اقتصادصحيفة البعث

القيمة السوقية لشركات البورصة ترتفع إلى 1.324 تريليون ليرة في أقل من 9 أشهر

يعتقد كثير من الراغبين بالاستثمار في أسواق المال أن سعر السهم أكثر أهمية من القيمة السوقية للشركة المصدرة للسهم (Market Capitalization)، ولكن مثل هذا الاعتقاد، يعد ضمن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المستثمرون الجدد، لأن هذه القيمة تشكل أحد أهم المعايير الأساسية للاستثمار في هذا السهم أو ذاك.

كما أن القيمة السوقية تمنح المستثمرين بداية صحيحة للتقييم، لأنها تساعدهم في معرفة حجم وقوة الشركة في السوق، وذلك عبر مقارنتها بمنافسيها في القطاع ذاته، والتي يمكن الوصول إليها بضرب سعر السهم الواحد في السوق بالعدد الإجمالي للأسهم المكونة لرأسمال الشركة، وبذلك يشكل الناتج القيمة السوقية الإجمالية للشركة.. لكن ماذا عن القيم السوقية لـ 27 شركة مدرجة في سوق دمشق للأوراق المالية، وكيف يمكن أن تدعم نتائجها قرار المستثمر في البورصة؟.

قيمتها تنمو..

خالفت القيمة السوقية للشركات المدرجة في السوق الظروف الاقتصادية العامة، وما تعانيه الأسواق من ركود، محققة نمواً معقولاً، إذ ارتفعت منذ بداية العام حتى العشرين من الشهر الجاري – وفقاً لمؤشرات صادرة عن السوق – إلى ما يقارب 1.324 تريليون ليرة سورية، بنسبة نمو قاربت الـ 25%،قياساً إلى نهاية العام الفائت، ما يعني أن متوسط هذه القيمة لكل شركة من شركات السوق الـ 27 هو أكثر من 49 مليار ليرة، طبعاً مع مراعاة التفاوت الكبير بين هذه الشركات والقطاعات التي تمثلها.

قطاعياً..

وتتمثل السوق، كما هو معروف، في ستة قطاعات تختلف اختلافاً بيّناً لجهة قيمتها السوقية، ثم قيمة كل شركة داخل القطاع نفسه، إذ يستحوذ قطاع المصارف على الحصة الأكبر من القيمة الإجمالية للسوق، لأنه يضم أكبر عدد من الشركات المدرجة في السوق (14 مصرفاً)، حيث يمثل وزنه النسبي 61 بالمئة من هذه السوق، يليه قطاع الاتصالات (شركتان) ووزن 28 بالمئة، فالصناعي (شركة واحدة) ووزن ثمانية بالمئة، فالتأمين (ثماني شركات) بنسبة ثلاثة بالمئة، ثم شركتان ممثلتان بقطاعي الزراعة والخدمات.

وتاريخياً..

انطلقت سوق دمشق عام 2009 بشركات قليلة، لم تتجاوز قيمتها الإجمالية 59 مليار ليرة، لترفع هذا الرقم في العام التالي إلى 142 ملياراً، ثم تذبذبت هذه القيمة، خلال سني الأزمة، على نحو حاد، إلى أن شهدت حالة من التعافي، عام 2017، عندما وصلت القيمة إلى 646 ملياراً، وحققت أعلى نسبة نمو، بلغت 268%، وذلك نظراً لارتفاع القيم السوقية للشركات جميعاً، بسبب استقرار سعر الصرف، وإقبال المستثمرين على الاستثمار في الأسهم، ما أدى إلى ارتفاعات كبيرة بأسعار الأسهم عموماً، ووصلت القيمة في 2018 إلى 671 ملياراً، ونمو أربعة بالمئة، وكان الأداء لعام 2019 نوعياً، عندما كسرت السوق حافة التريليون، لتصل إلى 1.061 تريليون ليرة، ونمو 58 بالمئة.

أداء التسعة أشهر

وبيّنت هذه المؤشرات أن قيم التداول في السوق وصلت، للفترة ذاتها، إلى 16.4 مليار ليرة سورية، وذلك مقابل 32.8 ملياراً للعام الفائت، بينما بلغت أحجام هذا التداول 21.6 مليون سهم، مقابل 84.7 مليوناً، نفذت عبر 16,476 صفقة، مقابل 17,865 صفقة، علماً أن هناك ثماني شركات خدمات ووساطة مالية عاملة في السوق.

بينما أغلق مؤشر الأسهم المثقل بالقيمة السوقية (DWX) على 7,397 نقطة مرتفعاً حوالي 1,561 نقطة عن نهاية العام، أي بتغير 27%، أما مؤشر الأسهم القيادية المثقل بالأسهم الحرة (DLX)، فقد أغلق على 1,166 نقطة، مرتفعاً حوالي 187 نقطة، بتغير 19%، ويرى مراقبون لأداء السوق أن هذا التغير مهم، بالنظر إلى الأوضاع الاقتصادية العامة، والركود الذي تشهده القطاعات الاستثمارية.

أحمد العمار

ournamar@yahoo.com