اقتصادصحيفة البعث

مزمار الحي لا يطرب.. منفسة “أمل” مرغوبة خارجياً ومرفوضة داخلياً!

دمشق – ديانا رسوق

في الوقت الذي تسابقت فيه العروض المتوالية من دول الجوار – وكان آخرها العراق – لتتلقف بأي ثمن جهاز التنفس السوري الصنع “أمل”، لم يلقَ الأخير أية دعوة للتجربة أو التطوير، وفق ما أكده رئيس الفريق التقني لصناعة “منفسة أمل” المهندس تيسير دركلت.

وأوضح دركلت في تصريح خاص لـ “البعث” أن مبادرة تصنيع “أمل” هي مبادرة وطنية بامتياز، أطلقتها غرفة صناعة حلب لمساعدة مرضى كورونا، عبر تصنيع جهاز تنفس صناعي كان في  بداية الأمر إسعافياً، يقوم على ثلاثة أنظمة أطلق عليها اسم منفسة “أمل1” التي صُنعت في منطقة العرقوب الصناعية، وفيما بعد خصّصت غرفة صناعة حلب مكاناً محدداً لتطوير نموذج “أمل 1” مدعوماً بأنظمة حديثة لتحقيق المواصفات الأساسية للمنافس، للوصول إلى نموذج “أمل 2” الذي يتضمن أربعة أنظمة ويعمل على مبدأ تحسّس التحسّن، وذلك لمراقبة حالة المريض ومدى تحسّنه لحظة بلحظة، مشيراً في هذا السياق إلى أنه وحسب المواصفات القياسية البريطانية يتوجب أن يضمّ جهاز التنفس الصناعي ستة أنظمة، لافتاً إلى أنه تمّ تجريب “أمل 1” لمدة تتجاوز الـ300 ساعة للوقوف على أية أخطاء محتملة، وكانت النتيجة عدم وجود أي خطأ يُذكر.

وأضاف دركلت أنه بتاريخ 20/ 4 من العام الحالي تمّ تقديم مواصفات المنفسة وتعليمات استخدامها وطرق صناعتها إلى وزارة الصحة، وكان ردّ الأخيرة بكتاب تضمن مواصفات منفسة ألمانية “تريكرط تضع القائمين على المبادرة أمام تحدي صعوبة الحصول على مواصفات قطع التبديل المطلوبة، لعدم توافرها بالسوق السورية، إضافة لمحدودية الشركات التي تصنعها والامتناع عن تصديرها بسبب الحاجة لها، وأشار دركلت إلى عدم توفر البديل لدينا عن هذه المنفسة بعد توقيف تصدير المنافس من عدة دول كأمريكا وألمانيا وبريطانيا، وما يتمّ اللجوء له حالياً هو اعتماد استيراد أجهزة تنفس من الصين وشرق آسيا وبمواصفات غير قياسية.

وتحفّظ دركلت على تراجع وبرود جامعة حلب بعد أن أبدت استعدادها للعمل والتطوع لإنجاح هذا المشروع من خلال مساعدة الكادر العلمي، ليأخذ تعاطيها مع المشروع لاحقاً منحى الروتين والبيروقراطية، عبر تركيزها على المراسلات ورفع الكتب وغير ذلك من إجراءات روتينية، علماً أن هناك بروتكول تعاون بين غرفة الصناعة وجامعة حلب منذ ست سنوات، ما يعني عدم ضرورة ما تشدّد عليه الجامعة من هذه الإجراءات، داعياً بالنهاية كل من الهيئة العليا للبحث العلمي ووزارتي التعليم العالي والصحة إلى التشاركية لتصويب مسار تصنيع جهاز التنفس الاصطناعي “أمل” والتعاون على حُسن استثماره.