تحقيقاتصحيفة البعث

١٧٤٥٣ هكتاراً مروية في سهل عكار..والتحول لقنوات الري المطمورة يقلل الهدر

يروى سهل عكار البالغة مساحته ضمن محافظة طرطوس /١٨٦٤٠/ هكتاراً بواسطة مشاريع ري عدة، وتجرّ المياه عبر قنوات الري المكشوفة أو المطمورة. ولأن سهل عكار خزان إستراتيجي للخضراوات والحمضيات في المحافظة، وتُزرع فيه كافة أصناف الزراعات المروية والحقلية والحبوب بأنواعها إضافة إلى الحمضيات، فمن الضروري إيصال مياه الري إلى أراضي المزارعين بأقل فاقد مياه، وتخفيف معاناة الفلاح بإرواء أرضه خاصة من شبكات الري المكشوفة وتحويلها إلى مطمورة، كونها أقل هدراً للمياه وأقل جهداً وعناء.
ويبيّن م. عيسى حمدان مدير الموارد المائية في محافظة طرطوس أنه تمّت دراسة التطوير الشامل لسهلي عكار والبقيعة من قبل الشركة البلغارية “أغرومبلكت” على أساس أن المنطقة خزان غذائي إستراتيجي عموماً. وتضمّنت الدراسة تنفيذ بعض السدود مع شركاتها (للري والصرف) وهي شاملة لكامل مساحة سهل عكار في طرطوس وحمص ومنفذة بالكامل. ومنها مشروع سد الشهيد باسل الأسد على نهر الأبرش، ويبلغ الحجم التخزيني الطبيعي للسد /١٠٣.١٦/ م.م٣ والمساحة الإجمالية للإرواء /١٠١٦٠/ هكتاراً، وشبكات سد تل حوش ويقع السد في محافظة حمص وحجمه التخزيني الطبيعي /٥٢/ م.م٣ والمساحة الإجمالية للشبكات /٦٨٢٠/ هكتاراً موزعة ضمن محافظتي طرطوس وحمص منها /٤٦٠٠/ هكتار المساحة الإجمالية في طرطوس، ومشروع ري سد خليفة ويبلغ حجم التخزين الطبيعي /٣/ ملايين م٣ ومساحته الإجمالية /٦٧٥/ هكتاراً موزعة في محافظتي حمص وطرطوس، منها /٥٥٥/ هكتاراً في طرطوس، إضافة لمشروع الآبار الجوفية ويتوضّع ضمن حدود مثلث منطقة (المنطار، جسر سيجب، سهل مجدلون البحر غرب أوتوستراد حمص- طرطوس) وتبلغ المساحة الإجمالية للإرواء /٢١٣٨/ هكتاراً، ويتمّ الإرواء بواسطة ٩٢ بئراً استثمارية ضمن ٢٠ محطة ضخ، ومساحة الشبكة المستثمرة ١٦٠٠ هكتار.

ولفت حمدان إلى الجدوى الاقتصادية لهذه الآبار والتي تتجلى بكون سهل عكار خزاناً إستراتيجياً للزراعات الغذائية والأشجار المثمرة وغيرها، كما تقوم بدور تصريف المياه في مناطق التشبع المائي (الغدق) ضمن نطاق المشروع. ويضيف حمدان أن مساحة الأراضي المشمولة بالري في سهل عكار بلغت نحو /١٧٤٥٣/ هكتاراً، وبلغت أطوال شبكات الري المنفذة ٧٥٥ كم وأطوال شبكات الصرف المنفذة ٩٠٢ كم، ويغطي الصرف المكشوف كامل مساحة سهل عكار، منها صرف مغطّى لمساحة /١٠٨٧/ هكتاراً، وتمّ تنفيذ مجموعة مشاريع صرف مطمور للأراضي التي تظهر عليها معالم الغدق وفي التحاليل المخبرية اللازمة، إذ بلغت مساحة العقارات نحو ٥٥٠ هكتاراً من خلال عقود سنوية، وهناك إضبارة جاهزة للتنفيذ تمّ إدراجها في خطة المديرية للعام القادم بمساحة نحو ١٠٠ هكتار وبكلفة نحو ٣٥٠ مليون ليرة، وتمّ إنجاز وتنفيذ مجموعة كبيرة من الأبنية الإضافية على الشبكات المكشوفة لإيصال المياه إلى العقارات البعيدة عن الشبكة، وكذلك تركيب عدد كبير من “السكورة” الإضافية.
الوضع المائي
وفي إطار الرؤية الإستراتيجية للوضع المائي في المحافظة وللحفاظ على المخازين المائية قدر المستطاع وتوجيهها ورفع كفاءة شبكات الري المكشوفة، بيّن حمدان أن المديرية قامت من خلال مجموعة من فنييها بأعمال دراسة تحويل شبكات الري المكشوفة إلى مطمورة ذات ضاغط يصلح لاستخدام بعض تقنيات الري الحديث، وبمساحة تبلغ نحو /١٠٠٠٠/ هكتار، وهي كامل المساحة المروية من الشبكات المكشوفة في سهل عكار، وتشمل شبكات الباسل والآبار الجوفية، وتمّ تدقيق الدراسة من قبل الشركة العامة للدراسات المائية بموجب عقد مع شركة الدراسات المائية، وبعد تنفيذ كامل الدراسة سيتمّ تشميل كافة المساحات المحيطة بأقنية الري التي لم تروَ بسبب منسوبها المرتفع عن الأبنية القديمة المكشوفة.
وترافق القنوات المكشوفة طرق خدمية ومستملكة وضرورية لصيانة الأقنية، ويبيّن حمدان أن كافة طرق الخدمة الواردة في مخططات المشاريع خاصة المجاورة للأبنية المحمولة والمكشوفة ضرورية لأعمال الصيانة والاستثمار للشبكات وهي ضمن نطاق الاستملاك.

