اقتصادصحيفة البعث

لا تنتظر انفراجاً!!

دائما ما نبحث عن مراتب متقدمة في التصنيفات الإنتاجية، متناسين أننا الأوائل في تراتبية البطر الجائر بحق ما تنبته أرضنا وتصنعه معاملنا، ومثالنا الطازج اليوم ما تعرض له مخزون زيت الزيتون من انتهاكات تسويقية غير مدروسة أفرغت الخزانات الاستراتيجية والخوابي الفردية لدى المنتجين من احتياطي لطالما تغنينا به كغيره من المحاصيل، لنكتشف في طرفة عين أن نقصاً أصاب السوق الداخلي بعدما انزلقت قطرات الزيت من بين الأيدي فأضعنا المحصول رخيصاً وتمت المتاجرة به غالياً.

لا يمكن تحييد الأسعار عن مسؤولية وصول سعر صفيحة زيت الزيتون إلى مستوى فاحش بلغ سقف المئة ألف ليرة، ولكن قليل من استجوب نفسه والآخرين عن ملابسات أخرى لهذه المواصيل؟ بالرجوع قليلا إلى الموسم الماضي كانت الصفيحة ب35 ألف ليرة، رغم أن الظروف والأحداث نفسها وكان الإنتاج جيداً، لكن الضربة القاصمة كانت باستغلال التجار وتواطئهم مع سماسرة محليين بهدف تجميع أكبر كمية من مدخرات المزارعين، وهنا كانت الخديعة التي وقع فيها الكثيرون ومفادها احتكار نسبه مهمة من الكميات المشتراة بسعر الجملة، لتمر الأيام على وقع فقدان الحيز الأكبر من الاحتياطي الموزع بين أيدي المزارعين، لتنفرد عصبة من المتاجرين بالتحكم بسياق الأسعار التي سرعان ما بدأت تتصاعد شيئاً فشيئاً لتصل إلى ما نحن عليه الآن، أي مئة ألف بعدما كانت منذ شهرين بثمانين ألف وقبلها بشهر بخمسين ألف.

المسألة ليست مجرد بورصة سوق، بل مادة شبه مفقودة تزامنت مع توقعات بإنتاج متراجع لهذا العام، ما أفضى إلى تمنع المزارعين عن التفريط بما تبقى من مؤونة …ومع الطلب المتزايد اضطربت السوق وبتنا أمام قلة عرض واختلال من جزئياته تنوع سعري لم تفلح فيه مؤسسات التدخل الإيجابي في تحقيق  التوازن.؟

بالعموم لا تنتظر أيها المستهلك انفراجاً مع قرب القطاف والعصر، لأن تعويض النقص في المخازين يحتاج لسنوات قادمات والمزارع الذي اكتوى من المتاجرين سينفخ على اللبن ولن يفرط بما ينتجه هذا الموسم على قلته.؟!

علي بلال قاسم