مجلة البعث الأسبوعية

عقود الرعاية الإعلانية.. باب النجوم العالميين للوصول للثراء ولعبة الشركات للتسويق الدائم

“البعث الأسبوعية” ــ سامر الخيّر

تضجّ الصحف العالمية بأخبار انتقال نجوم كرة القدم والأرقام الخيالية التي يتقاضونها جراء تعاقداتهم، ولكن الجميع يعلم أن رواتبهم التي يحصلون عليها من أنديتهم ليست مدخولهم الوحيد، وإنما يتضاعف الرقم إلى أكثر من الضعف أحياناً جراء التوقيع للشركات الرياضية أو غيرها من الشركات الكبرى التي تنشد استغلال صورة هؤلاء النجوم في سبيل الترويج لبضائعها، وبالتالي الكسب المضاعف، وفي مقدمة هؤلاء النجوم البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي وحالياً البرازيلي نيمار دا سيلفا، ولهذا الموضوع جانبان الأول سلبي يتمثل بالالتزام التام بالعقد المبرم، والثاني إيجابي جداً نلمسه من خلال حياة الترف التي يعيشونها.

وحديثنا اليوم سيكون عن سلبيات هذه العقود، وتحديداً حول متطلبات العلاقات العامة وإدارة الشبكة الاجتماعية، فالهدف الأهم للشركات الراعية هو تسليط الضوء على منتجاتها، وهذا ما تعتقد أنه يستحق الملايين، لذلك يتم تسخير حسابات اللاعبين على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل هذا الهدف، وأقرب مثال لذلك عندما يقوم رونالدو بعرض صورة أحد أحذيته الرياضية الجديدة، وهو بالمناسبة متعاقد مع شركة نايكي الأمريكية، على صفحته على موقع الإنستغرام أكثر المواقع التي يحظى بشعبية كبيرة فيها، فإن هذا العرض يمثل دعاية قوية تفوق ربما الإعلان الخاص بأحذية الشركة على التلفاز، والعام الماضي قام النجم الفرنسي بول بوغبا قائد وسط فريق مانشستر يونايتد الإنكليزي بالتوقيع على صفقة لعدة أعوام مع شركة أديداس الألمانية بقيمة 40 مليون يورو، ورغم اعتزاله اللعب في 2013، ما زال النجم الدولي الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام على علاقة مع أديداس أيضاً، فنمط حياة المشاهير الذي يعيشه يتناسب تماماً مع الاتجاهات الرياضية الحالية، وبما أنه خلع حذاءه الكروي، أصبح التركيز حالياً على منتجات أخرى مثل البزة الرياضية السوداء والعطورات وغيرها من المنتجات.

هذه العقود يمكن أن تسبب مشاكل كبيرة بين اللاعبين وأنديتهم، كما حصل بين ميسي وإدارة البارسا، حول المبالغ المالية التي يجنيها من الإعلانات، حيث يحصل النادي الكتالوني على 9 ملايين يورو فقط من بيع حقوق صور لاعبيه بالمجمل، بينما يصل ما يحققه ميسي 23 مليون يورو من بيع صورة للرعاة الثمانية لعلامته التجارية، وقد واجه غريمه البرتغالي رونالدو المشكلة نفسها مع ناديه السابق ريال مدريد الإسباني، لكن النادي توصل لاتفاق معه يقضي بدفع 18 مليون كراتب ثابت صافي لنجمه، مع بقاء حصة جيدة للنادي من بيع حقوق صور اللاعب.

