اقتصادصحيفة البعث

دعوة لإعادة صياغة “رجال الأعمال”..!.

حسن النابلسي

رغم أن انتخابات الغرف تهم شريحة محددة وهي التجار، إلا أن انعكاساتها لا تقتصر عليهم فقط، بل تطال العمل التجاري ككل، وبالتالي الجزء الأكبر من الاقتصاد الوطني..إذ يفترض بما سيطرحه من سيتولى قيادة دفة اتحاد غرف التجارة السورية من أفكار ومبادرات ألا تنحصر ضمن المساحات الضيقة لصالح البعض، خاصة أولئك المتنفذين من التجار، بل يجب أن تستنهض العمل التجاري بكل أبعاده استيراداً وتصديراً، ونسج علاقات اقتصادية استثمارية وتجارية مع الشركاء، إضافة إلى المشاركة بصياغة القرارات الحكومية الكفيلة بجذب ما هو مكتنز من الأموال من قبل الشرائح كافة..إلخ.

للأسف ومن خلال متابعتنا لانتخابات الغرف سواء تلك التي أنهت العملية الانتخابية، أو زميلاتها التي هي قيد التحضير لموعد الانتخابات ومنها غرفة تجارة دمشق، لم نلحظ حتى اللحظة برنامجا” انتخابيا” ينم عن وجود رؤى تطويرية تعزز العمل التجاري وتصوب مساره..!.

مع إقرارانا بامتلاك بعض المرشحين –وهم قلة قليلة- لمثل هذه الرؤى، إلا أن  الأغلبية على ما يبدو خارج هذا السياق، إذ لم نلمس مما نشروه من إعلانات ترويجية وتسويقية…أي توجه يؤكد ما سيدأبون على القيام به لجهة إعادة هيكلة العمل التجاري المترهل حالياً والمنصاع لصالح كبار المتنفذين ممن يسمون “رجال أعمال”..!.

في الوقت الذي يتوجب علينا ألا نستبق الأحداث، وعدم سوق الأحكام المسبقة، نشير إلى أن ما سلف ذكره مبني على معطيات تبدت لنا خلال عديد المواقف منها مشاركتهم بالاجتماعات الحكومية عالية المستوى على سبيل المثال لا الحصر، ونأمل أن يدحضوا هذا التصور في حال تولوا مقاليد إدارة الغرف..ولعل أبرز ما يجب أن يضطلعوا به عندها هو إعادة صياغة مفهوم “رجل الأعمال”، عبر اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص التجارية، لإتاحة المجال أمام الجميع…فبذلك يمكن للجادين التعاطي مع السوق ومتطلباته بكل نزاهة وبمنأى عن الاحتكار، على عكس ما هو حاصل حالياً من إقصاء لهم في ظل تعويم ثلة من الأسماء المتنفذة والمنضوية تحت مسمى “رجال أعمال” في حين أنهم بالحقيقة “رجال أقوال”..!.

hasanla@yahoo.com