صحيفة البعثمحليات

صفارات القطارات تدوي مجدداً لدعم الاقتصاد ومشروع سككي في حلب

دمشق – ميس خليل

على مدى سنوات الحرب تعرضت أغلب الخطوط الحديدية السورية لأعمال تخريب ممنهجة من قبل العصابات الإرهابية المسلحة، وشملت أعمال التخريب منظومة الخط الحديدي بكافة مكوناته إضافة إلى الأدوات المحركة والمتحركة وتوقف حركة القطارات على أغلب محاور الشبكة، لتتوثق الأضرار التي خلفتها تلك المجموعات الإرهابية بمبلغ يقارب /1.5/ مليار دولار، وتسعى المؤسسة العامة للخطوط الحديدية جاهدة بعد كل تلك الأضرار التي لحقت بشبكتها الحديدية لاستعادة نشاطها وإعادة تأهيل الخطوط وعجلة الحياة الاقتصادية إلى الدوران عبر نقل مختلف البضائع بواسطة القطارات التي عادت صفاراتها “للدوي” مجددا، وتكلل هذا العمل بمشروع مهم، وهو تأهيل الخط الحديدي من حلب إلى دمشق، فالمؤسسة أنجزت وفقاً لمديرها العام الدكتور نجيب فارس الأعمال الرئيسية لإعادة تأهيل الخط الحديدي من حمص إلى دمشق وتم تسيير قطار الحبوب محملا بمادة القمح من مرفأ طرطوس إلى صوامع الحبوب في السبينة بعد انقطاع دام تسع سنوات، وحالياً تقوم ورشات المؤسسة بإصلاح وترميم الخط الحديدي من حلب إلى حمص مروراً بمحافظة حماه بكافة مكوناته ويبلغ طول هذا المحور /200 كم/ وفق الإمكانيات المتاحة من أجل تأمين الحبوب وموارد الطاقة المتنوعة لكافة الفعاليات الاقتصادية والخدمية للقطاع العام، حيث يعتبر محور الخط الحديدي من المرافئ السورية إلى محافظتي دمشق وحلب مروراً بمحافظتي حمص وحماه من المحاور الإستراتيجية لنقل مختلف البضائع بواسطة القطارات بما فيها الفيول والحبوب والحاويات والبضائع الإستراتيجية الأخرى، حيث يرتبط بهذا المحور سكك حديدية تصل إلى فعاليات اقتصادية متنوعة وهامة في محافظات حمص وحماة وحلب ودمشق وريفها ، مشيراً إلى أن عمليات صيانة المقاطع المدمرة للخط الحديدي من جيرود وحتى السبينة تمت وبكوادر المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية ، وهو استكمال لعمليات الصيانة الكلية للخط البالغ ٣٠٩ كم، وحيث أن الفريق الفني (مهندسين اختصاصيين وعمال مختصين بصيانة الخط الحديدي) العامل لدى المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية والبالغ عددهم /270/ عاملا قد أنجزوا العمل رغم هول الأضرار التي تعرضت لها سكة الحديد من سرقة وتخريب وتدمير (نتيجة الأعمال الإرهابية) لمسافات طويلة منها 40 كم منزوعة السكك بشكل كامل في مواقع (الضمير) و(جيرود) و(البحارية) و(التركمانية)، إضافة إلى التعامل مع 26 نفقاً في الجسم الترابي للخط الحديدي خلفتها المجموعات الإرهابية، مؤكداً أن عودة حركة القطارات للعمل بين المرافئ والمحافظات السورية، وربطها مع دمشق سيكون له مردود كبير في تأمين احتياجات المواطنين وسرعة وصولها ونقلها بكميات كبيرة وتخفيض أجور وتكاليف النقل وخاصةً في نقل الحبوب والفيول وغيرها من المواد والبضائع.

نواة للتصنيع السككي

وتحدث الفارس عن مشروع مستقبلي لإعادة تأهيل مراكز الإصلاح والصيانة وتعمير القاطرات والشاحنات والعربات في محطة جبرين بحلب وتحويله إلى مدينة صناعية سككية، فالمشروع يهدف لإعادة إعمار وإنشاء المدينة الصناعية السككية في محطة حلب الكبرى إلى تجميع القاطرات والشاحنات ومجموعات نقل الركاب وصيانتها من خلال نقل تكنولوجيا التصنيع السككي وتوطينها في سورية تمهيداً لتأسيس نواة التصنيع السككي القابلة للتطوير والتوسع في المستقبل مما يساهم في خلق كادر فني متدرب ومتخصص في جميع مجالات السكك الحديدية بشكل فعلي يساهم في تطوير قطاع النقل السككي وتلبية المتطلبات الملحة والمتنامية لاحتياجات السكك الحديدية.

مرفأين جافين

كما وتعتبر المرافئ الجافة امتداداً للمرافئ البحرية ويجري العمل حالياً كما يشير الفارس على إنشاء عدد من المرافئ الجافة بهدف ربط الموانئ البحرية السورية مع مراكز الإنتاج في المدن الصناعية عبر السكك الحديدية وتخفيض تكاليف إنتاج السلع والمنتجات وتشجيع وتسريع التصدير مما يساهم بشكل إيجابي على الاقتصاد وعلى التنمية الاقتصادية وهما المرفأ الجاف في المدينة الصناعية بالشيخ نجار في محافظة حلب وتفريعته السككية من محطة جبرين باتجاه الشيخ نجار لربط هذه المدينة الصناعية سككياً مع المرافئ البحرية، ومشروع إنشاء المرفأ الجاف وساحة الحاويات في المدينة الصناعية بحسيا في محافظة حمص وتفريعته السككية من محطة خنيفيس باتجاه المدينة الصناعية بحسيا لربط هذه المدينة الصناعية سككياً مع المرافئ البحرية.

استثمار

أما في إطار خطتها لاستثمار العقارات التابعة لها والتي تقع داخل المخططات التنظيمية، أعدت المؤسسة كما يوضح الفارس خارطة طريق لاستثمار الأراضي والعقارات التي تملكها في المحافظات السورية ليتم طرحها لاحقاً للاستثمار وفق قانون العقود الموحد رقم 51 لعام 2004 وقانون التشاركية بغية الحصول على إيرادات مالية للمؤسسة لتنفيذ مشاريعها الاستراتيجية وتخفيف العبء المالي على خزينة الدولة، وتم نقل ملكية بعض العقارات في مختلف المحافظات وتقوم المؤسسة حالياً بتعديل الصفة التنظيمية والعمرانية للعقارات القابلة للاستثمار وإعداد دفتر الشروط للإعلان عن مسابقة معمارية لتقديم دراسة تخطيطية للمنطقة الواقعة من مركز التدريب والتأهيل إلى معمل العوارض ووضع خارطة استثمارية للمنطقة متضمنة البرنامج الوظيفي والدراسات الأولية اللازمة للفعاليات المقترحة للمنطقة من أجل الاستثمار.