الصفحة الاولىصحيفة البعث

متحدّياً إرادة الشارع.. ترامب يزيد عناصر القوات الأمنية الفدرالية

دوماً ما تكون تصريحات وتصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثاراً للسخرية والتندّر، وآخرها ما كشف عنه عن خضوعه لاختبار معرفي قال إنّه “برع” فيه، بما في ذلك تحدّي الذاكرة المكون من خمس كلمات، ما يكسبه القدرة الذهنية لقيادة الولايات المتحدة، حسب زعمه.

وقال ترامب في حديث لتلفزيون “فوكس تي في”: “إنّ الاختبار تضمّن ترداد خمس كلمات هي “شخص وامرأة ورجل وكاميرا وتلفزيون” لأكثر من مرة لفحص الذاكرة لديه، موضحاً أن القائمين على الاختبار “دُهِشوا من قدراته!”، فيما اعتبر هو أن ما قام به كان نتيجة وجود “ذاكرة جيدة وامتلاك القدرة الذهنية”.

وتعزيزاً لادّعاءاته، دعا ترامب منافسه الديمقراطي جو بايدن الذي يتقدم عليه حالياً في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل إلى إجراء اختبار مماثل.

وسرعان ما أثارت المقابلة السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قالت سارة كوبر التي تقلد شخصية ترامب واشتهرت بالمحاكاة الساخرة لأبرز تغريداته: “أنا حقّاً لا أستطيع مجاراته”.

وكان ترامب خضع لفحص قدرات عقلية بعد مطالبة العديد من الأطباء النفسيين والخبراء بإجراء مثل هذا الفحص للتأكد من احتمال إصابته بمرض الخرف وقدرته على إدارة الوضع في الولايات المتحدة بعد القرارات والمواقف المتهورة التي اتخذها وأدت إلى أزمات داخلية وخارجية عدة عانت منها الولايات المتحدة.

على المقلب الآخر، يواصل جو بايدن صعوده وحملته الانتخابية، ولا يفوّت الفرص في انتقاد ترامب، إذ اعتبر بايدن، المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبل، أن دونالد ترامب أول عنصري يصبح رئيساً للولايات المتحدة التي تميزت إداراتها المتعاقبة بسجل قاتم من التمييز والعنصرية.

وقال بايدن: “إنّه لأمر مقزّز للغاية أن ترامب يتعامل مع الناس على أساس لون بشرتهم وأصلهم القومي ومن أين جاؤوا”، مضيفاً: “لم يفعل أي رئيس يشغل المنصب هذا قطّ ولم يفعل هذا أي رئيس جمهوري ولم يفعله رئيس ديمقراطي.. لدينا عنصريون وهم موجودون وسعوا لأن يكون لديهم رئيس منتخب وهو أول من قام بذلك”.

فيما ردّت كاترينا بيرسون، وهي من كبار مستشاري حملة ترامب على تصريحات بايدن، بالقول: “إنّها إهانة لذكاء الناخبين السود”،

يشار إلى أن عدداً من الرؤساء الأمريكيين امتلكوا عبيداً أو أيدوا سياسات منها قمع الأمريكيين الأصليين وعزل الأمريكيين السود، وقالت جامعة “برينستون” الشهر الماضي: “إنّها حذفت اسم الرئيس السابق وودرو ويلسون من الجامعة استناداً إلى تفكيره وسياساته العنصرية”.

وأصبحت العنصرية قضية رئيسية مع اشتعال الاحتجاجات التي عمّت البلاد إثر مقتل مواطن أمريكي من أصول أفريقية على يد الشرطة الأمريكية في مدينة مينيابوليس مؤخراً.

وفي حين يسعى الشارع الأمريكي إلى الحدّ من عنف قوات الشرطة والأمن، يحاول ترامب التصعيد، حيث قال: “إنّ وزارة العدل ستدفع بمزيد من القوات الفدرالية إلى مدينة شيكاغو ومدن أخرى للمساعدة على “الحدّ من الجرائم”، على حدّ تعبيره”.

وخلال كلمة له في البيت الأبيض، أعلن ترامب زيادة عناصر القوات الأمنية الفدرالية في المدن “التي شهدت جرائم عنيفة”، مدّعياً أنها “ستعمل على استعادة السلامة العامة وحماية الأطفال وتقديم مرتكبي العنف إلى العدالة”.

