رياضةصحيفة البعث

الأكاديميات الرياضية أسماء كبيرة لمشاريع تبحث عن هدف!!

تأثر القطاع الرياضي بالظروف المادية الصعبة، ما جعل الكثير من المدربين يبحثون عن تحسين أوضاعهم، فعمد البعض لافتتاح مدارس وأكاديميات في أغلب الألعاب، منها على سبيل المثال في كرة القدم والسلة، هذه المدارس بشكلها النظري عبارة عن مشروع رياضي متكامل، لكنها على أرض الواقع بعيدة كل البعد عن هذا الأمر.

وبشكل عام فإن رياضتنا تفتقد للأكاديميات التي تسهم في تأسيس وصناعة اللاعب في سن مبكرة، ليصل إلى مرحلة النضج والقدرة على تمثيل الفرق والمنتخبات الوطنية، والكثير من الأكاديميات لا تحمل سوى اسم دعائي، أكثر مما يمكن أن تحقّق الأهداف المرجوة منها في تأسيس وصناعة نجوم للمستقبل.

ويؤكد الخبراء أن الهدف الأساسي من تلك الأكاديميات هو تحقيق الربح المادي على حساب تنشئة جيل جديد متطور علمياً وبكافة الألعاب، إضافة إلى أنه لا يوجد لدى رياضتنا قرارات وقوانين شرعية تنظم عمل تلك الأكاديميات التي تدرّ على أصحابها المال الكثير، خاصة وأن نسبة كبيرة من الأكاديميات الموجودة ليس لديها ملاعبها الخاصة بل تقوم باستئجار الملاعب من الاتحاد الرياضي أو الملاعب الخاصة، ومن المعيب أن يطلق عليها اسم أكاديمية!.

في هذا السياق، يؤكد مدربنا الوطني أكرم مرتضى أن المدارس الخاصة بعضها جيد ويهتم بالتطوير، وبعضها الآخر همّه الربح التجاري، لكن غالبيتها ناجحة بنسبة 85%، وخاصة المدارس التي يشرف عليها مدربون يحملون شهادات تدريبية عالية. وأشار إلى أن المدارس المتخصّصة أفضل من مدارس الأندية الصيفية بسبب نوعية الاهتمام والمدربين وعدد الأطفال، لكن هذه المدارس تحتاج إلى الدعم لتقدم الفائدة بدل التضييق عليها، خاصة وأن لها فوائد كثيرة أخلاقية وفنية بالنسبة للأطفال، كما يجب أن يكون الكادر العامل بهذه المدارس موثوقاً منه أخلاقياً وفنياً.

وفي وقت نعرف أن هدف الأكاديميات هو رعاية الموهوبين، بالكاد كنّا نرى بروز نجوم من هذه الأكاديميات من اللاعبين الناشئين الموهوبين، وهو ما بيّنه المدرب ماهر النفوري بقوله: غياب العمل الأكاديمي المحترف، وعدم قيام الأندية بواجبها تجاه المجتمع، أثر على ظهور المواهب، ولو كانت الأندية تعمل بشكل صحيح وتقوم بدعم المدربين الجيدين وتقدّم لهم رواتب وتجهيزات وأدوات لكان للرياضة طعم آخر، كما أن الهدف الأساسي من هذه المدارس هو حماية الأطفال من اللعب بالشوارع دون إشراف من أحد، إضافة لواردٍ مادي لبعض المدربين، رغم أن أكثر الرواتب لا تتناسب والجهد المبذول.

ختاماً.. لا بد من القول إن على المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام أن يقوم بتنظيم وتقنين عمل تلك الأكاديميات، ووضع شروط تتضمن أن يكون مدير الأكاديمية لاعباً سابقاً وحاصلاً على شهادات مناسبة، بدلاً من حالة الفوضى التي تعيشها هذه المدارس والأكاديميات التي تشكّل فرصة عمل لمن لا عمل له!.

عماد درويش