دراساتصحيفة البعث

هل تؤدي أفعال الولايات المتحدة إلى عزلها؟

ترجمة: عائدة أسعد 

عن تشاينا ديلي

انسحبت الولايات المتحدة من أكثر من اثنتي عشرة معاهدة ومنظمة دولية منذ عام 2016، وفي 21 تموز 2020 طالبت فجأة وبشكل أحادي الصين بإغلاق قنصليتها العامة في هيوستن، فهل هذه علامة حرب باردة جديدة؟.. إن الولايات المتحدة تمنح دائماً الأولوية لنفسها عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع العلاقات الدولية، ولذلك تراجعت سمعتها وتأثيرها العالميان بشكل حاد.

إغلاق القنصلية في هيوستن يكشف عن رغبة الولايات المتحدة بشن حرب باردة جديدة ضد الصين، أو خلق توتر معها لخدمة الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني القادم، وهذا النوع من السلوك الأمريكي سيثير الكراهية والمعارضة والقلق لدى الناس في المجتمع الدولي.

في 25 تموز نظّم باحثون ونشطاء من 48 دولة بشكل عفوي لقاء عالمياً عبر الأنترنت حول “أي حرب باردة جديدة ضد الصين هي ضد مصالح البشرية”، وتم بثه عالمياً على “يوتيوب وفيسبوك وزوم”، ومنصات أخرى دعوا فيه الولايات المتحدة كي تتخلى عن عقلية الحرب الباردة، وأصدروا بياناً مشتركاً حول “رفض الحرب الباردة الجديدة” بـ 14 لغة، وشاهده مستخدمو الأنترنت من أكثر من 50 دولة، ومنطقة البث المباشر العالمي، وقرأه أكثر من 200 مليون شخص، يقول البيان الذي أثار اهتماماً واسعاً من المجتمع العالمي: “أي حرب باردة جديدة بأي شكل من الأشكال تنتهك مصالح البشرية بشكل كامل”.

إن إغلاق القنصلية في هيوستن من قبل الولايات المتحدة غير معقول على الإطلاق، ولا يفضي إلى المصالح المشتركة للتنمية السلمية للبشرية، وعلى المدى الطويل إذا اتخذت الولايات المتحدة بشكل أعمى سلسلة من الإجراءات التي لا تفضي إلى المصالح المشتركة للبشرية من أجل كبح تنمية الصين فسيكون ذلك ضاراً بتنمية الولايات المتحدة نفسها، وسيؤدي تدريجياً إلى الولايات المتحدة من “أمريكا أولاً” إلى “أمريكا ثانياً”، أو حتى أبعد من ذلك، وفي الوقت نفسه لا يمثّل مثل هذا السلوك غير المعقول للولايات المتحدة أية صورة وطنية مسؤولة، فهل تنسى الولايات المتحدة الأخلاق والالتزامات تجاه مصالحها الخاصة؟.

إن الإنسانية هي مجتمع المصير المشترك، وتعميق لدرجة الترابط والاعتماد، ويشترك الناس في جميع البلدان في السراء والضراء، وسيؤثر أي قرار رئيسي على التنمية المشتركة للبشرية، وهذا العمل الأحادي وغير المعقول من جانب الولايات المتحدة يتعارض تماماً مع تطوير مجتمع المصير المشترك للبشرية، والحرب الباردة ستؤدي إلى نفور الناس، والتعاون المربح للجانبين هو ما يسعى إليه الناس.

يقول الفيلسوف الصيني جوانزي: “إذا اجتمعتم ستكونون أقوياء، وإذا كنتم وحيدين فستكونون ضعفاء”، وفقط بالتواصل والتعاون ستكون هناك نتائج مربحة للجانبين، وانسحاب الولايات المتحدة من المنظمات، وإغلاق باب التواصل والتبادل لن يؤديا إلا إلى الركود.

وهناك مثل صيني قديم يقول: “كل الأشياء تنمو معاً دون أن تؤذي بعضها البعض، وكل الطرق تسير بشكل متواز دون أن تتداخل مع بعضها البعض”.