صحيفة البعثمحليات

رغم كثرة الورشات.. تطوير مناهج “المدارس الدامجة” لايزال حبراً على ورق!

دمشق – حياه عيسى

مع كثرة الورشات التدريبية المتعلّقة بتطوير برامج تجربة “المدارس الدامجة”، إلا أن تلك الورشات بقيت حبراً على ورق ولم يتمّ التغيير على أرض الواقع، فالبرامج بقيت واحدة ولم يتمّ إنتاج منهاج خاص بأية فئة من فئات الإعاقة أو منهاج مختلف عن المنهاج الموجود في النظام العام، حسب رأي الأستاذة في كلية التربية الدكتورة عالية الرفاعي، التي بيّنت أن الورشات ضمّت أعضاء هيئة تدريسية ومختصين من وزارة التربية والكلية، ما يستدعي تغييراً جذرياً بالمناهج، حتى لا يواجه الأشخاص المعوقون مشكلة في امتحان الشهادتين الإعدادية والثانوية وآلية القبول، علماً أن ما يتمّ حالياً هو التكييف من قبل الأساتذة أنفسهم، ولاسيما أن تجربة الدمج ليست سهلة وهناك جهود مبذولة بهذا الشأن ودعم كبير من قبل الوزارة.

واعتبرت الرفاعي أن التجربة جيدة ضمن الإمكانات المتاحة، وحالياً هناك 13 مدرسة دامجة في محافظة دمشق و13 في محافظة حمص تضمّ غرف مصادر مجهزة بالأدوات والوسائل التعليمية المناسبة بالنسبة لهم، إضافة إلى وجود “معلم غرفة المصادر” ومعلم الصف العادي لترميم ما يحتاجه الطفل من خلال تعزيز نقاط الضعف الموجودة عنده.

وتابعت الرفاعي أنه وعلى الرغم من الخطوات التي قامت بها الوزارة، إلا أن هناك الكثير من الصعوبات التي تتعلق بآلية التشخيص ووضع الخطة التربوية، وتقبل الأطفال العاديين والمعلمين للأطفال المعوقين، وعدد الطلاب بالصف الواحد، مع الإشارة إلى التزام المدارس الدامجة بعدد الطلاب بحيث لا يتجاوز عددهم في الصف الواحد أكثر من طالبين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وكشفت الرفاعي، المختصة بتدريس مناهج الاحتياجات الخاصة، عن مشروع بوزارة التربية بالتعاون مع منظمة دولية لإعداد آلية مناسبة لتدريب المعلمين وتجاوز صعوبات التعلّم من خلال دورات تدريبية تتمّ بين كلية التربية والوزارة، بالتزامن مع خطوات من الممكن القيام بها مع مركز القياس لتطوير المدارس الدامجة، بالتزامن مع وجود خطوات سيتمّ العمل عليها تتعلّق بقيام دورة تدريبية للمعلمين العاديين لفهم صعوبات التعلّم وكيفية إعداد كادر لتشخيص صعوبات التعليم.

وأضافت الرفاعي أن تجربة “المدارس الدامجة” تخطو بخطى إيجابية، ولاسيما إذا استطاع الطالب المعوق تحقيق نجاح ضمن فئته، وفكرة الدمج جاءت ليتمّ دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعهم وتقبلهم من قبل أقرانهم واكتساب المهارات الاجتماعية.

ورغم كل الصعوبات والمعوقات المذكورة تتطلع هيئة شؤون الأسرة والسكان إلى استكمال موضوع “المدارس الدامجة” لمنح الخدمات التعليمية للطلاب الأصحاء ولأقرانهم ممن يعانون من بعض الإعاقات، ولاسيما بعد أن تمّت دراستها بالتعاون مع وزارة التربية، للاطلاع والتعرف على احتياجاتها لتطوير وتقديم الخدمات الدامجة الأمثل، علماً أنها تحتاج لوسائل ومناهج معينة.

رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، الدكتور أكرم القش، بيّن في تصريح لـ “البعث” أن “المدارس الدامجة” تمتلك صفوفاً خاصة وكادراً تعليمياً متخصصاً يراعي كافة الفوارق بين الطلاب، مع وجود آلية تعليمية خاصة بالتزامن مع وجود قائمين متخصصين “للتربية الخاصة”، إضافة إلى أنه لابد من وجود كود هندسي خاص فيها وغرف مخصّصة، وليس من الضروري تعميمها على كافة المدارس وإنما حسب حاجة المجتمع وعدد الطلاب، علماً أن عدد المدارس الدامجة تجاوز الـ 170 مدرسة تقريباً، موزعة حسب احتياجات المجتمع على كافة محافظات القطر.