تحقيقاتسلايد الجريدةصحيفة البعث

مزارعو التبغ في طرطوس: رفع الأسعار وعدم حصر الرخصة بدونمين فقط!!

لمحصول التبغ في محافظة طرطوس أهمية كبيرة، حيث يعتبر من الزراعات الأسرية الداعمة التي تعيش عليها عائلات كثيرة، ويعتبر مصدر الرزق الوحيد للمزارعين الذين يعتمدون على محصول التبغ فقط ويعيشون حالياً أيام قطافه، ولا سيما في مناطق القدموس والشيخ بدر وبرمانة المشايخ وجرد الدريكيش، إضافة إلى اعتماد بعض الأسر في منطقة صافيتا عليه، كما أن مزارعي سهل عكار يزرعونه بعد قلع محصول البطاطا.. ومثله مثل أي محصول زراعي، يعاني مزارعوه من ارتفاع تكاليف الإنتاج التي تضاعفت عشرات المرات، وحصر زراعته بدونمين فقط.

ثلاثة أشهر عمل
المهندس الزراعي ثائر صالح رئيس وحدة إرشادية مطرو ومزارع التبغ قال: تبدأ زراعة التبغ من بداية كانون الثاني وتحديداً بين 15/ 1 و 15 /2، بينما تبدأ زراعة الشتول من 20/ 2 وحتى 1/ 4، في حين يبدأ القطاف من الشهر السادس والسابع. ويحتاج المحصول من شهرين إلى ثلاثة أشهر عمل، وسلم رئيس الوحدة العام الماضي 300 كغ فقط للمؤسسة، والعام الذي سبقه (2018) سلم 850 كغ، وفي عام 2017 سلم 250 كغ فقط.
المشكلة اليوم برأي “صالح” في تحديد رخصة زراعة التبغ وحصرها بدونمين فقط ، ومشكلة التبغ اليوم كما الحرير سابقاً وهي تبعيته لوزارة الصناعة..!؟

تضاعف الأسعار
وبين صالح أن صعوبات الزراعة تتلخص في ارتفاع مستلزمات الإنتاج وبشكل كبير جداً من أدوية زراعية وسماد وأجور يد عاملة، حيث تضاعفت أسعار الأدوية بشكل كبير وباتت خارج قدرة المزارع بعد أن وصل سعر كيلو النحاس إلى 20 ألف ليرة، والرودوميل إلى 30 – 50 ألف ليرة، ووصل ليتر السوبر مثري وهي مادة سامة للمن إلى 50 ألف ليرة، وبكرة خيطان الشك الكيلو منها وصل إلى 25 ألف ليرة بعد أن كان بـ 3 آلاف ليرة، مشيراً إلى أن مزارع دونم التبغ يحتاج إلى كيلو رودوميل وربع ليتر مادة سامة وكيلو نحاس 70 ألف ليرة، وتصل إنتاجية الدونم إلى 150 كغ ورق تبغ.

ظلم المزارع 
وإلى ذلك، أشار رئيس الوحدة إلى أن زراعة التبغ في تراجع بسبب السعر المتدني وتصغير المساحة المرخصة، لافتاً إلى تعرض المزارع لظلم كبير العام الماضي، حيث تم إلزام مزارعي التبغ في منطقة الدريكيش بصنف الكاترينا، مبيناً أن الأراضي المخصصة لزراعة التبغ في المنطقة بعل، بينما الصنف المفروض على الفلاحين زراعته (الكاترينا) يحتاج إلى ري (نصف مروي)، الأمر الذي تسبب بخسارة كبيرة للمزارعين، كما أن المؤسسة لم تعط سعراً جيداً لصنفي البلدي والكاترينا، حسب صالح.
وأضاف: يفترض وجود مندوب من مديرية الزراعة يقيّم عمل المزارع ويشتري منه التبغ ليرفع عنه الظلم أثناء التسليم للمؤسسة، حيث كان أفضل سعر للتبغ البلدي والذي كانت تكلفته 1400 ليرة للكغ في حين سلم للمؤسسة بـ 400 – 500 ليرة للكيلو، ونتيجة الظلم الذي يتعرض له المزارع لا يسلم التبغ للمؤسسة!

