رياضةصحيفة البعث

بطولة طائرة الشواطئ “لناس وناس”!!

لا ندري ما هي الفائدة الفنية التي جناها اتحاد كرة الطائرة من البطولة الشاطئية للرجال والسيدات التي اختتمت أمس الأول على شواطئ اللاذقية، فالبطولة التي شارك فيها 14 فريقاً ستة منها للرجال وثمانية للسيدات لم ترتقِ للمستوى الفني المأمول، خاصة وأن الفائزين باللقب في الفئتين وضع عليهما أكثر من إشارة استفهام (مع احترامنا للأسماء التي شاركت فيها).

البطولة حفلت بالكثير من المغالطات، أولها تمثّل بالدعوة للمشاركة بالبطولة، حيث عمّم اتحاد اللعبة قرار البطولة قبل خمسة أيام فقط من انطلاقها، إضافة إلى أن البطولة غير نظامية، وأن النشاط الرياضي متوقف بقرار من الاتحاد الرياضي العام بسبب تفشي فيروس كورونا، لكن اتحاد اللعبة لم يلتزم بالقرارات وأقام البطولة ضارباً بالقرارات عرض الحائط!!.

ورغم ذلك فإن المغالطات كثُرت، ومنها أيضاً أن الدعوة وجّهت لمشاركة فريق واحد من الأندية التي دعاها الاتحاد، لنفاجأ بمشاركة بطل البطولة الماضية بالرجال، في حين لم يتمّ استدعاء بطل السيدات وسط استغراب كافة كوادر اللعبة، فيما اعتذر أحد الأندية (للرجال) عن المشاركة ولم يتمّ اللعب بنظام الدوري، بل تمّ توزيع الفرق على مجموعتين ما أضعف البطولة فنياً، ولاسيما أن البطولة استمرت خمسة أيام.

الأمر الآخر الملفت للنظر تمثّل في أن الفائز باللقب تكوّن من مدرب أحد الأندية ولاعب بالنادي نفسه الذي يدربه، كذلك تمّ زجّ لاعبين من النادي نفسه (للمدرب) بفريق آخر باسم الشركة الراعية، وفي الأدوار المتقدمة تمّ تغيير اسم الفريق لاسم أحد الأندية، في الوقت الذي لم يسمح لباقي الأندية المشاركة بفريقين، ولو سُمح لها لكانت الفائدة أفضل للاعبين والأندية. أما بالنسبة للحكام فقد دعا الاتحاد ثمانية حكام من محافظة اللاذقية لقيادة المباريات، وبذلك همّش باقي الحكام من المحافظات، ولو افترضنا أنه بذلك يضغط النفقات، فلماذا لم يتمّ الاستعانة بحكام من طرطوس القريبة من اللاذقية، ولماذا الضغط (بالنفقات) بما أن الشركة الراعية هي التي دفعت جميع التكاليف، إلا إذا كان هناك مصالح شخصية من عدم دعوة كافة الحكام!!.

الأمر الأخطر بالموضوع والذي يطرح تساؤلاً مهماً: هل استفاد الاتحاد مادياً من البطولة؟، وهل أمن مبالغ مادية لدعم صندوق الاتحاد (الخاوي بالأساس)، أم أن المهم إقامة البطولة للسياحة والسفر والاستجمام على البحر فقط؟!.

رئيس الاتحاد صرّح في أكثر من مناسبة أن الهدف من البطولة انتقاء المنتخب الوطني لكلا الفئتين للمشاركة في التصفيات الأولمبية الآسيوية التي ستقام في الصين العام القادم، وفق النظام الدولي المعتمد بلاعبين لكل فريق، وأن البطولة من أجل إبراز العناصر الشابة وضمّها للمنتخب، وهذا التصريح فيه الكثير من “الدعاية الإعلامية للاتحاد”، فالبطولة فاز بالمركز الأول والثاني والرابع فيها لاعبون تجاوزوا سن الـ 45 عاماً، وكذلك الأمر بالنسبة للسيدات، فمن فزن بالمركز الأول والثالث هن من اللاعبات اللواتي تجاوزن 40 عاماً، فعن أي تطور يتحدث القائمون على اتحاد كرة الطائرة، فالبطولة كانت “لناس وناس”.

عماد درويش