تحقيقاتصحيفة البعث

فوضى التقنين الكهربائي تتسبب بأعطال في مطحنة السلمية

الانقطاع المتكرّر للتيار الكهربائي ما زال يؤثر سلباً ويخرّب المحركات الكهربائية والتجهيزات التحكمية والميكانيكية في مطحنة السلمية، ويؤدي إلى انخفاض يومي في إنتاج الدقيق التمويني قد يصل إلى 60 طناً من أصل الإنتاج المقرر والبالغ 400 طن.
هذه المعاناة اليومية لمطحنة السلمية مستمرة منذ عدة أشهر في ظل فوضى نظام التقنين بمحافظة حماة، وعدم شعور المعنيين في المحافظة بالمسؤولية تجاه حماية هذه المطحنة عبر تنظيم التدفق الكهربائي المستقر الذي يضمن سلامة تجهيزاتها واستقرار الإنتاج في ظل الحاجة الماسة واليومية للدقيق التمويني.

ولمعرفة واقع عملها والصعوبات والمعوقات التي تواجهها، زارت “البعث” المطحنة والتقت الفريق الفني الذي تحدث عن المشكلة.

عشرات الأطنان
المهندس على زعير مدير المطحنة قال: إن دورة إنتاج الدقيق التمويني تتطلّب جدولاً زمنياً يصل تقريباً إلى 60 دقيقة من عمليات تشغيل كافة الأقسام، وبالتالي فإن أي انقطاع مفاجئ لشبكة الكهرباء، مهما كانت مدته حتى لو ثواني قليلة، يؤثر سلباً على عمل المطحنة ويؤخر عملية الإنتاج ساعة تقريباً ضمن الجدول التسلسلي لعمليات الإقلاع، حيث إن فصل الآلات يؤدي إلى وجود “تخانيق” من القمح أو نواتج عمليات الطحن ضمن آلات الطحن وخطوط الإنتاج، وهذا يتطلّب تدخل العمال مباشرة لإفراغ تلك الآلات وإعادة تهيئتها من جديد، ومن ثم العودة لعملية الإقلاع.. حقيقة الانقطاع الواحد للتيار الكهربائي يؤدي إلى تخفيض الإنتاج بمعدل 14 إلى 15 طناً، والمطحنة تعاني من كثرة الانقطاعات المتباعدة والمتكررة، وهو ما يؤدي إلى خسارة يومية تُقدّر ما بين 50 – 60 طناً مع تأثيرها السلبي على إيقاع مشكلات فنية في قسم الطحن. وأضاف زعير: حدثت خمسة انقطاعات كهربائية يوم الجمعة الفائت ما أدى إلى سلسلة من الأعطال، منها احتراق محرق كهربائي باستطاعة 55 ك. ف. ا، وأيضاً عطل تحكمي في فتح وإغلاق بوابات العنابر في قسم التعبئة على الخط 2 ما أدى إلى تأخر عملية التشغيل، إضافة إلى انكسار براغي ووصلات الحلزون في قسم التنظيف نتيجة الإقلاعات المتكررة واحتراق محرك الرافعة الكلية للخط رقم 2.

متكرر وغير منتظم!
المهندس حسن قطلبي رئيس قسم الكهرباء في المطحنة، أكد أن انقطاع الكهرباء المتكرّر وغير المنتظم في منطقة السلمية يؤدي إلى عشرات الأعطال الكهربائية والميكانيكية وتآكلات في الآلات واحتراق المحركات الكهربائية، وهذا الأمر يكلّف الخزينة عشرات الملايين لإصلاحها كل شهر، فضلاً عن تأثيرها على نقص الإنتاج، وبالتالي خسارة مئات الأطنان شهرياً، إذ يؤدي الانقطاع الكهربائي إلى تخانيق في الآلات وأعطال إلكترونية.

الخروج عن الخدمة
حسان مشهور حيدر رئيس ورشة الإلكترونيات في المطحنة ومسؤول الإصلاحات الإلكترونية والبرمجية قال: نعاني من الانقطاع المتكرّر للتيار الكهربائي المفاجئ، خاصة وأن المطحنة تمتلك تجهيزات مبرمجة، ويؤدي انقطاع التيار إلى فقدان برمجيات تلك الأجهزة، وهو ما يتسبّب بخروجها عن الخدمة، حيث تحتاج إلى وقت طويل لإعادة برمجتها بالشكل المطلوب. إضافة إلى أن إعادة البرمجة لهذه الآلات تكلّف ملايين الليرات، فضلاً عن التأثير الكبير على جودة هذه التجهيزات الإلكترونية، وخاصة تلك التي يكون عليها سحب زائد، كما أن هناك معاناة حقيقية نتيجة الانقطاعات وفقدان برنامج Bc لماكينات الطحن، وهو برنامج مكلف وحسّاس، متمنين إيجاد حلّ سريع وفوري لحماية هذه التجهيزات وضمان الاستقرار التام للشبكة الكهربائية.

تعطيل الدارات
وأشار حبيب محمد إبراهيم رئيس قسم الطحن إلى أن انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ يؤدي إلى تعطيل الدارات الإلكترونية، وهي دارات باهظة الثمن، وتؤثر حقيقة على تخفيض إنتاج قسم الطحن، كما يعاني هذا القسم من احتراق المحركات الكهربائية المتكرّر التي تخدم آلات قسم الطحن، وهو ما يؤثر على عمل المطحنة والجدوى الاقتصادية لها.

حرق المحركات
بدوره قال ثائر حويجة رئيس ورشة لف المحركات: اليوم نقوم بعملية لف لما يزيد عن عشرة محركات كهربائية محترقة ضمن ورشة الصيانة، والسبب هو انقطاع التيار الكهربائي عن المطحنة، وبعض هذه المحركات بقوة 40 ك. ف. ا. وحقيقة الأمر أن موضوع انقطاع الكهرباء المتكرّر يؤدي إلى حرق تلك المحركات، وبالتالي سيكلف ذلك جهداً كبيراً ومبالغ مالية عالية، ونحن كورشة متخصّصة في لف المحركات الكهربائية في المطحنة نقوم بكل ما يلزم بلفّ تلك المحركات التي تقلّ استطاعتها عن 40 ك. ف. ا، أما المحركات التي تزيد قدرتها عن ذلك فلا يمكن لفها ضمن الشركة، كونها غير مجهزة لعمليات لف المحركات الكبيرة، الأمر الذي يتطلّب إرسالها إلى ورشات خاصة متخصصة وهو ما يحمّل المطحنة عبئاً مالياً كبيراً.

برنامج التقنين
وتبقى مطحنة السلمية التي تعدّ من أهم المطاحن في سورية تحت رحمة الأعطال وسوء برنامج التقنين الكهربائي، وهو ما يتطلّب تدخلاً فورياً وعاجلاً لحلّ هذه المشكلة، وتأمين تدفق كهربائي مستقر يضمن حمايتها والحفاظ على مستوى إنتاجها.

منير أحمد