أخبارصحيفة البعث

“العفو” تدعو للتحقيق بإطلاق النار على المتظاهرين في طرابلس

نددت منظمة العفو الدولية “امنستي” باستخدام مسلحين منتمين لميليشيات الوفاق الإخوانية الليبية الذخيرة الحية والرشاشات الثقيلة لتفريق مظاهرة في طرابلس في الثالث والعشرين من آب الجاري، وطالبت المنظمة ما يسمى بحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج الإفراج الفوري عن المتظاهرين المعتقلين والمخطوفين من ساحات الاحتجاجات وفتح تحقيق سريع وشامل ومستقل في استخدام القوة المفرطة لقمع المحتجين ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، وأوضحت المنظمة أن هذه المعلومات الخاصة باختطاف وقمع المحتجين حصلت عليها من شهادات أدلى بها شهود عيان ممن شاركوا بالاحتجاجات.

وأشارت امنستي إلى أن الهجوم على المحتجين وقع في منطقة تسيطر عليها ميليشيا النواصي في طرابلس التي تعمل اسميا تحت إشراف وزارة الداخلية.

وأفاد شهود عيان بأن كتائب تابعة لحكومة الوفاق نفذت تزامنا مع اتساع دائرة الاحتجاجات في الأيام الأخيرة حملة دهم واعتقالات ضد عشرات النشطاء في طرابلس.

ودعت المنظمة حكومة الوفاق إلى احترام حق التظاهر السلمي للمواطنين وحماية المتظاهرين أثناء تواجدهم في ساحات الاحتجاج.

وقالت النائبة الإقليمية لمنظمة العفو الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ديانا الطحاوي: تتحمل “الوفاق” مسؤولية احترام حق الاحتجاج السلمي وحماية المتظاهرين من أولئك الذين يسعون إلى إسكاتهم بالذخيرة الحية ومعالجة القضايا الأساسية التي دفعت الناس إلى النزول إلى الشوارع، وانتقدت حكومة السراج لعدم ردع الميليشيات والجماعات المسلحة غير الخاضعة للمساءلة، وبدلا من ذلك قامت بالاعتماد عليها في قمع الاحتجاجات.

في سياق متصل،  أعلنت عائلات ليبية اختفاء أبنائها خلال مشاركتهم بمسيرات الأحد والاثنين حيث أعلنت عائلة الشاب عمر قدوم انقطاع الاتصال به منذ التحاقه بالاحتجاجات. وطالب شقيق عمر ميلشيات الوفاق بالكشف عن مصير شقيقه.

ولليوم الرابع على التوالي خرج شباب من “حراك الشعب” في طرابلس في مظاهرة احتجاجية رغم قرار حظر التجول الكامل الذي فرضته الوفاق ومليشياتها لتحفيف زخم الاحتجاجات المناهضة لها.

يذكر أن التحركات الاحتجاجية جاءت استجابة لدعوات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي التي دعت إلى تظاهرات حاشدة تنديدا بتردي الأوضاع المعيشية في وقت تستمر فيه حكومة السراج بمد أنقرة بأموال طائلة ثمنا لدعمها العسكري.

وبينما تعالت الأصوات المطالبة مؤخراً برحيل مليشيا السراج في طرابلس ومدن عدة بسبب تردي الأوضاع المعيشية، شنت ميلشيا الوفاق حملة اعتقالات واسعة ضد عشرات المتظاهرين في العاصمة، فيما تستمر الاحتجاجات في بقية المناطق غرب ليبيا، ما يوحي بملامح انتفاضة في ظل واقع اقتصادي وسياسي متأزم.