ثقافةصحيفة البعث

غزوان قهوجي: أعمال البيئة الشامية جواز سفر إلى محطات العرض

أعلن المخرج غزوان قهوجي في حواره الخاص مع “البعث” أنه على وشك الانتهاء من تصوير مسلسله “ولاد سلطان” في ثاني تجربة له مع أعمال البيئة الشامية بعد مسلسل “شوارع الشام العتيقة”، الذي سبق وأن أخرجه عن نص لعلاء عساف، مشيراً إلى أن “ولاد سلطان” كتبه سعيد الحناوي وهو من إنتاج شركة شقرة للإنتاج الفني، حيث تدور قصته حول صراع أبطاله على المال والسلطة.

* ما بين التجربة الأولى “شوارع الشام العتيقة” والثانية “ولاد سلطان” ما الذي تغير فيك كمخرج على صعيد فهمك لأعمال البيئة الشامية؟

** الإنسان نتاج تجاربه، ولا بد أن يستفيد من أخطاء محاولاته وأن يكرس ما رآه إيجابياً، لذلك أحاول اليوم أن أكون أكثر جرأة وأن أمشي خطوة بعد أخرى بتروّ وتجديد.

* ما هي أهم النتائج التي خرجتَ بها من عملك الأول على صعيد أعمال البيئة الشامية؟

** بعد التجربة الماضية تكرّست في ذهني قناعات لترتيب أولويات العمل الفني ليس على صعيد أعمال البيئة فحسب بل بشكل عام وهي أن النص أولاً ثم الممثل، فالحالة الإنتاجية ومن ثم الإخراج الذي يأتي لينظم هذه المفردات ويمنحها هويتها.

* يدور جدل كبير حول قيمة أعمال البيئة الشامية وسبب كثرتها.

** أرى أن صناعة الدراما ولو كانت على سبيل الارتجال قد أفرزت أنماطاً ثابتة علينا الاعتراف بوجودها مهما اختلفت سوية نتاجاتها، فعلى سبيل المثال تنتج السينما العالمية بشكل دوري عشرات الأعمال من أنماط الرعب والأكشن والخيال العلمي ومنها ماهو مميز ومنها ماهو رديء، وبالتالي أرى أن أعمال البيئة الشامية صارت نمطاً ومنظومة أفرزتها درامانا السورية لخصوصيتها وهي موجودة ولها روادها كما للأعمال التاريخية أو البدوية.. الخ، وتحت هذا العنوان يصنع ماهو جيد وقد يصنع ماهو رديء، لذلك علينا فرز العمل الجيد عن العمل غير الموفق بغضّ النظر عن نوعه، أي بعبارة أخرى ما سمي بالبيئة الشامية هو غلاف لمضامين متنوعة، وهو خلاف نخص به سورية لأنها بيئتنا ولهجتنا وأماكن تصويرنا وموروثنا الشعبي ولايزال لهذا الشكل مريدوه ومتابعوه، لذلك لا أجد مبرراً لكثرة الجدل حول أعمال البيئة الشامية، وقد شكلت قصص ألف ليلة وليلة مثلاً شكل جذب كذلك، وهذا يعني أنه بإمكاننا رواية عشرات القصص ضمنه دون أن يفرز ذلك جدلاً.

* وماذا عن مسلسل “ولاد سلطان”؟ ما الذي أعجبك في النص؟ وأي جديد يحمله؟

** “ولاد سلطان” هو نموذج لهذه الحكايات الإنسانية التي تنطلق من صراع الإخوة، صراع الخير والشر حول المال والسلطة ومتطلبات النفس، حكاية مفرداتها تقليدية إلا أن خط سير هذه المفردات إلى مصيرها المحتوم وغير المتوقّع، وقد ارتأينا لهذه الحكاية غلاف البيئة الشامية كي نمنحها شكلاً محبباً، ولتشكل لنا جواز سفر إلى محطات العرض لأن متطلبات إنجاز أعمال البيئة الشامية هي آخر ما نملك من متطلبات الإنتاج الدرامي الذي فقدنا معظم أدواته تباعاً.

