دراساتصحيفة البعث

سياسة اللاسياسة التركية في المنطقة العربية

د. رحيم هادي الشمخي

كاتب عراقي

الواضح للعيان أن تهديدات أردوغان للمنطقة العربية بالتوسّع والسيطرة نحو الجيران، ولاسيما العراق وسورية وليبيا، هو أن تركيا تتبع سياسة اللاسياسة في المنطقة، أي سياسة سرقة منابع النفط والابتزاز المالي والجيوسياسي في ظل دخول المنطقة في اهتزازات عسكرية وسلسلة حروب متشابهة كان الرابح منها تركيا أردوغان و”إسرائيل” اللقيطة.

الأطماع التركية في الوطن العربي شبيهة تماماً من الناحية الديموغرافية والجغرافية والتاريخية بأطماع الكيان الصهيوني، هذا هو أردوغان العثماني الذي نشر موقع (نوريل) وثائق سرية تشير إلى قيامه بتزوير مناقصات واختلاس أموال منذ 2014 ومشاركته في مافيات اقتصادية بالاشتراك مع عملاء إسرائيليين لمساعدة فلول الإرهاب مثل “داعش” و”النصرة” والزمر التكفيرية الأخرى، كما يحدث الآن في ليبيا عندما قامت ميليشياته المأجورة بسرقة بيوت الليبيين في مصراته لأنه امتنع عن دفع رواتب هذه الميليشيات التي جاء بها من كل حدب وصوب لقتل الشعب العربي الليبي كما فعلها في سورية والعراق.

إن التخبّط التركي في المنطقة العربية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً يُفهم منه على جميع الصعد أن أردوغان ينوي العودة إلى الهيمنة العثمانية الآفلة على الدول العربية، وخلق مناطق فوضى في مناطق تعاني من أزمات الاحتلالات الأمريكية، والمتتبع لسياسات أردوغان يرى أنه ليس سياسياً كما يعتقد البعض، بل هو إرهابي استطاع أن يجمع آلاف الإرهابيين ليدمّر الدول العربية المجاورة لتركيا، وغير المجاورة، والسيطرة على المواقع الإستراتيجية المائية والبحرية والاقتصادية في الوطن العربي بقوة السلاح وانتهاك حرمة أراضي الدول العربية، وكأنما السيادة العربية ليس لها حرمة في نظر أردوغان وأفكاره “الإخونجية”، لكنه نسي هزيمة أسياده الأمريكان والصهاينة والوهابيين على أيدي الجيش العربي السوري، الذي مازال يقاتل طغاة العصر.

تركيا التي خسرت سمعتها كدولة بوجود أردوغان في القرن الحادي والعشرين نتيجة العداء لسورية بصورة خاصة والأمة العربية بصورة عامة سوف تجرّ أذيال الهزيمة مدحورة، لأن الشعب العربي السوري لا يقبل بالغرباء أن يدخلوا ويدنّسوا أرضه.