تحقيقاتصحيفة البعث

نحو استرايجية وطنية لتبني المطالب الشبابية

تثير جلسة الحوار مع وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل والتي أقيمت ضمن أعمال المؤتمر العام الخامس عشر للاتحاد الوطني لطلبة سورية تحت عنوان “التشغيل والبطالة”، عشرات التساؤلات حول إستراتيجية الحكومة ”الوزارة” بهذا الشأن، وخاصة ما يتعلق برؤى وأفكار وخطط عمل الوزارة ومشاريع عملها الشبابية التي يمكن إدراجها تحت مقولة “نسمع جعجعة ولا نرى طحناً”، فهناك الكثير من التصريحات التي لا تنضب بوعودها المنسية وقراراتها القائمة على أنقاض أحلام شبابية ضائعة في خانات السراب والنسيان أو حبيسة خيار الهجرة خارج الحدود.

ولا نريد هنا فتح ذلك الجرح الشبابي النازف بل نعمل على ترميم العلاقة مع الشباب الذين تركت الحرب ندوباً واضحة في حياتهم إلا أنهم ورغم كل ذلك كانوا ومازالوا صمام الأمان واثبتوا حباً حقيقياً وصادقاً لوطنهم بأفعال وأعمال ترجمها دورهم الكبير في الدفاع عن بلدهم وتحقيق الانتصار تلو الانتصار على جميع الجبهات، ونعتقد أن المرحلة الآن باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لإعادة النظر في خارطة الفرص الشبابية وتوسيع مدار استهدافها لتكسر طوق المحسوبيات وإطلاق صفارة بدء تنفيذ إستراتيجية تنموية شبابية غير قابلة للاحتكار من قبل فئة شبابية محدودة وتعتمد في الوقت ذاته منهج عمل واضح وبشكل ينتشل الشباب من خيارات ملاحقة الأحلام خلف البحار.

ومع تكرار خيبات الأمل يتخوف الكثير من الشباب من فكرة بقاء مستقبلهم معلقاً على مشاجب التمني والأحلام ويعتبرون بعد كل هذه السنوات أن أي خطة شبابية لا تقترن بخطة تنفيذية محددة الزمن والخطوات هي مناورة غير ناجحة ودوران في حلقات التشخيص التي لم تؤت ثمارها حتى الآن، فالواقع الشبابي مازال مأزوماً رغم الحديث المتكرر عن محاولات عديدة سواء في ميادين المعالجات أو الاستثمار الفعلي لطاقاتهم، فإلى هذه اللحظة لم يتم توجيه السياسات والبرامج القادرة على تفعيل وتطوير صفات الإبداع والتجديد والابتكار الخلاق وبشكل يسهم في تطوير وتنمية الشباب والتعامل مع قضاياهم من منظور مركب وشامل أي أن يتحمل المجتمع بكافة فعاليته وأركانه مسؤولية تحسين ظروفهم، والسؤال هنا: هل وضعت إستراتيجية لدورات تدريبية حقيقية تصقل مهارات الشباب وتحدد مسارات طاقاتهم ؟وهل أخذ بعين الاعتبار زيادة حصة الإنفاق على إنشاء المؤسسات التدريبية والتأهيلية الشبابية بمختلف أنواعها ؟

ونسأل على هامش المؤتمر الطلابي: هل ستكون الأسبقية للاتحاد الوطني لطلبة سورية في إيجاد إستراتيجية وطنية شاملة تتبنى المطالب الشبابية وتعمل على حل مشكلات الشباب وفق برنامج زمني واضح بحيث يتم الدفع بالأفكار إلى ساحة التنفيذ دون تباطؤ، فالواقع الشبابي نراه اليوم في أدق مراحله المكتنزة بالمخاطر والتغييرات التي تنبئ بخسائر كبيرة في حال استمرار نهج الفرص المحدودة أمام القلة من الشباب.

وطبعاً، ليس من باب الانتقاد لعمل الجهات المعنية بالشباب، بل من باب النصيحة، نقترح لتحقيق خطوات متقدمة على صعيد تفعيل دور الشباب في قيادة الدولة وضمن الإستراتيجية الشبابية الإسراع في إنجاز مشروع وطني لتأهيل العمالة الشابة بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل في المراحل القادمة إلى جانب تفعيل أدوات الضمان الاجتماعي لأفراد قوة العمل الشابة ولاسيما العاطلين عن العمل منهم ويأتي في مقدمة ذلك منحهم تعويض البطالة خاصة بعد إخفاق الكثير من الخطوات في الوصول إلى غاياتها (المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر) وإلزام المؤسسات العامة بإيفاد العاملين الشباب الجامعي فيها إلى دورات تأهيلية مستمرة بما لا يقل عن 100 ساعة سنوية للعامل الواحد بشرط أن تكون حقيقية وإشراك منظمات المجتمع المدني كافة ولاسيما اتحاد الطلبة واتحاد العمال و الشبيبة ونقابات المهندسين وغرف التجارة والصناعة في هذا المشروع الذي يضمن بقاء هذه القوة الشابة التي لم تستثمر بعد كما ينبغي .

بشير فرزان