هذا وتتواصل في الولايات المتحدة وتحديداً في مدينة بورتلاند الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، حيث يطالب المحتجّون برحيل قوات الأمن الفدرالية.

ويطالب المحتجون برحيل قوات الأمن الفدرالية عن هذه المدينة شمال غرب الولايات المتحدة، مؤكدين أنها تؤجّج أعمال العنف التي تهزّها منذ نحو شهرين، فيما حذّر عمدة مدينة نيويورك، ترامب من أنه سيلجأ إلى القضاء، في حال استمر بخطته لنشر عناصر أمنية في الولايات “الديمقراطية”، وقال: “إنّه سيجرّ ترامب على الفور إلى المحكمة إذا سار بخطته”.

وكان ترامب هدّد بإرسال المزيد من الضباط الفدراليين إلى المدن الأمريكية الكبرى لـ”إنفاذ القانون الفدراليّ والسيطرة على الاحتجاجات”.

وبعد نشر وزارة الأمن الداخليّ عشرات العناصر من شرطة الحدود والشرطة الفدراليّة في مدينتي بورتلاند وأوريغون، قال ترامب: “إنّه سيقوم بالخطوة نفسها في مدن أخرى يديرها “ديموقراطيون”، مسمّياً بالاسم شيكاغو ومدناً أخرى.

صحيفة “نيويورك تايمز” قالت من جهتها قبل يومين إن استخدام عناصر هيئة الجمارك وحماية الحدود ضد المتظاهرين “أمر مرعب”، وهؤلاء يخضعون للسلطة الفيدرالية ومتعصبون لترامب.

وقالت الصحيفة “صحيح أن هيئة الجمارك وحماية الحدود بالولايات المتحدة ليست ميليشيا خارج الحكومة، لكن عناصرها يعملون خارج أدوارهم الطبيعية ويتصرفون بشكل غير قانوني”.

في الأثناء اعتدت الشرطة الأمريكية على رئيس بلدية بورتلاند الديمقراطي تيد ويلر

ومحتجين كانوا يتظاهرون احتجاجا على وحشية الشرطة ونشر قوات فيدرالية في

مدن أمريكية بموجب قرار للرئيس دونالد ترامب،  وذكرت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية أن الشرطة الفيدرالية أطلقت الغاز المسيل للدموع على حشود المتظاهرين الذين انضم إليهم ويلر أمام المحكمة الفيدرالية في وسط المدينة ما أدى إلى حالات اختناق بينهم.

وأدان ويلر هذه الممارسات واصفا إياها بتكتيكات حرب المدن من قبل العناصر الفيدراليين وأوضح أن استخدام الغاز المسيل للدموع رد فعل فاضح من قبل العناصر الفيدراليين لأنه لا يمثل إستراتيجية لتخفيف التصعيد ويتوجب أن يتوقف فوراً.

ويذكر أن الاحتجاجات تتواصل في بعض المدن الأميركية احتجاجاً على مشاكل العنصرية في البلاد، مشيرين إلى أن الطريقة الوحيدة لتصحيح هذا الوضع هو محاربة أولئك الذين لا يلتزمون تماماً بمكافحة العنصرية.

واندلعت هذه الاحتجاجات منذ مقتل الشاب الأميركي من ذوي البشرة السوداء جورج فلويد  على أيدي رجال الشرطة، أثناء اعتقاله بطريقة عنيفة.

وفي سياق متصل، أقرّ أعضاء مجلس النواب الأميركي أمس الأربعاء مشروع قانون ينص على إزالة تماثيل شخصيات خدمت الكونفدرالية خلال الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر من مبنى الكابيتول.

وبينما صوّت 305 نواب مقابل 113 لصالح الإجراء في مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، إلا أنه لا يزال بانتظار إقراره من قبل مجلس الشيوخ الذي يشكّل الجمهوريون غالبية أعضائه.

كما سيتعيّن على ترامب، الذي عارض بشدة إزالة تماثيل شخصيات تاريخية، التوقيع على المشروع ليصبح قانوناً.

وينص مشروع القانون على إزالة تماثيل أشخاص خدموا الكونفدرالية طوعاً من “كابيتول هيل”، مقر الكونغرس.