الإعلانات كما أرضية الملعب باتت ساحة حرب مفتوحة بين رونالدو وميسي، حيث نجح الأول في تحقيق أرقام قياسية من خلال العقود التسويقية، وهو يتصدر تصنيف مجموعة أبحاث السوق الرياضية ريبوكوم حيث يقول نحو 84 بالمائة من الناس في أنحاء العالم إنهم يعرفون مهاجم ريال مدريد الإسباني وهو ما ساعد في بيع أكثر من مليون قميص في العالم يحمل اسمه على الظهر مع نهاية عام 2013، بينما يحتل الأرجنتيني المرتبة الثانية بعقده مع شركة أديداس، إذ يشير تصنيف ريبوكوم إلى أن 76 بالمائة من الناس في العالم يعرفونه برغم تأثر قيمته التسويقية قليلاً بأداء متفاوت مع برشلونة هذا الموسم، وربما لعبت مواقع التواصل الدور الأهم في ترجيح كفة الميزان، إذ لدى الدون أكثر من 26 مليون متابع مقابل مليونين فقط للنجم الأرجنتيني على موقع تويتر فقط.

وفي السنتنين الأخيرتين وانخفاض الألقاب التي حققها قطبا الكرة العالمية، زاحمهما وبشكل كبير على عقود الرعاية البرازيلي نيمار والذي فسخ مؤخراً شراكة دامت لـ15 عاماً مع شركة نايكي والتي كان عقده معها يعد الأكبر والأكثر تاريخية، فهو أول لاعب كرة قدم يمثل جوهرة تاج نايكي، ليوقع منذ أيام عقداً مع شركة بوما الألمانية أقل شركات المستلزمات الرياضية شهرة ولكن ما يميزها توقيع أساطير كرة القدم لها كبيليه وكرويف ومارادونا وأوزيبيو، وحالياً تتعاقد مع لويس سواريز وأنتوني غريزمان وبوفون.

ولدى البرازيلي عقود مع أكثر من 35 شركة (كريد بول وجيليت وفوكس فاغن وعلامات أخرى في كل من أوروبا والبرازيل) تصل عائداتها إلى أكثر من 25 مليون دولار، وفقًاً لبيانات واردة من الموقع الموسوعي الخاص بالاستثمارات العالمية، ويقوم والده بلعب دور وكيل أعماله وتحرير العقود الإعلانية الضخمة لابنه مستغلا نجوميته.

وبحسب التقارير المختصة، يظلّ رونالدو أكثر اللاعبين جنياً للأرباح من عقود الرعاية، إذ بلغت أرباحه من هذه العقود الموسم الماضي أكثر من 50 مليون يورو، لكنَّ نيمار هو الأكثر توقيعاً لعقود الرعاية.

ويعتبر المشجعون والمتابعون هم بيضة القبان في معادلة قيمة اللاعب والعقد المبرم معه وكبر الشركة، حيث لوحظ اهتمام الجمهور وخاصة المراهقين والصغار بتشجيع لاعبين بعينهم بقدر ما يُشجِّعون أنديتهم المفضلة وفي بعض الأحيان أكثر فهم يلحقون نجمهم المفضل عند انتقاله من نادٍ إلى الآخر، وأفضل حالة يمكن أن توضح هذا الكلام ما حصل عند انتقال رونالدو من الريال إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، فقد خسر النادي الملكي مليون شخص من متابعيه على شبكات التواصل الاجتماعي، في حين اكتسب نادي يوفنتوس الإيطالي 6 ملايين متابع جدد بعد انتقال النجم البرتغالي، ويرغب هؤلاء المتابعون أيضاً بشراء كل مقتنيات نجومهم أو ما يرتدونه ويستهلكونه من منتجات شركاتهم الراعية في الملابس والأجهزة الإلكترونية والمأكولات والمشروبات.

ويحظى نيمار بـ 107 مليون متابع، في حين يحظى رونالدو بـ 148 مليون متابع فيما يتخلف عنهما ميسي بـ 103 مليون متابع، وضعف عدد متابعي النجم الإنكليزي المعتزل ديفيد بيكهام (52.21 مليون متابع) ولاعب كرة السلة الأميركي ليبرون جيمس (45.05 مليون متابع) الذين يحتلون بقية المراكز الخمسة الأولى في أكثر الرياضيين متابعةً على شبكات التواصل الاجتماعي.