اقتصادصحيفة البعث

“كهرباؤنا” وعقلية “الراعي والذئب”..!؟

قسيم دحدل

أضحت الطاقة الكهربائية في سورية أشبه بلغز أو أحجية، توليداً ونقلاً وتوزيعاً واستثماراً، ففي كل مرة نطرح واقعها المؤسف جداً، مع المعنيين في وزارة الكهرباء أو مؤسساتها أو شركاتها، نجد أنفسنا أمام صنفان لا ثالث لهما من المسؤولين: منهم من يستجيب ويتفهم مكشوراً، ومنهم من يرفض حتى الرد عن أبسط الأسئلة متذرعاً بعدم التخويل بالتصريح رغم أنه المسؤول المخوَّل بالإجابة عما نسأل لكونه الأعلم..!؟.

بشكل عام، لا نجد عند الكل إجابة شافية، تروي غليل المنطق والحقيقة، لكن المستفز فعلاً  هو الصنف الثاني، الذي ينأى بنفسه عن قول أي كلمة وتحمل للمسؤولية..!؟.

هذه السلبية (عدم الاستجابة) في التعاطي مع الإعلام، لا يمكن تفسيرها إلاَّ بأحد أمرين: إما أن هذا ” المسؤول المُؤتمن” غير قادر على تقديم معلومة منطقية يتقبلها العقل، أو أنه يتوجس ويخاف من شيء ما، يمكن إذا أعلنه أن يستجوب ويحاسب، أو ربما يكون هو متورطاً..، وربما لا..، وفي كلتا الحالتين نحن في مواجهة مسؤول إداري مهادن لا يستطيع من أمره شيئا، يقدم بقاءه في منصبه على أي شيء ما، يمكن أن يهدد ذلك، حتى ولو كان فيه إنهاء لأزمة أو حل لمشكلة فيما هو مختص به..!؟.

مثل تلك العقلية، تتناقض مع ما طرحه سيد الوطن، وبالخط العريض، من شفافية وصراحة، مع المواطن أولاً وثانياً مع الإعلام والإعلاميين، الذين أعلى منزلتهم بأن حمَّلهم – تكليفاً لا تشريفاً- مهمة ومسؤولية إعادة الثقة، ليكون إعلامنا مرجعاً موثوقاً، ما يعني عدم ترك المواطن فريسة للميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، وما تحبل به من مغالطات وإشاعات هدامة، مما يزيد الشرخ أكثر ما بين الحكومة والمواطن، وبالتالي عدم تحمل الكل لمسؤولياته ودوره، استناداً لصحيح الفهم والتقدير لحقيقة ما نمر به وتواجهه من تحديات.

ولعل المسؤولية التي تتحملها إدارة منظومتنا الكهربائية، أكثر من غيرها..، ناتج عن أن الكهرباء هي حقيقة عصب الحياة، لكافة أوجه النشاط الإنساني، سواء كانت خدمية أو صناعية  تجارية أو استثمارية…

وعليه لا بد أن يدرك من هم في موقع  المسؤولية عن هذا القطاع الحيوي، ضرورة وضع السوريين في الصورة الحقيقية لواقع إنتاج الطاقة الكهربائية، مدخلاتها ومخرجاتها، حتى ولو كان هناك “جور” في عدالة التوزيع والتقنين لصالح نشاط أو منطقة على حساب أخرى، من منطلق “الصدق أنجى”، لا استناداً لمقولة : ” أكذب ثم أكذب..”، التي نعتقد أن مكانها ليس في هذا المجال ولا مع المواطن السوري الذي خبر الكثير، لأنه ببساطة متواجد في كل مفصل من مفاصل مؤسسات الدولة.

ننبه ونحذر، فما لدينا من معلومات، يؤكد أن هناك انفصالاً وعدم تنسيق وتعاون ما بين إدارات الكهرباء، وفوق ذلك غياب للمتابعة والرقابة، وما حدث مؤخراً في أحد مناطق ريف دمشق ( نتحفظ عن ذكره)، وقد يمتد لمناطق أخرى، يجب أن يكون درساً وعبرة، وإلاَّ كانت قصة إدارة هذا القطاع، كقصة الراعي الكذاب …..

Qassim1965@gmail.com