صحيفة البعثمحليات

“حبايب قلبنا”.. وزراؤنا!

وصلتنا رسائل عديدة من الأصدقاء وغيرهم، ينقلون فيها معاناتهم من الإجراءات المتعلقة بفحص PCR قبل السفر ويوصون بنقلها إلى الجهات المعنية، ولذلك ومن باب الأمانة المهنية والأخلاقية وحتى لانتهم بالتجني ومحاولة التقليل من شأن المؤسسات والشخصيات الاعتبارية، ننقل هذه المعاناة كما جاءت :

السادة الوزراء الأكارم.. ونخص سيادة وزير الصحة المحترم، ماذا تفعلون بالمواطن؟! ماذا تفعلون بسورية!!.

هل يعقل اليوم، في عام 2020، عندما يريد مواطن أن يفحص PCR قبل سفره، أن يذهب إلى مكان الفحص ليقدم طلبا، ثم يأخذ وصلاً، ليتوجه بعد ذلك إلى المصرف التجاري ليدفع المبلغ في مكان آخر من دمشق، ثم يذهب إلى مكان ثالث في الزبلطاني ليعطيهم وصل الدفع و يستلم النتيجة!

هل تتفننون فيما بينكم بزيادة أعباء المواطن، وباتخاذ قرارات أكثر بيروقراطية؟! هل يعقل أن على المواطن العائد إلى وطنه، والذي عليه أن يدفع 100 دولار فيزا لدخول بلده عند الحدود ويستلم وصلا بذلك، أن يذهب للبنك في منتصف العاصمة ليستلم المبلغ بالعملة الوطنية؟! لماذا تستطيعون استلام المبلغ منه عند الحدود ولا تستطيعون تسليمه المبلغ بالعملة الوطنية؟!

وما يثير الغرابة أن مؤسساتنا الذكية لا تستطيع تعيين محاسب عند الحدود أو محاسب في مراكز الفحص، وهذا ما يدعو للتساؤل والشك بأن وزارة الصحة و وزارة المالية لا تثقان ببعضهما البعض؟!

وزراؤنا “حبايب قلبنا”!! نعلم  أنكم تجتمعون كل أسبوع في رئاسة الوزراء، عدا عن اجتماعات الفريق الحكومي المختص بالتصدي لوباء كورونا، فهل يتم تداول ومناقشة هذه الأمور والقضايا فيما بينكم خلال الاجتماعات؟ ألا تشعرون بالهموم والأعباء التي تنتج عن القرارات المتخذة والتي تثقل كاهل المواطن!! وهل أنتم على اطلاع بحالات الازدحام البشري والمروري التي تتسبب بها مثل هذه القرارات البيروقراطية التي تتفنّنون في إبداعها؟ وإن غفلت  عن ذلك وزارة الصحة، ماذا عن وزارة المالية أو باقي الوزارات أو السيد رئيس الوزراء! وأنتم تعلمون أن ما نذكره هنا مجرد أمثلة فقط.. وهناك الكثير الكثير!

بلدنا  بحاجة اليوم لمن يعمل بضمير يا حضرة وزير الصحة ويا وزراءنا الأكارم .. بحاجة لمن يفكر بأي قرار قبل أن يصدره، بأن هذا القرار سيطبقه هو أو أخوه أو أمه أو جده أو جاره المسن العجوز أو أحباؤه (أو أحبائه) يا حبايب قلبنا.. يا حبايب قلب سورية والسوريين.. نرجوكم أعيدوا النظر بقراراتكم، فإن الاعتراف بالخطأ وإصلاحه فضيلة.

هذا هو المضمون الحرفي للرسالة التي وصلتنا .. وبدورنا نسأل مع بداية الدور التشريعي لمجلس الشعب الذي يؤدي أعضاؤه القسم اليوم: هل نحن أمام مرحلة جديدة من العمل الحكومي بحيث يتم منح الثقة للحقائب الوزارية لمن يستحقها ويستطيع أن يقوم بمهامها على أكمل وجه، أم سنعيد تكرار نقل هذه الرسائل إلى أصحاب الأمر في الأيام القادمة؟

بشير فرزان