسل “سوق الحرير” لتجسيد شخصية شمس، وأشكر المخرج مؤمن الملا الذي ساعدني كثيراً في تكوين شخصيتي، الأمر الذي تطلّب تركيزاً كبيراً على الشخصية وتفاصيلها، وأشكر أيضاً الفنان بسام كوسا الذي ساعدني كثيراً في تقديمها بأفضل صورة، كما أحببت الفترة الزمنية التي كان يحكي عنها، وهي فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وهي فترة مرّ بها الوطن العربي بأكمله على صعيد العلاقات الاجتماعية والقيم الأخلاقية ووضع المرأة، فكل هذه التفاصيل عايشتها لأنني عشت عند جدتي لفترة طويلة بحكم وجود أهلي في فرنسا، لذلك أعرف هذه القيم من خلال خالاتي وأخوالي، فقد كنت أراهم كيف يتعاملون مع جدتي ومع بعضهم، و”سوق الحرير” أعاد لي تلك الأيام الجميلة، لذلك لم أجد صعوبة في معايشة تلك الفترة، كانت الصعوبة فقط في التركيز على تفاصيل الشخصية لأُقدّم في النهاية شخصية شمس، الطبيبة الهادئة دلّوعة والديها، وكان لي الشرف أنني عملت مع المخرج مؤمن الملا الذي كان يعامل الجميع كأب، يعرف كيف يواسينا في فترة التعب، ويكون في منتهى الدقة والانتباه في فترة العمل، وكنت بغاية السعادة حينما عملت تحت إدارته.

– ماذا عن الأحلام المتبقية والطموحات؟.

أتمنى أن أجسّد دور المرأة الشعبية، فكل أدواري تنتمي للطبقة الراقية والارستقراطية، أتمنى أن أدخل هذا التحدي، فأنا أعلم أن لدي الموهبة الكافية لتقديم كل الأدوار، مع إشارتي إلى أن المخرج يلعب دوراً كبيراً في تقديم الممثل بأشكال مختلفة، فالمخرج المحترف هو الذي يُقدّم الممثل بشكل جديد في كل مرة.

أمينة عباس