تحقيقاتصحيفة البعث

لصعوبة الظروف.. الألبسة القديمة موضة “المعتّر”!

مشهد يومي بتنا نلاحظه باستمرار يتلخص بارتداء الكثيرين أحذية قديمة جداً ومهترئة، والسبب يرجع للوضع الاقتصادي السيئ، والظروف القاسية التي تمر على البلاد، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأحذية بشكل جنوني، ما يزيد من صعوبة شراء حذاء جديد، خاصة مع عدم جودة الأحذية المصنعة وطنياً على الرغم من ارتفاع أسعارها!.

البالة لا تفيد 
محمد وسوف، موظف، رب لعائلة مكوّنة من ثلاثة أطفال ووالدتهم، يقول: الأسواق المخصصة لبيع الألبسة المستعملة “البالة” هي ملاذنا الوحيد لشراء الثياب لأنها تقدم لك الكثير من الحلول، حيث بإمكانك شراء بضاعة تناسب ما تحمله من نقود مهما كان المبلغ صغيراً، لأنها تضع أمامك الكثير من الخيارات، فهناك ما هو جديد، إضافة إلى الأقل جودة، لتصل بالنهاية إلى بضاعة قد تجعلك حائراً وتضعك أمام أسئلة كثيرة أهمها: هل هناك من سيشتري تلك الثياب العفنة التي لا يمكن ارتداؤها، ليأتيك الجواب بأن كل بضاعة موجودة في هذا السوق لها زبائنها مهما كانت سيئة، لأن “الناس ما معها تاكل والتياب نسوها صارت رفاهية”، حسب رأي أحد أصحاب المحلات..!.

ويتابع محمد حديثه قائلاً: “منذ أكثر من شهر وأنا كل نهار سبت أحرص على الذهاب إلى منطقة الفحامة، حيث تتواجد فيها، كما بات معلوماً للجميع، محلات “البالة” التي باتت وجهة معظم المواطنين عوضاً عن أسواق كالصالحية والحمرا، لتبدأ رحلة البحث عن أحذية مناسبة لما أحمله من نقود، لأعود كما أتيت من دون أن أحصل على ما أريد، هنا لا يمكن أن تشتري حذاء أجنبياً بأقل من خمسة وعشرين ألف ليرة، أي ما يعادل نصف راتبي، في كل مرة أرجع فيها من السوق أحمل الكثير من الوعود بأن أي حذاء سعره مقبول سيكون من نصيبي، كل ما نقوم به أنا وزوجتي لشراء الأحذية للأولاد هو الذهاب بالأحذية القديمة إلى “السكافي” الذي بات يتململ، فعلى حد قوله لم يعد بإمكانه إصلاحها بعد أن قام بذلك أكثر من مرة”!.

الأسود لكل المناسبات
رامي، طالب في كلية “الهمك”، يقول: لست الوحيد الذي أصبح يكتفي بحذاء واحد لكل العام الدراسي، حيث لاحظت على الكثير من زملائي أنهم باتوا يكتفون بحذاء واحد لكل العام الدراسي، ويفضل أن يكون حذاء رياضياً، أما زميلته ريم فتقول: اشتريت حذاء أسود لأنه يناسب كل الثياب تقريباً، فالمصاريف كبيرة، والأعباء باتت تفوق قدرة الأهل على تحمّلها، مضيفة: كنت في السابق أشتري من الموديل نفسه أكثر من لون لأنني أحب الموضة والاهتمام بمظهري الخارجي، ولكن اليوم أصبح هذا الأمر ضرباً من الخيال!.
اليوم العام الدراسي أصبح على الأبواب، والأعباء كثيرة، والحلول معدومة، والمواطن يعاني، والمسؤولون في واد آخر وكأنهم غير معنيين بما يحدث، فهل بات شراء حذاء حلماً يحتاج للكثير من التخطيط؟!

ل. ع