* ما بين النص المكتوب وما أُنجز وتُرجم على أرض الواقع أثناء التصوير هل من فارق كبير؟ وكيف تجلت علاقتك مع الكاتب قبل وأثناء التصوير؟

** لاشك أن الرؤية النهائية لبنية العمل ستكون مكملة للنص المكتوب ووجهة نظر إضافية للصورة وإدارة الممثل ومفردات الإخراج الأخرى والعلاقة مع الكاتب هي علاقة شراكة بامتياز، وقد تمّ تكريسها في “ولاد سلطان” من خلال تواجد الكاتب بشكل شبه دائم في موقع التصوير وتعاونه الفني معي ومع فريق العمل بما يخص المقترحات وإيجاد الحلول، وبالتالي النتيجة النهائية هنا تحمل توقيع كل فريق العمل دون استثناء، ومهمة الإخراج كانت قيادة هذا الفريق بعد اقتناعه بالرؤية الإخراجية وإيمانه بالمشروع.

* هل وجدتَ صعوبة في اختيار الممثلين في “ولاد سلطان” حتى لا تتكرر الأسماء التي شاركتْ في “شوارع الشام العتيقة”؟

** لا مانع عندي من مشكلة تكرار الأسماء، وأنا مؤمن بمفهوم الشلة الإيجابي، لكن أعترف أنه كانت هناك صعوبة في الاختيارات بسبب الأزمة الاقتصادية على العموم، وأنا فخور بالخيارات النهائية التي شاركت معي لأنهم آمنوا بالمشروع وكانوا شركاء حقيقيين.

* هل تؤمن كمخرج بوجود ممثلين صالحين لأعمال البيئة الشامية أكثر من غيرهم؟

** إتقان اللهجة هو الفيصل بين ممثل وآخر في هذا الموضوع، وهذا ما تم الاشتغال عليه كثيراً في “ولاد سلطان”.

* إلى أي مخرج تحتاج أعمال البيئة الشامية برأيك؟

** لا بد من التأكيد على أن أعمال البيئة الشامية هي نمط وغلاف وليست خصوصية لأنها تحتمل تجارب كل المخرجين لقابليتها لتنوع الحكايات والأزمنة.

* كيف تفسر كثرة أعمال البيئة الشامية للموسم القادم؟

** كثرة هذه الأعمال بسبب أدواتها وهي آخر ما تبقى لنا من أدوات الإنتاج الدرامي، والمنافسة هي ليست هاجسنا الأساس لأن الوصول إلى قلوب الجمهور هو هدفنا الأول والأخير مع كامل الاحترام والتقدير لكل الزملاء والأساتذة صنّاع التجارب الأخرى.

* هل سيُعرض “ولاد سلطان” في شهر رمضان القادم؟

** العرض الفضائي المشفّر للعمل قريب جداً، وهناك مفاجآت على مستوى قنوات عرضه الأخرى، كما سيتم عرضه لاحقاً على منصات رقمية متنوعة، لذلك فالعمل دؤوب على قدم وساق لإنهاء آخر أيام التصوير وإنهاء العمليات الفنية على التوازي خلال الأسبوع القادم.

* كيف تفسر ظاهرة عرض الأعمال الدرامية على المنصات الرقمية وخارج موسم شهر رمضان.

** يجب أن نعترف أن الأمور تسير باتجاه المنصات الرقمية بسبب تراجع دور التلفزيون ولهذه المنصات شروط من جهة عدد الحلقات ومواعيد العرض البعيدة عن شهر رمضان.

يشارك في العمل عدد كبير من الممثلين نذكر منهم: سليم صبري، حسام تحسين بك، عبد المنعم عمايري، صفاء سلطان، أمانة والي، علي كريم، كفاح الخوص، يحيى بيازي، هيما إسماعيل، علا بدر، مرح حجازي.

أمينة عباس