دراساتصحيفة البعث

أزمة صحة عقلية تلوح في الأفق

ترجمة: هناء شروف

عن الأوبزرفر 

يشهد قطاع الصحة النفسية والعقلية ضغطاً كبيراً بحلول فصل الخريف، حيث يعتقد الخبراء في جميع أنحاء العالم أن الكثير من الأطفال الذين حرموا من صفوف الدراسة واللعب مع الأصدقاء بفعل الإغلاق العام بسبب كوفيد  19، سيعانون من مشاكل نفسية تضطرهم لاستشارة المعالجين النفسيين والأخصائيين. وهذا ما أشارت إليه أيضاً دراسة أُعدت في بريطانيا من أنه سيكون هناك  انفجار هذا الخريف في عدد الأشخاص الذين يتم إحالتهم للمتخصصين لعلاج القلق والاكتئاب والوسواس القهري.

قدمت هيئة الخدمات الصحية الوطنية العلاج لعدد أقل بكثير من المرضى عن المعتاد منذ شهر آذار الماضي في إطار برنامج تحسين الوصول إلى العلاجات النفسية، والذي عادة ما يقدم الأشخاص المشورة وجهاً لوجه. قبل هذه الجائحة كانت تتم إحالة حوالي 150.000 شخص شهرياً إلى خدمات الحصول على العلاج النفسي في بريطانيا، إما من قبل طبيبهم العام أو من خلال طلب المساعدة مباشرة بأنفسهم. ولكن عندما بدأ الإغلاق، تم تعليق العديد من خدمات الهيئة وأصبح العديد من الناس إما خائفين من الحصول على الرعاية كالمعتاد أو ابتعدوا خوفاً من  كوفيد 19.

لم يطلب أشخاص آخرون الإحالة لأنهم لم يرغبوا في الذهاب إلى طبيبهم العام ، أو قرروا عدم إثارة ضجة لأن هيئة الخدمات الصحية الوطنية كانت مشغولة للغاية. وكان البعض الآخر أكثر قلقاً بشأن انتشار المرض والحفاظ على أسرهم أكثر مما كانوا قلقين بشأن التماس العلاج النفسي.

هناك خطر حقيقي من أن يكون تأثير كوفيد 19 على الصحة العقلية أكثر من الآثار الجسدية للفيروس، فقد كشفت الدراسة البريطانية  أن الكثير من المعلمين أعربوا عن قلقهم من أزمة الصحة العقلية التي تلوح في الأفق في المدارس، حيث أعرب أقل من 5 ٪ من المعلمين عن ثقتهم في أنهم سيكونون قادرين على دعم تدفق التلاميذ الضعفاء والمصدومين بشكل فعال و أفاد بعضهم أنه خلال الأزمة ، كانوا يتعاملون مع قضايا بما في ذلك العنف المنزلي .

ووجدت الدراسة أيضاً أن ثلث المعلمين يعتقدون أن الأزمة أثرت سلباً على رفاهية معظم الطلاب أو جميعهم، في حين اعتقد 98٪ أن بعض طلابهم على الأقل تأثروا بالإغلاق الجزئي للمدارس وإجراءات الإغلاق. وأظهرت  الدراسة كذلك مخاوف واضحة للتلاميذ الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، وأولئك الذين يعيشون في فقر، والطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، والذين ليس لديهم اتصال بالإنترنت. وتشكل المخاوف بالفعل شكل الاستجابة لإعادة فتح المدارس على نطاق أوسع في أيلول القادم فقد  قال أكثر من نصف المدرسين إن مدارسهم تدرس كيفية مساعدة الأطفال على الانتقال إلى فصول جديدة، حيث يناقش 44٪ منهم تغييرات المناهج الدراسية.

وكشفت المناقشات مع المعلمين أن موظفي المدرسة يرغبون إلى حد كبير في إعطاء الأولوية للرفاهية وإعادة بناء العلاقات مع الطلاب، مفضلين إتاحة مزيد من الوقت لإعادة تكوين الصداقات، والتحدث عن تجاربهم والقيام بالتمارين في الهواء الطلق.