ثقافةصحيفة البعث

باسل خليل: التسويق يعتمد على العلاقات

يتابع الفنان باسل خليل تصوير مشاهده في مسلسل “ولاد سلطان” إخراج غزوان قهوجي، وهي المرة الثانية التي يعمل بها تحت إدارة قهوجي، إذ سبق وأن شارك معه في “شوارع الشام العتيقة” عام ٢٠١٩ وككاتب يقوم حالياً بوضع الخطوط الأولى لنص جديد.

أعمال البيئة الشامية

خليل بيَّن في حواره مع “البعث” أن مسلسل “ولاد سلطان” عمل بيئة شامية تأليف سعيد الحناوي ويجسّد فيه شخصية برهان رئيس الكراكون الذي أجبرته ظروفه ليكون مع الغريب، ولكن في قلبه حبٌّ لبلده وأولاد بلده، لذلك يحاول دائماً أن يقف معهم ومع المظلوم منهم، ويتجلّى ذلك في نهاية العمل عندما يكتشف جريمة يُتهم فيها أحد أبطال العمل، فيسعى لإظهار براءته واعتقال الجناة، مشيراً إلى أن لديه عدة مشاركات في أعمال البيئة الشامية كان أولها مسلسل “أهل الراية” إخراج علاء الدين كوكش عام ٢٠٠٧ وبعدها “باب الحارة” الجزء الثالث و”الحصرم الشامي” الجزء الأول، ثم غاب عن أعمال البيئة الشامية حتى العام ٢٠١٩ حيث عاد بعملين هما: “شوارع الشام العتيقة” و”سلاسل دهب”، وفي العام ٢٠٢٠ شارك في مسلسلي “بروكار” و”سوق الحرير”، منوهاً بأن الفرق بين شخصيتيه كان كبيراً على صعيد الفترة الزمنية وطريقة الطرح، حيث قدّم كل عمل منهما البيئة الشامية بطريقة مختلفة عن الآخر، موضحاً أن هناك عدة عوامل تجعله يحب البيئة الشامية في مقدمتها تلك الحميمية التي يشعر بها أثناء التصوير، مع إشارته إلى أن أغلب الشركات تتجه في الوقت الراهن لأعمال البيئة الشامية التي أصبح لها جمهور كبير على الصعيد المحلي والعربي، منوّهاً بتجربة جديدة خاضها خليل كممثل هذا العام وهو بانتظار رأي الجمهور بها من خلال مشاركته في المسلسل البدوي “صقار”، مؤكداً أنه يشارك لأول مرة في عمل بدوي وقد كان متحمساً لخوضها دون أن ينكر بعض الصعوبات التي واجهته على صعيد اللهجة والتنسيق بينها وبين الأداء، متمنياً أن ينال رضا الجمهور حين عرضه، معبّراً في الوقت ذاته عن اعتزازه بمشاركته المتواضعة في مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” إخراج فادي سليم الذي حقّق نجاحاً كبيراً لأنه عمل محبوك بطريقة ممتازة وقد لامس مشاعر المتلقين.

وعن الأداء واختلافه بين الأعمال الشامية والمعاصرة، رأى خليل أن تجسيد الشخصيات المعاصرة أسهل نوعاً ما، لأن الممثل قد يستحضرها مما يشاهده أو مما يجود به خياله، أما في الأعمال الشامية فعلى الممثل أن يتقيّد بما كُتب في النص وبالمرحلة التي يتمّ الحديث عنها بعيداً عن الذاكرة الانفعالية.

