اقتصادصحيفة البعث

هواجس حول تجاهل “الشؤون الاجتماعية” و”تمكين المرأة” لرائدات الطاقة الخضراء!

دمشق – ديانا رسوق

ربما لا نبالغ بوصفنا للنساء الريفيات بأنهن رائدات الطاقة الخضراء، لاعتبارات عدة تتمثّل بالدرجة الأولى بدورهن المحوري بمكونات الأمن الغذائي الثلاثة، ولاسيما المتعلّقة بالإنتاج الزراعي، وتوزيعه عبر منافذ البيع، وتصنيعه سواء على مستوى الأسرة الواحدة أم على مستوى الورشات الصغيرة.

ما سبق يضع الجهات المعنية على محك تحمّلها مسؤولية تمكين أولئك الرائدات والأخذ بيدهن ليكنّ صاحبات مشاريع تنموية ضمن منظومة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، والتعاطي معهن كمنتجات للغذاء، وأول مستجيبات إيجابيات خلال الأزمات عبر محاولتهن الوصول إلى الفرص الاقتصادية التي تحقّق مستقبلاً مستداماً لأطفالهن وعائلاتهن ومجتمعاتهن ككل.

وفي هذا السياق، حاولنا التواصل مع كلّ من مديرة تمكين المرأة الريفية بوزارة الزراعة رائدة أيوب، ومع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لمعرفة البرامج والآليات المعتمدة من قبل هاتين الجهتين لتمكين المرأة الريفية، ومدى انعكاس تلك البرامج على أرض الواقع، ومن هنّ النساء اللواتي حالفتهن فرصة الدعم والتمكين من خلال تلك البرامج، ولكن دون أية استجابة تذكر، ونأمل ألا تكون تلك البرامج قد لاقت المصير نفسه لأسئلتنا من التجاهل والامتناع عن الاستجابة!!.

ترى هل تشي محاولة التجاهل هذه، بغياب الإجراءات الفعلية وخطوات العمل الجدية للتعاطي مع “الجندر” المعوّل على فاعليته بالتنمية، وتهميش قدراته وخبراته بعيداً عن توظيفها بالشكل المناسب؟

ويُخشى ألا تدرك هاتان الجهتان حجم خسارة إمكانيات “الجندر” التنموية في حال إهمال استثمار نتاجه لجهة ما يقوم به من مشاريع نيرة تساهم في تحريك عجلة الإنتاج، خاصة وأن النساء الريفيات برزن من خلال تجارب فريدة عدة، وأثبتن جدارتهن في بعض المنتجات، وخاصة الحرفية المشغولة يدوياً، كما أنهن لسن صانعات قرار في المنزل فحسب، بل لهن بصمات لا يمكن إنكارها في الأعمال الزراعية لضمان الغذاء اليومي لعائلاتهن، وليساهمن بذلك في تحسين دخل أسرهن، ما يتوجب بالتالي اعتبارهن جزءاً لا يتجزأ من الحلول الرامية إلى مستقبل مؤطر بتنمية مستدامة، من خلال تمكينهن اقتصادياً وجعلهن أكثر فعالية واستعداداً للمشاركة في مجالات يبرعن بها، مع الإشارة أخيراً إلى أن ما تقدمه المرأة من مساهمات في جميع القطاعات مرشح للزيادة، وربما يتجاوز مساهمة الرجال إذا ما تمّ تمكينها واستثمار طاقاتها في العملية التنموية.