أخبارصحيفة البعث

ترامب وحلم الولاية الثانية.. هل تتفجر الحرب الأهلية؟

تقرير – سنان حسن:

في السادس من شباط الفائت، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تبرئته في مجلس الشيوخ من التهم التي وجهها له الديمقراطيون: إنه سيظل رئيس الولايات المتحدة “إلى الأبد”، وفي الثلاثين من تموز، طرح ترامب تأجيل الانتخابات الرئاسية متذرعاً بالتصويت عبر البريد، وما بين هذين التصريحين وما حصل من أحداث وتطورات على الساحة الأمريكية وفي مقدمتها جائحة كورونا وما فعلته بالاقتصاد الأمريكي، الذي بات على وشك الانهيار بحسب محللين اقتصاديين، يبدو أن ترامب مصمم على البقاء في المكتب البيضاوي ولو كلف الأمر ذلك أن تنزلق الولايات الأمريكية إلى حرب أهلية جديدة.

شكّل فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية صدمة كبيرة للأوساط والنخب الأمريكية، ولاسيما في الإشارات التي بعثها هذا الفوز بأن التيار اليمني الشعبوي المتطرف يتقدم بقوة، والدليل أنه استطاع إيصال رجل مثله إلى الكرسي البيضاوي مخالفاً كل استطلاعات الرأي التي كانت تعطي منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون فوزاً مريحاً، ولكن حدثت المفاجأة وانتصر ترامب.

ومن حينها والولايات المتحدة الأمريكية تعيش على وقع جديد من السياسة التي لم تكن سائدة قبل وصول رجل الأعمال إلى سدة الرئاسة، فالفوضى والإقالات والتوتر والاتهامات المتبادلة وطلب العزل من المعارضة الديمقراطية والانسحابات والعقوبات، حيث وصل مثلاً عدد المغادرين لإدارة ترامب، الذي تبقى 90 يوم على انتهاء ولايته، ما يقارب 60 موظفاً كبيراً برتبة وزير ومستشار، والانسحاب من الاتفاقيات الدولية إلى 14، وهذا لم يحدث على الإطلاق في أي ولاية رئاسية سابقة.. ما يعني أن النهج المتبع في العمل قائم على الديكتاتورية المطلقة بيد الرئيس ترامب!!

في إدارته لجائحة كورونا، والتي جعلت من الولايات المتحدة البلد الأول في العالم من حيث الإصابات والوفيات رفض ترامب كل النصائح الطبية والعلمية واستبد برأيه فكانت النتيجة فشل النظام الصحي وخروجه عن العمل في الكثير من الولايات “نيويورك وفلوريدا”.

أما في قضية مواجهة العنصرية، التي تفجرت بمقتل المواطن الأمريكي من اصول أفريقية جورج فلويد، وبدلاً من أن يهدأ الأجواء ويدعو إلى التسامح والمصالحة، صب النار على الزيت وأجج القضية وصولاً إلى التهديد بزج الجيش والشرطة والحرس الوطني حتى القضاء ضد المتظاهرين، الذين باتوا مندسين وإرهابيين محليين؟!

وعليه وبعد طرحه تأجيل الانتخابات شبه النائب الديمقراطي ويليب جيم كلايبورن ترامب بالديكتاتور الفاشي موسوليني، محذراً من أنه سيقاوم ترك منصبه في حال خسر الانتخابات، وجازماً بأنه يخطط لتثبيت نفسه بطريقة ما عبر حالات الطوارئ مثلاً لمواصلة التمسك بالمنصب. تصريحات تؤكد أن الساسة الأمريكيين، وفي مقدمتهم الديمقراطيون، يضعون في الحسبان أن ترامب وإدارته يخططان لأمر ما يسمح لهم بالاستمرار في السلطة بأي وسيلة ممكنة، وهذا برأيهم أولاً: نسف لكل العبارات الرنانة عن الديمقراطية وتداول السلطة في الدولة الأولى في العالم التي تنادي بالديمقراطية، وثانياً: اقتتال داخلي بين مناصري ترامب ومؤيدي بايدن، ما يعني تدخل الجيش وربما حرب أهلية كما يتوقع الكثير من المراقبين للوضع الأمريكي.

فهل تكون رئاسة ترامب البوابة لتفكك الولايات المتحدة رسمياً؟ أم أن الأمر لا يتعدى مناكفات حزبية لشد عصب المؤيدين ودفعهم إلى النزول إلى صناديق الاقتراع، ولاسيما في ظل أزمة كورونا وارتفاع معدلات البطالة واستطلاعات الرأي التي تؤكد تقدم منافسه الديمقراطي بأكثر من عشر نقاط، ولكن من يضمن أن يتوقف الأمر عند الانتخاب والتجديد لدورة ثانية. بعد كل التجييش والتطرف؟.