ثقافةصحيفة البعث

الحب يشمل ويشمل!.

أكرم شريم

إذا أحب أو أحبت فإن هذا الحب يستمر ويشمل كل الأهل والأقارب والأمكنة التي تسكن أو يسكن فيها، وكل من يزورهم أو يزورونه، وكل ما ترغب فيه أو يرغب فيه، وكل ما تحب أن تعمل أو تطمح إليه، وكذلك ما يحب هو أيضاً أن يعمل أو يطمح إليه!.

وينطلق من هذا الحب التشجيع والمساعدة، وأكثر من ذلك القبول بالشروط والتنازلات واعتبار كل ذلك مساعدة للحبيب أو الحبيبة، وما أحلى هذه المساعدة وكم تُسعد صاحبها سواء كان هو أو هي، وكم يتمنى أن تدوم وتدوم سواء لها أو له، أو لأهلها أو أهله، أو أي أحد من هؤلاء أو هؤلاء أو من يهمها أمره منه أو يهمه أمرها منهم!.

لا تقل لي كم تصبح حارتها التي تسكن فيها أو حارته التي يسكن فيها حلوة وظريفة ولطيفة وكل أهلها حلوين وظرفاء ولطفاء!.

والأهم من كل ذلك أن الحب الحقيقي لا ينشأ في القلب والنفس والعقل وكما يجب أن يكون إلا في سن الرشد، وما كل ما قبل ذلك إلا رغبات مهما كانت قوية ولكنها ليست القرار الأخير والصحيح للعقل والقلب والنفس. فانظروا كم فيه من ظلم ذلك الحب الذي ينطلق من الرغبة في الزواج أو من الرغبة الجنسية التي في الزواج وبواسطة المبلغ المدفوع من المال وبرغبة غير رغبتها أو رغبته!. ونحمد الله أننا أصبحنا في هذه الأيام نغلق آخر أبواب هذا الظلم الاجتماعي والعقلي والنفسي، ونسمع من الطرفين القبول العقلي والراشد للطرف الآخر!. وإذا قلت لكم لن تصدقوني، فكم من زوجة كانت (أيام زمان طبعاً ونأمل ألا يكون ذلك يحدث الآن على الإطلاق) تعيش مع زوجها ولا أقول هنا أنها تحب ولكن قلبها وعقلها كان مع غيره، مع من حرك فيها هذه المشاعر وذهب أو تم رفضه، لأن الزواج (وخاصة أيام زمان) لم يكن بقرار منها أو موافقة!.

وكم كانت دكان والدها حلوة ورائعة وهو يراقبها عن بعد، ولا يستطيع دخولها الآن لأن والدها قد يكتشف ما يغلي فيه من مشاعر وهو يشتري منه وذلك لأن الحب شامل والجميع يتحدث عنه إلى الجميع!.

وما بالك إذا انتقلنا إلى الحب الأكبر في هذه الحياة ألا وهو حب الوطن، خاصة إذا كان هذا القلب بعيداً عن وطنه. وذلك لأن الإنسان، وكما قلنا سابقاً، يولد من رحم الأم إلى رحم الوطن!.. فانظروا كم سيحب ويعشق ويشتاق إلى وطنه وخاصة حين يكون بعيداً عنه، ولدرجة أن أي إنسان قادم من وطنه يصبح إنساناً آخر محبوباً وله قيمة كبرى، وكل ما فيه رائع وعظيم!. والبعد عن الوطن تماماً مثل البعد عن الحبيب أو الحبيبة، أو الأم الحنون وأكثر.

وهكذا تكون النصيحة اليوم طالما أن الحب يشمل ويستمر سواء كان لها أو له أو للوطن فإن من واجبنا وبكل ما نستطيع من قدرات وبكل ما نملك من الشرف والأخلاق والدين أن نحافظ عليه ونحافظ دائماً وباستمرار!.