رأيصحيفة البعث

الأمريكيون خائفون

فايز طربوش

تتصاعد يوماً بعد يوم الدعوات لطرد قوات الاحتلال الأمريكي والتركي وأدواتهما العميلة من منطقة الجزيرة السورية، حيث أيد منذ يومين اتحاد قبلي آخر في المنطقة “أبطال العكيدات” في حراكهم لتشكيل جيش من كل عشائر القبيلة، كجناح عسكري مقاوم،  وبدء المقاومة المسلحة ضد ميليشيات “قسد” العميلة ورعاتها الأمريكيين الذين يعتدون على حرمات المجتمع وينهبون خيرات الوطن وثرواته الطبيعية. وهي الدعوة التي لاقت صدى واسعاً من قبائل طي، والشرابيين، والبوعاصي، وغيرها من القبائل العربية.

وبعد فشل اجتماع ذيبان، قبل أسبوع، في وضع حدّ لممارسات ميليشيا “قسد”، أصبح الخيار الوحيد أمام القبائل العربية، المالكة الحقيقية للأرض، التجهيز والتحضير لعمل قوي وحاسم ضد الغزاة الأجانب وأدواتهم من المجرمين وشذاذ الآفاق، والذين لا يفهمون إلا لغة القوة، لكنه عمل يتطّلب – في هذه المرحلة الحساسة – من جميع العشائر العربية السورية في المنطقة التكاتف والوقوف معاً, لتحقيق التحرير الشامل لأراضي الوطن، والقضاء على الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته، بالتنسيق مع الجيش العربي السوري، والدولة الوطنية، والتي هي الحاضن والضامن لكل أبناء الوطن.

ولا شك أن ميلشيات “قسد” العميلة، ورغم الدعم الأمريكي اللامحدود، تدريباً وتسليحاً، واختطاف عشرات الآلاف من الشباب وإجبارهم على العمل في صفوفها، هي أعجز عن مواجهة المقاومة الشعبية المتصاعدة، وهو ما تدركه جيّداً قيادة قوات الاحتلال الأمريكي، فهذه ليست أرضهم، وهم ليسوا أبناء هذا التراب، والدليل على ذلك رفضهم كل دعوات الحوار الوطني السوري، ومحاولاتهم ممارسة الوصائية على مصير منطقة الجزيرة السورية – التي كانت وستبقى سورية الهوية والتراب – وعقد صفقات غير قانونية لسرقة النفط  الذي هو ملك الشعب السوري وأهم ثروات الدولة، وحراسة البنية التحتية للمحتل الغربي.

الهدف الحقيقي للغرب الاستعماري في سورية هو حقول النفط والغاز, وتقسيم الدولة الوطنية وتدميرها ونهب ثرواتها وزعزعة أمنها واستقرارها، كونها رأس حربة في مقاومة مشاريع الهيمنة على المنطقة، والآن بدأ هذا الغرب يشعر بالخوف، إذ فقد السيطرة على الأرض، وأدواته تنهار دراماتيكياً، لكن هذا الخوف لن يجعله يتخلّى عن جشعه، وأعماله الدموية المربحة في المنطقة، خاصة بعد توقيع الاتفاقية اللاشرعية بين ميليشيا “قسد” وشركة أمريكية لسرقة النفط السوري، برعاية ودعم إدارة ترامب، والذي يعد “سرقة موصوفة متكاملة الأركان، وصفقة بين لصوص تسرق، ولصوص تشتري، ويشكل اعتداء على السيادة السورية واستمراراً للنهج العدائي الأمريكي تجاه سورية في سرقة ثروات الشعب السوري وإعاقة جهود الدولة السورية لإعادة إعمار ما دمّره الإرهاب، المدعوم بمعظمه من قبل الإدارة الأمريكية نفسها”.

الغرب الاستعماري، وعلى رأسه الإدارة الأمريكية، يعمل عبر أدواته على قمع الحراك الشعبي، وتحويل الأمور لصالحه، إذ بدأ بنقل المرتزقة من العراق الى المنطقة لمساعدة ميليشيات “قسد”، التي ارتضت لنفسها أن تكون دمية رخيصة بيد الاحتلال الأمريكي، فقدّم لها العشرات من قوافل الدعم العسكري واللوجستي، بالتوازي مع قيام هذه الميليشيات على فرض التجنيد الإجباري على الشباب العرب للقتال في صفوفها، في محاولة منها إلى خلق الفتنة بين مكوّنات النسيج السوري الواحد، وضرب العشائر العربية بعضها ببعض، وفق النموذج العراقي، والذي يعّد أسوأ نموذج قدّمه المحتل الأمريكي على مدى تاريخه الإجرامي الطويل.

السوريون الأصيلون، ومنهم أبناء العشائر العربية، متجذرون في أرضهم، ومتمسّكون بكل ذرة تراب منها، ولن يسمحوا لمحتل أو عميل، مهما بلغت عنجهيته أو قوته أن يفرض مشاريعه عليهم، وسيهزمون الميليشيات المأجورة مثلما هزموا المجموعات الإرهابية، بمختلف مسمياتها.