تضاعف الإنتاج 
وبدوره، سمير الجابري، رئيس الرابطة الفلاحية في الشيخ بدر، أكد على نجاح زراعة التبغ هذا العام وذلك إثر الأمطار والعوامل المناخية التي سادت المنطقة، حيث إن نسبة من التبغ تزرع بعلاً، وإن حدث جفاف لا تنجح زراعته، لافتاً إلى أن إنتاج المنطقة هذا العام ضخم مقارنة بالعام الماضي بعد أن سجل الإنتاج تضاعفاً بـ 3 مرات عن العام الماضي، مشيراً إلى أهمية المحصول لأبناء المنطقة الذين ليس لديهم مردود مادي سوى زراعة التبغ، ولذلك فإن مزارعيه ينتظرون زيادة أسعار استلامه؛ ولا سيما أن التبغ العربي مطلوب للتجار وللسوق، مبيناً أن صنف “التكعيبة” تم بيع الكيلو منه للتجار بـ 3 آلاف ليرة والقطف الأم يباع من 5 – 7 آلاف ليرة.

تفوق الـ 3 آلاف ليرة 
وبما أن التسويق يبدأ نهاية الشهر القادم – وبلسان المزارعين – يطالب الجابري بزيادة سعر نوع الاكسترا إلى 5 آلاف ليرة للكيلو بما يتناسب وتكاليف الإنتاج من أجور حراثة وأدوية وسماد، على أن يكون الفارق بين النوع الأول والثاني ألف ليرة للكيلو، حيث إن تكاليف إنتاج كيلو الدخان تفوق الـ 3 آلاف ليرة.

زراعة تكميلية وداعمة
وأكد مضر أسعد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس أن محصول التبغ هو مصدر العيش الوحيد والذي يحقق دخلاً للفلاح، ويعتبر كزراعة أسرية يعمل به جميع أفراد الأسرة ويحقق دخلاً جيداً، مشيراً إلى أنه وفي مناطق الجرد لا تنجح زراعة إلا التبغ، ويعتبر زراعة تكميلية وداعمة لأي مواطن فالموظف يزرع أرضه تبغ ومن يزرع قمحاً يكمل حقله بزراعة التبغ.
وحول مناطق زراعته، أوضح أسعد أن التبغ ينتشر في مناطق الشيخ بدر والقدموس وبانياس، وجرد الدريكيش وجزء من صافيتا وفي سهل عكار أيضاً وبعد الانتهاء من قلع محصول البطاطا يزرع الفلاحون التبغ ولا سيما التنباك.

مطالب مشروعة
وطالب أسعد بزيادة أسعار استلامه من قبل المؤسسة العامة بما يتناسب وواقع التكلفة والسوق على أن يكون صنف الاكسترا بـ 5 آلاف ليرة للكيلو لصنف شك البنت و5500 ليرة للتنباك كحد أدنى، والسماح للفلاحين ببيعه وعدم حصره بالمؤسسة، وعدم حصر الترخيص بدونمين فقط، لافتاً إلى الرواج الكبير والطلب الذي شهده التبغ البلدي بعد ارتفاع أسعار المستورد، ويجب أن يكون مبيعه حراً، أو أن تبيعه المؤسسة “فلت”، ولا تلجأ لتخزينه بمستودعاتها، إضافة إلى فتح الترخيص لأكثر من دونمين حسب مساحة الفلاح.

دعم المزارع
ومع جني المحصول وتكبد المزارعين عناء نجاح زراعته ومع قرب تسويقه يبقى الأخذ بمطالب المزارعين ضرورة وذلك تشجيعاً للزراعة ودعماً للمزارع الذي يعيش من خلال أرضه منتظراً الموسم من عام لآخر.

دارين حسن