الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

دعوات دولية لحل النزاع في قره باغ سلمياً

لليوم الثاني على التوالي تتواصل العمليات العسكرية على الحدود الأرمينية الأذربيجانية، حيث كشف المسؤولون الأرمن معلومات مؤكدة عن تدخل النظام تركي بالسلاح طائرات حربية ومسيرة والخبراء العسكريين الميدانيين والمرتزقة.

وأكد السفير الأرمني في موسكو عن نقل أنقرة 4000 ألاف مرتزق من شمال سورية إلى نقاط الاشتباك، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية عن مقتل نحو 30 عنصراً من جنودها خلال المعارك المستمرة مع الجيش الأذربيجاني في إقليم قره باغ.

وقال المتحدث باسم الوزارة آرتسرون هوفهانيسيان: “إن 200 عنصر من جيش الدفاع التابع لإقليم قره باغ أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة وجميعهم الآن تحت إشراف الأطباء وتم إرسال بعضهم إلى يريفان”.

بدورها أكدت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان أن النظام التركي موجود بشكل مباشر في أرض المعارك بين أرمينيا وأذربيجان موضحة أن خبراء عسكريين أتراكاً يقاتلون جنباً إلى جنب مع أذربيجان التي تستخدم أيضاً أسلحة تركية بما في ذلك طائرات دون طيار ومقاتلات حربية، الأمر الذي نفته أذربيجان.

من جهته أكد السفير الأرميني في روسيا فاردان توجانيان أن الوضع حول قره باغ يتطلب تدخلاً سريعاً من قبل الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروب، وأضاف: مسألة عقد اجتماع عاجل من اختصاص وصلاحية مجموعة مينسك لكن الوضع واضح ويتطلب تدخلاً سريعاً من الرؤساء المشاركين وأن تتوقف تركيا عن التدخل العدواني في شؤون المنطقة، مشيراً إلى أنه بعد تفاقم الوضع في الصيف والتصعيد الحالي في قره باغ تبلورت حقائق جيوسياسية جديدة في منطقة القوقاز الجنوبي.

وأوضح توجانيان أن هذه الحقائق تتلخص في أن هناك طرفاً ثالثاً يعمل اليوم في مسرح العمليات العسكرية في جنوب القوقاز-تركيا ومن جانب الناتو الذي يشارك بنشاط إلى جانب أذربيجان عن طريق وجود مستشارين عسكريين وعن طريق تزويدها بالأسلحة وما إلى ذلك.

وفي المواقف الدولية، أكد نائب رئيس مجلس الأمن في روسيا دميتري ميدفيديف أنه لا يمكن حل الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني قره باغ بالقوة وإنما بالوسائل السياسية والدبلوماسية فقط.

ووفقاً لوكالة سبوتنيك كتب ميدفيديف في صفحته على فيسبوك أدت جولة جديدة من التوتر في منطقة نزاع ناغورني قره باغ مرة أخرى إلى إراقة الدماء وموت الناس لا يمكن حل مشكلة ناغورني قره باغ بالقوة ويجب أن تتم التسوية بالوسائل السياسية والدبلوماسية فقط، وأشار إلى أن أرمينيا وأذربيجان جاران لروسيا وشريكان وثيقان، مضيفاً: يتعين على جميع الأطراف التزام الهدوء أولاً وقبل كل شيء والتوقف عن إثارة المشاعر العدوانية وإيقاف العنصر العسكري للصراع وإلا فلا يمكن تجنب العواقب الكارثية على المنطقة كما يجب استغلال جميع الفرص لإيجاد حلول للتغلب على الأزمة مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن أرمينيا وأذربيجان جاران لنا وشريكان وثيقان.

بدوره قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف إن موسكو لا تعتقد أن تفاقم الوضع في ناغورني قره باغ يتم استفزازه عمداً من أجل ممارسة أي تأثير على روسيا.

في سياق متصل دعت وزارة الخارجية الروسية الأطراف المعنية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس بشأن الوضع في ناغورني قره باغ.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو في تصريح  نقلته وكالة أنباء تاس ندعو جميع اللاعبين الخارجيين والداخليين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس بما في ذلك فيما يتعلق بلهجة الخطاب مشيرا إلى أهمية توخي الحذر قدر الإمكان من أجل تحقيق وقف إطلاق النار على الفور وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.

وأوضح رودينكو أن بلاده وبصفتها رئيسا مشاركا لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تشارك بنشاط في هذه العملية منذ عام 1991 وتعتزم مواصلة الاتصالات مع جميع الشركاء.

إلى ذلك أكد سيرغي ناريشكين مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أن تصعيد النزاع بين أرمينيا وأذربيجان في قره باغ لا يمكن حله إلا سياسياً ودبلوماسياً.

وقال في تصريح صحفي يعتبر تصعيد النزاع بين أذربيجان وأرمينيا أمراً مؤسفاً ولسوء الحظ هناك ضحايا والطرفان يستخدمان الأسلحة الثقيلة أيضاً نحن نرى أن هذه القضية لا يمكن حلها إلا من خلال الأساليب السياسية والدبلوماسية وروسيا تسعى دائماً من أجل السلام بكل طريقة ممكنة.

فيما أكدت فرنسا أنها تبذل كل الجهود الممكنة لتسوية التوتر العسكري بين الجانبين الأذربيجاني والأرمني في إقليم قره باغ، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن رئيس البلاد، إيمانويل ماكرون شدد خلال محادثاته الهاتفية مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان على أن المهمة الأولى تتمثل في وقف الأعمال القتالية في قره باغ والعودة إلى عملية الحوار.

وأضافت الوزارة: تتواصل فرنسا بشكل دائم مع كلا الطرفين باعتبارها رئيسا مشتركا لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى جانب شريكيها روسيا والولايات المتحدة.

فيما ناشد الاتحاد الأوروبي جميع الجهات الفاعلة الإقليمية العمل على خفض التصعيد في منطقة النزاع بقره باغ والامتناع عن أي تدخل فيه.

وقال بيتر ستانو المتحدث الرسمي باسم هيئة الشؤون الخارجية في الاتحاد ندعو طرفي النزاع لوقف الأعمال القتالية وندعو جميع الجهات الفاعلة في المنطقة إلى الامتناع عن التدخل في قره باغ بأي شكل من أشكاله”.

وأضاف المتحدث: نحن على علم بتقارير عن قيام تركيا بنقل مسلحين سوريين إلى منطقة النزاع في قره باغ، لكننا لم نر حتى الآن أي وقائع تؤكد هذه المعلومات. لكن لا يسعنا في هذا السياق سوى أن نكرر دعوتنا إلى الامتناع عن أي تدخل أجنبي”.

كما أكد ستانو أن رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل أجرى محادثات هاتفية مع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان شدد خلالها على أن “النزاع في قره باغ لا حل عسكريا له”.