مذنبون أبرياء

يُعدّ مسلسل “مذنبون أبرياء” التجربة الأهم لخليل على صعيد الكتابة، ولكنها ليست الأولى، حيث سبق وأن كتب عدة لوحات كوميدية وعملاً كوميدياً بعنوان “قهوة السياح” وعملاً اجتماعياً بعنوان “مطلقات”، دون أن يخفي أنه عندما خطرت بباله فكرة “مذنبون أبرياء” تردّد قبل أن يباشر بكتابتها خوفاً من ألا تبصر النور، ولكنه تشجّع على الكتابة والإنتاج، حيث قام بعد كتابة الحلقات الخمس الأولى بعرضها على المخرج أحمد سويداني الذي أحب الفكرة وطلب معالجة النص حتى يكون أقرب لمجتمعنا في سورية، وعندها تمّ الاتفاق مع أحد الأشخاص ليدخل مع خليل بنسبة معينة في الإنتاج لرفع سوية الإنتاج ولعدم قدرته على تحمّل تكاليف العمل وحده، وعندما تمّ الاتفاق بينهما بدأ بتصوير الحلقات الخمس الأولى ومنتجتها، ومن خلال هذه الحلقات تمّ استنباط العديد من الأفكار نتيجة مشاركة بعض أبطال العمل بإبداء الرأي بشخصياتهم وكيف يرونها من وجهة نظرهم، ومن ثم أكمل خليل كتابة العمل آخذاً بعين الاعتبار توصيات المخرج وبعض الأفكار التي طُرحت من قبل أبطال العمل، وكانت هذه الطريقة برأيه جديدة في الكتابة الدرامية، مبيناً أنه استفاد كثيراً من هذه التجربة وصار يؤمن بعدها بأهمية الورشة في الكتابة، لأنها تعطي ثقلاً أكبر للعمل، ولكن ذلك لم يمنع وجود بعض الصعوبات لأنه كان يكتب ويمثل وينتج العمل، مؤكداً أن كثرة المسؤوليات أثرت سلباً على أدائه في العمل كممثل، ولذلك لم يكن راضياً عن النتيجة، بينما كان راضياً عن إنتاج العمل وعن النص والنتيجة التي رآها المشاهدون.

وأشار خليل إلى أن مسلسل “مذنبون أبرياء” انتهى بعبارة “إلى اللقاء في الجزء الثاني”، موضحاً أن المخطّط كان أن يكون المسلسل من أربعة أجزاء، وبالفعل قام بتأليف الجزء الثاني كاملاً وأصبح جاهزاً للتصوير، ولكنه صُدِم بواقع التسويق والمحطات، حيث كان معتقداً أنه عندما يقدم مادة جيدة وبمواصفات جيدة فإن العمل سينتشر على محطات كثيرة ويكون قادراً على متابعة تصوير باقي الأجزاء، ولكن تبيّن له أن التسويق يعتمد على العلاقات وليس على المادة الجيدة للعرض، وهذا هو سبب عدم إنجاز باقي الأجزاء من مسلسل “مذنبون أبرياء” الذي كان ومازال حلمه الذي سيبقى ساعياً لتحقيقه.

الولادة القيصرية

تشبه المرحلة الحالية لباسل خليل كممثل الولادة القيصرية، حيث يقدّم أدواراً عديدة في أعمال مختلفة، ولكنه مازال بانتظار الفرصة التي ستشكّل نقلة له ليثبت فيها موهبته وتقدمه للمشاهدين بشكل جيد، مؤكداً أنه ليس مستعجلاً على ذلك، معتبراً نفسه في بداية الطريق وأن كل تجربة يقوم بها يخرج منها وقد ازدادت خبرته بانتظار الفرصة المناسبة التي ستشكّل منعطفاً آخر في مسيرته الفنية.

وختم خليل حواره بالإشارة إلى أن المسرح عشقه، والصعود على خشبته هو ما يتمناه كل ممثل، وهو قد ذاق حلاوة ذلك منذ بداياته، حيث كانت له مشاركة في مسرحيتين للأطفال، لذلك من الطبيعي أن تكون أمنيته المشاركة بعرض مسرحي، أما بالنسبة للسينما التي لم يجربها من قبل فمن المتوقع أن يخوض تجربته الأولى فيها من خلال فيلم سينمائي طويل، داعياً الوسط الفني ليكون يداً واحدة وضرورة التصفيق للناجح ودعمه، لأن نجاح أي طرف هو نجاح للجميع ومن شأنه إعادة الألق لدرامانا.

أمينة عباس