دراساتصحيفة البعث

ماذا تعلمت الولايات المتحدة وحلفاؤها من غزو أفغانستان؟

ترجمة: عائدة أسعد 

عن توب ستووريز 

بعد تسعة عشر عاماً من غزو الولايات المتحدة وحلفائها لأفغانستان، ها هي القوات الدولية تغادر دون تحقيق أهدافها المعلنة!.

لسنوات عديدة وعد الرئيس دونالد ترامب بإنهاء حروب الولايات المتحدة التي لا نهاية لها، وها هي الحرب الأطول في أفغانستان تدخل عامها العشرين وقد كلفت دافعي الضرائب أكثر من 2 تريليون دولار وأزهقت أرواح ما يزيد عن 2200 جندي أمريكي.

يخطّط ترامب لخفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان من 8600 إلى 4500 جندي بحلول نهاية تشرين الأول القادم، وقد واصل سحب القوات دون استشارة حلفاء الناتو أثناء متابعة محادثات السلام مع طالبان التي كانت ذات يوم العدو المعلن للولايات المتحدة في أفغانستان. ومن الواضح أن ترامب مهتمّ جزئياً بما إذا كانت المفاوضات ستنجح، أو ما هو الدور الذي ستلعبه حركة طالبان الأصولية في تشكيل مستقبل أفغانستان.

لقد كان الهدف الأصلي للمهمّة هو ضرب القاعدة، وملاحقة معسكرات تدريب المجموعات، والتي سمحت بها حركة طالبان الحاكمة. وفي عام 2002 أرسلت ألمانيا قوات الجيش الألماني لدعم قوة المساعدة الأمنية الدولية بقيادة الناتو والتي تأسّست في نهاية عام 2001، وأعلن بيتر ستروك وزير الدفاع الاشتراكي الديمقراطي في ذلك الوقت عقيدة عسكرية جديدة في كانون الأول من عام 2002 وهي أن يتمّ الدفاع عن الأمن في Hindu Kush.

وحظيت المهمّة العسكرية بقبول واسع لهدفها المعلن بتحويل أفغانستان إلى دولة ديمقراطية، وكان ذلك مستساغاً ومقنعاً للشعب الألماني المتشكّك عموماً في التدخل العسكري والأجنبي.

في عام 2011 الذكرى العاشرة لبداية التدخل قال هارالد كوجات المفتش الألماني السابق: “لقد تمّ إرسال القوات الألمانية إلى أفغانستان كدليل على التضامن مع الولايات المتحدة، ولكن إذا نظرنا إلى هدفنا في تحقيق الاستقرار في بلد ومنطقة فإن المهمّة فشلت وهذا التقييم هو الأدق”.

وفي آب الماضي قال فريتز فيلجنترو رئيس السياسة الدفاعية للمجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي: “إن أفغانستان لم تصبح دولة ديمقراطية”.

وعلى افتراض أنه تمّ سحق التهديد الإرهابي العالمي الذي انبثق من أفغانستان في عام 2001 على الأقل في الوقت الحالي، فهل تحقّقت أهداف الاستقرار في التحوّل الديمقراطي؟.

لقد دفعت ألمانيا ثمناً باهظاً لمشاركتها، وقُتل نحو 60 جندياً من القوات المسلحة الألمانية في أفغانستان، وتتراوح التكلفة المالية لألمانيا على النفقات العسكرية البحتة بين 12 و16 مليار يورو أي ما يعادل (14 إلى 19 مليار دولار).

إن أهم درس يمكن تعلّمه من أفغانستان هو درس أساسي: “إن مفهوم إقامة ديمقراطية على النمط الأوروبي هناك غير واقعي على الإطلاق”.

وعوضاً عن الاستفادة من ذلك الدرس خارج أفغانستان قام الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش نفسه بمهمّة عسكرية ديمقراطية مماثلة في آذار عام 2003 أي بعد أقل من عامين من غزو أفغانستان، وأمر بغزو العراق وعواقب هذا القرار موثقة جيداً، ولحسن الحظ بقيت ألمانيا خارج ذلك.

في جميع الأحوال يمكن بسهولة إغراء المرء بالسماح للادعاءات الأخلاقية لتصدير القيم بتجاوز التوقعات الواقعية، ولكن إذا علمتنا أفغانستان أي درس فهو أننا يجب أن نكون أكثر واقعية في توقعاتنا.