دراساتصحيفة البعث

هل جاء دور السعودية للتطبيع مع “إسرائيل”؟

ترجمة: هناء شروف

عن الفاينينشال تايمز

شن بندر بن سلطان بن عبد العزيز، السفير السابق لدى الولايات المتحدة ورئيس المخابرات، هجوماً عنيفاً على القيادة الفلسطينية لوصفها تطبيع دول الخليج العلاقات مع “إسرائيل” بالخيانة، وقال: “إن الانتقادات الفلسطينية تجاوز مستهجن وغير مقبول على الإطلاق”، وأضاف: “هذا المستوى المنخفض من الخطاب ليس ما نتوقعه من المسؤولين الذين يسعون لكسب دعم عالمي لقضيتهم”!. فهل ننظر إلى هذا الهجوم على أنه تصلب لموقف الرياض، ويزيد من التكهنات بشأن الاعتراف بـ “إسرائيل”؟.

لا يمكن أن تكون تصريحات بندر على قناة العربية، المملوكة للسعودية، قد صدرت منه بشكل عفوي ودون موافقة ضمنية واضحة من الرياض، وهو ما يزيد التكهنات بأن المملكة ربما تفكر في الاعتراف بـ “إسرائيل” والتطبيع معها بشكل علني.

في مقابلاته الثلاث بحث بندر في تاريخ الصراع العربي -الإسرائيلي، ودور الفلسطينيين في فشل جهود السلام السابقة، والتنافس بين الفصائل الفلسطينية، وقال: “ليس من المستغرب أن نرى مدى سرعة هؤلاء القادة في استخدام مصطلحات مثل “الخيانة “و” الطعن في الظهر”، لأن هذه هي طرقهم في التعامل مع بعضهم البعض”. كان من الممكن أن تركز الجهود في السنوات الماضية بشكل أفضل على القضية الفلسطينية ومبادرات السلام! .

قال مايكل ستيفنز، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن: “هذه سياسة تتبعها الحكومة السعودية لتمهيد الطريق لمزيد من التطبيع مع “إسرائيل” لأن الانتقاد العلني والمباشر للقيادات الفلسطينية يهدف لتشكيل حيّز سياسي أمام النظام السعودي للقيام بخطوتهم التالية”، وأضاف: “من الواضح أنه تم إخباره بما سيقوله، ومن المعروف عن بندر أنه كان على اتصال لسنوات بالملف الفلسطيني، وهو من النوع الذي يضفي على حديثه جاذبية لذلك إذا كان هناك رد فعل سلبي، فيمكن للنظام أن يتراجع ويتنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم عليه وليس على القيادة الحالية”.

وقال مسؤول سعودي: إن الرسالة كانت واضحة، مضيفاً: إن المملكة كانت دائماً “الداعم الأكبر للشعب الفلسطيني، وتأمل أن تستمر على هذا النحو”.

في الأسابيع الأخيرة، وقعت الإمارات المتحدة والبحرين، أقرب حليفين للسعودية في الخليج، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، لتصبحا ثالث ورابع دولتين عربيتين على التوالي توافقان على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الكيان الصهيوني. أثارت الاتفاقات غضب القادة الفلسطينيين الذين كانوا يأملون منذ فترة طويلة في أن تؤجل الدول العربية الاعتراف رسمياً بـ “إسرائيل” حتى تنسحب من الأراضي التي احتلتها في عدوان عام 1967 وتوافق على إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

صرح المسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علانية بأنهم يأملون أن توافق السعودية، موطن أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط ومكان وجود أقدس موقعين في الإسلام،  على إقامة علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”. كما يعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن المملكة هي الجائزة الرئيسية لأنهم يسعون إلى إقامة علاقات رسمية مع الدول العربية. رحب المسؤولون السعوديون بالاتفاقات بين الإمارات والبحرين مع “إسرائيل”، لكن معظم المحللين يعتقدون أن قيادة المملكة في العالم الإسلامي تجعل من غير المرجح أن تسير بسرعة على خطى دول الخليج الأصغر.

ومع ذلك، مثل الإمارات، زادت السعودية من تعاونها السري مع “إسرائيل” في السنوات الأخيرة، ولا سيما في مجال الاستخبارات والأمن، وتشير الانتقادات القوية غير العادية لبندر إلى أن الرياض بدأت تفقد صبرها مع القيادة الفلسطينية.