دراساتصحيفة البعث

هل يستخدم بايدن سلاحه السري؟

ترجمة: عائدة أسعد

عن نيويورك تايمز

على الرغم من أن ترامب غير محبوبٍ من قبل الناخبين اللاتينيين، إلا أنه حصل على 28 في المائة من أصوات اللاتينيين في عام 2016، وهو خيار لا يزال قائماً في الانتخابات القادمة. حالياً الكل يعتقد أن الناخبين اللاتينيين سيحتشدون خلف جو بايدن، لكن هذا الأخير لم يتواصل معهم بالشكل المطلوب حتى الآن.

حسب بعض التقديرات فإن نحو 60 في المائة من الناخبين اللاتينيين المؤهلين في الولايات المتصارعة، والذين يميلون إلى عدم انتخاب ترامب ويرونه بشكل سلبي، سيخوضون انتخابات 2020، وسيكون هؤلاء الناخبون في الغالب من الشباب، وهو ما سيكون أمراً حيوياً وسلاحاً سرياً يساعد في السيطرة على البيت الأبيض.

صحيح أن بايدن بدأ تكثيف الاتصالات مع اللاتينيين، لكن عليه أن يذهب إلى أبعد من ذلك ليضمن توسيع رقعة الناخبين اللاتينيين الذين يتحدث معهم ويتفاعل معهم عبر منصات مختلفة، خاصةً وأن حملة ساندرز 2020 عملت على الوصول إلى جميع اللاتينيين المؤهلين للتصويت في نيفادا قبل المؤتمر الحزبي، بما في ذلك أكثر من 100000 مسجل حديثاً، إضافة إلى أولئك الذين ليس لديهم تاريخ في التصويت.

يقول قائد حملة ساندرز: “لقد دمجنا المنظمين اللاتينيين في طاقمنا وتواصلنا مع الناخبين اللاتينيين مبكراً، وفي كثير من الأحيان قمنا بزيارتهم في منازلهم ومواقع عملهم، وتواصلنا معهم عبر الهاتف والإعلانات الإذاعية ثنائية اللغة والبريد الإلكتروني، كما نظمنا فعاليات مجتمعية مثل بطولات كرة القدم حيث نسجّل الناخبين ونستضيف الدورات التدريبية للحزب، ونجحت إستراتيجيتنا وفاز السيناتور ساندرز بنسبة 73 بالمائة من أصوات نيفادا اللاتينيية، كما فاز بنسبة كبيرة في ولايتي كاليفورنيا وكولورادو”.

إذا اتخذ بايدن نهجاً تقليدياً وتحدث إلى الشريحة نفسها من اللاتينيين في أريزونا فقد يضع نفسه في مشكلة، ولكن إذا استغل ثقافة النشاط في أريزونا، التي سجلت 138 ألف لاتيني منذ انتخاب ترامب، يمكن أن يعيد تشكيل الخريطة الانتخابية والفوز.

في الوقت الحالي تنفق حملة بايدن 800 ألف دولار في الأسبوع على الإعلانات التلفزيونية التقليدية باللغة الإسبانية، ولكن في عصر كوفيد -19 تمّ التخلّص من الطريقة القديمة للحملات الانتخابية، ويمكن عمل المزيد من خلال إستراتيجية متعدّدة المستويات تشمل مبادلة البث الأرضي بالراديو الرقمي، والإعلان في الصحف الناطقة بالإسبانية، وإرسال رسائل بريدية ثنائية اللغة تشرح خطته لإعادة بناء الاقتصاد المتدني.

في انتخابات 2016 طرح الناخبون اللاتينيون عدداً من المشكلات، لكن الديمقراطيين لم يتطرقوا إليها. هذه الرسالة واضحة أنهم باتوا مناهضين لترامب، والجميع يعلم ماذا يتطلّب من إدارة بايدن تجاههم، هم يحتاجون إلى إخبارهم كيف سينفّذ بايدن الأجندة اللاتينية التي أعلن عنها مؤخراً حول أعمالهم الصغيرة، وموضوع رفع الحدّ الأدنى للأجور، الأمر الذي سيعزّز من حظوظه.

لدى بايدن سلاح سريّ آخر لفتح التصويت اللاتيني، وهي السيناتور كامالا هاريس ابنة مهاجرين متعدّدة الثقافات تجسّد الحلم الأمريكي، وهي موظفة تدافع عن الأطفال المهاجرين المنفصلين عن والديهم، والشركات الصغيرة اللاتينية التي دمّرها الإغلاق الوبائي، وهي بذلك يمكنها سدّ الفجوة بين بايدن والمجتمع اللاتيني. وبالفعل فقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن 52 في المائة من الناخبين اللاتينيين في ولايات معارك رئيسية قالوا: إن اختيار هاريس لمنصب نائب الرئيس سيجعلهم أكثر عرضة للتصويت لمصلحة بايدن.

إذا استخدم بايدن نهج ساندرز متعدّد الطبقات للتواصل مع اللاتينيين فربما تكون منزلته كريمة، لكن يجب عليه الوصول إليهم وتعبئتهم.