العبث المتعمد
وبالنسبة لفاقد المياه من القنوات المكشوفة، أوضح مدير الموارد أنه حكماً أعلى من الفاقد في القنوات المطمورة بكثير، وتؤثر عليه عدة عوامل، أهمها التبخر والتسرب والعبث المتعمد أحياناً من قبل رعاة الماشية لسقاية مواشيهم، ويتمّ التغلب على هذا الموضوع من خلال تكثيف المراقبين وفق الإمكانية المتاحة وتقنين الاستهلاك بإطلاق المياه وفق الحاجة الفعلية وفي مواعيد محدّدة ومعمّمة على كافة الفعاليات المعنية. وبخصوص إلقاء القمامة في المجاري المائية الطبيعية بيّن أنه يتمّ التعامل مع هذا الموضوع في حال معرفة الفاعلين عبر تنظيم الضبوط بحقهم من خلال لجان الضابطة المائية الموزّعة على كامل نطاق المحافظة، ويتمّ ترحيل هذه المواد من خلال آليات المديرية لتأهيل هذه المجاري قبل موسم الشتاء، وخاصة عند مدخل العبّارات وفق الإمكانيات المتاحة، مشيراً إلى أن أطوال هذه المجاري المائية كبيرة جداً ضمن المحافظة.

معاناة
ويعاني مزارعو السهل في ري أراضيهم وخاصة نهايات الأقنية، ويبيّن حمدان أنه لاشك هناك معاناة في بعض نهايات الأقنية الطويلة والتي تروي مساحات كبيرة، ولاسيما أن الحيازات صغيرة في سهل عكار ويتمّ السيطرة عليها بتنظيم بعض الأدوار والاستجابة للشكاوى الواردة ضمن الإمكانات المتاحة، والمواقع التي يظهر فيها خلل في تسرّب المياه فيتمّ إصلاحها فور ورود أي شكوى عليها في حال لم يتمّ رؤيتها من قبل عمال الاستثمار.
وأكد حمدان أن الرسوم المطلوبة من الفلاحين لقاء الري رمزية ومدعومة من الحكومة ولا تشكّل سوى نسبة بسيطة من الكلفة الحقيقية للاستثمار والصيانة، ويبلغ رسم الري ٧٠٠ ليرة للدونم بموجب القرار رقم ٢٢/م و تاريخ ٢٨/٣/٢٠١٨، وتتجلّى الأعباء التي تتحمّلها الدولة في دعم قطاع الري من خلال تقديم مستلزمات الاستثمار والصيانة دون جباية الكلف الحقيقية لهذا العمل، حيث تُقدّر كلف الشبكات المكشوفة في المشاريع /٣٠.٦/ ألف ل.س للهكتار، بينما في مشاريع الشبكات المطمورة فتبلغ نحو /٢٥/ ألف ل.س للهكتار، وفي المشاريع التي تتطلّب الضخ فتبلغ الكلفة /١٣١/ ألف ل.س للهكتار.
رشا سليمان