أخبارصحيفة البعث

الاقتتال بين ميليشيات الوفاق يثير مخاوف أممية

أصبح القتال الداخلي بين ميليشيات حكومة الوفاق يثير مخاوف دولية وأممية، ويعيد للأذهان التحذيرات التي أطلقها الجيش الوطني الليبي من مغبة تواصل تلك المجموعات غير المنضبطة في السيطرة على الوضع في العاصمة طرابلس.

ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى “وقف فوري” للأعمال العدائية في طرابلس، بعدما شهدت ضاحيتها الشرقية اشتباكات مسلحة بين كتيبتين من القوات الموالية لحكومة الوفاق، وقالت في بيان في وقت متأخر ليل الجمعة: إنها “تتابع بقلق بالغ الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين مجموعتين مسلحتين في الحي السكني تاجوراء في طرابلس، ما أسفر عن إلحاق الضرر بالممتلكات الخاصة وتعريض حياة المدنيين للخطر”، ودعت إلى “الوقف الفوري للأعمال العدائية”.

كما ذكرت جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، معتبرة أن الاشتباكات المسلحة تؤكد مجددا الحاجة الملحة لإصلاح قطاع الأمن في ليبيا.

وشهدت تاجوراء الواقعة على مسافة 20 كلم شرق طرابلس الخميس اشتباكات بين كتيبتين عسكريتين مواليتين لحكومة الوفاق، بدون معرفة أسبابها.

لكن تقارير محلية لم يتسنّ التأكد من صحتها تحدثت عن اندلاع المواجهات نتيجة خلافات بين قادة الكتيبتين، مشيرة إلى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى في كلا الجانبين.

من جهتها، أصدرت ما يسمى وزارة الدفاع في حكومة الوفاق تعليمات باستخدام القوة ضد القوات المشاركة في الاشتباكات، وأمرت بحل الكتيبتين وإحالة قادتهما إلى الادعاء العام العسكري.

لكن الحديث عن حل الكتائب والميليشيات غير المنضبطة مجرد ذر رماد على العيون، ففي الغرب الليبي لا توجد أجهزة رسمية قادرة على وضع حد لعربدة الميليشيات والمجموعات المسلحة المدعومة من مرتزقة أرسلوا بدعم من النظام التركي لتأجيج الأوضاع في ليبيا.

وحاول الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر إنهاء حكم الميليشيات بعد أن شن في 2019، هجوماً لتحرير طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق، التي تمكنت القوات الموالية لها من التصدي للهجوم بدعم تركي لم يتوقف.

وأعادت قوات حكومة الوفاق سيطرتها على الغرب الليبي إثر معارك استمرت لأكثر من عام وانتهت مطلع حزيران بانسحاب قوات حفتر من سائر المناطق التي كان يسيطر عليها في غرب البلاد وشمال غربها.

وتوقفت المعارك في محيط مدينة سرت الإستراتيجية التي تعدّ بوابة حقول النفط وموانئ التصدير في الشرق الليبي.

وفي 22 آب أعلن طرفا النزاع في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل وتنظيم انتخابات العام المقبل في أنحاء البلاد، ورحّبت الأمم المتحدة يومها بـ”التوافق الهام” بين الطرفين.

كما أعلن رئيس ما يسمى حكومة الوفاق فايز السراج نيته الاستقالة في تشرين الأول وسط ترحيب من إطراف عدة في ليبيا نظرا لدور الرجل في توسيع النفوذ التركي في المنطقة.