مجلة البعث الأسبوعية

النيرب متوجاً من جديد ليكشف عورة كرة الصالات المتهاوية!

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد

رحى المعركة دارت قبل أن تنطلق صافرة ما اصطلح تسميته المباراة النهائية لدوري رجال الدرجة الأولى لكرة القدم للصالات “المعادة” بين حامل اللقب – فريق النيرب – والتل!

منشور فيسبوكي لمناصري نادي التل حول الترتيبات والتحضيرات الفاصلة على جميع المستويات، ومنها التحشيد الجماهيري، اقتحمه أحد لاعبي النيرب بتعليق أكد فيه بما معناه بأن السحر سينقلب على الساحر، ليأخذ السجال والجدال محله بين رد وصد، وليحتكم الجميع إلى أرض الملعب لتكون هي الفيصل في النهاية بعد تلويح كل طرف بإنزال الخسارة الفادحة بخصمه في النهائي.

 

سحب اللقب

وكان فريق النيرب – بطل النسختين الماضيتين للبطولة – قد توج بلقبه الثالث مؤخراً، بعد تصدره لفرق الدور النهائي بسبع نقاط من فوزين على كل من دير عطية والجولان، وتعادل في المباراة الختامية التي لعبها على خياري الفوز، أو التعادل مع التل، قبل أن تسحب البطولة منه، ويتقرر إعادة المباراة النهائية “الفاصلة” مع التل على خلفية قبول اعتراض إدارته على مخالفة أحمد بلان (ازدواجية لاعب في الجولان وعضو إدارة في نادي الصبورة)، والحكم بخسارة الجولان قانونياً أمام التل، ليتساوى الأخير بعدد النقاط (7) مع النيرب، وتقر مباراة فاصلة بين الطرفين – أو نهائية، كما سميت – رغم أنها كانت الختامية في الدور النهائي، بعد رفض اعتراض نادي النيرب على قرار إعادة مباراته مع التل مضموناً، وقبوله شكلاً فقط دون توضيح حيثيات وأسباب الرفض.

الأمور لم تقف عند حد رفض اعتراض فريق النيرب، وفرض مباراة فاصلة عليه، دون أن يكون طرفاً في الاعتراض، أو له دخل بالمخالفة بأي شكل من الأشكال، بل تعدته إلى مفاجأته، وقبل دقائق من المباراة النهائية التي جر الأحد قبل الماضي على أرضية صالة تشرين بدمشق، وسط حضور رسمي وجماهيري كبير من طرف نادي التل، بمنع أحد أفضل لاعبي النيرب المؤثرين، وهو عبد الباسط حسون، من المشاركة في النهائي بسبب نيله بطاقتين صفراوين كما تقول الأنظمة واللوائح، رغم أن الحسون نفسه شارك في المباراة الختامية للدور النهائي دون أن أي عائق أو اعتراض. ولـ “يطيش” حجر رئيس نادي النيرب يونس نبهان، ويصرح بنيته عدم لعب المباراة، ويتسرب الخبر لمدرب الفريق جمال هدلة، ومنه إلى اللاعبين، ليحدث الغليان وتصل الشكوى إلى عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام المهندس علاء جوخه جي الذي كان من بين الحضور الرسمي على السدة الرئيسية، والذي وضعه رئيس نادي النيرب بصورة الأمر بعد جدال حاد مع أمين سر لجنة كرة الصالات، قبل أن يقرر رئيس نادي النيرب ومدرب الفريق واللاعبين خوض التحدي والرد على ما وصف بالظلم، ومحاولات الضغط والحرب النفسية التي مورست عليه، بالفوز وتأكيد التفوق، وهذا ما حصل تماماً، إذ حقق النيرب الفوز بسبعة أهداف لثلاثة مع الرأفة ليرفع الكأس الثالثة المستحقة في تاريخه ودون أية هزيمة تذكر في النسخ الثلاثة الأخيرة التي فاز بها باللقب.

 

ردة فعل

بعد المباراة، وفي حديث خاص لـ “البعث الأسبوعية”، أكد رئيس نادي النيرب أن الظلم البراح والضغوطات غير الطبيعية التي مورست على فريقه ولدت ردة فعل عكسية، وطاقة إيجابية شحنت الفريق بالتحدي والمسؤولية ليقدم لاعبوه المستوى المعهود في الدور الأول والبطولتين الفائتتين اللتين حمل كأسهما، وليحقق الفوز المستحق الذي يؤكد بأن فريق النيرب هو الوحيد الذي يستحق اللقب الثالث توالياً، وبلا منازع، قياساً بما قدمه الفريق. وأشار نبهان إلى واقع التخبط والخلل التنظيمي الذي وصفه بالمزري، وخاصة بالنسبة لتنفيذية ريف دمشق مطالباً بإيجاد آليات مناسبة تنهي تلك الأخطاء التنظيمية الجسيمة الفادحة، متسائلاً: كيف لشخص منسبّ لنادي معضمية الشام، ويلعب أربعة مواسم لفريق الجولان، وهو بالوقت نفسه عضو مجلس إدارة نادي الصبورة، ولماذا لم تشطب نتائج الجولان في جميع الأدوار، ولماذا لم يتم توضيح أسباب رفض اعتراض إدارته على إعادة المباراة النهائية مع التل، وهو القرار المتخذ من قبل لجنة المسابقات في اتحاد الكرة وليس لجنة الصالات المختصة، ولماذا لم يتم التنويه في متن قرار إعادة المباراة الفاصلة الذي حدد فيه الزمان والمكان بأن اللوائح ستطبق واللاعب الذي يحمل إنذارين لن يسمح له باللعب، وأكد نبهان أن مسيرة النيرب مستمرة ومنافسته على لقب دوري الصالات للمرة الرابعة هي طموح سيسعى بقوة لتحقيقه، مع مطالبته كعضو في لجنة كرة الصالات بالاهتمام باللعبة وتشكيل منتخب وطني ليكون حافزاً للتطوير بعد التراجع الواضح التي شهدته كرة الصالات.

 

لقب مستحق

وأفصح مدرب النيرب، الكابتن جمال هدلة، أنه ورغم كل الظروف التي حاصرت فريقه وشاءت أن تنتزع منه لقباً، توج به وحمل كأسه إلى حلب، واحتفل بإنجازه مع الجميع هناك، إلا أنه كان هذه المرة مرتاحاً جداً، ولم يساوره أي شك، أو قلق، بالنسبة لقدرة الفريق على إحراز اللقب الذي تحقق للمرة الثالثة، وبعد الإعادة، بفضل اللاعبين الهواة الذين يلعبون بالمحبة، ودون مردود وانضباطهم وأدائهم الفني والتكتيكي والبدني العالي في المباراة النهائية مع التل. وأكد هدلة أن شعوره بعد تتويج الفريق باللقب الثالث في المرة الأولى أن هناك مكيدة تحاك ضده، وستفضي إلى إعادة المباراة مع التل بسبب مخالفة النيرب ليس طرفاً فيها، وتساءل الهدلة عن دور لجنة الصالات المؤلفة من عدد كبير من الأعضاء دون فاعلية، ودليل ذلك ما حصل مع فريقه، مشيراً إلى أن رئيس اللجنة لم يحضر الاجتماع الذي خصص للبت في الاعتراض لانشغاله باجتماع لجنة أخرى يترأسها، ليضيع حق النيرب ما ولد ضغطاً إضافياً على الفريق تحول إلى طاقة إيجابية وإصرار على تحدي الجميع والفوز بالرهان، وكل ذلك وسط حالة من التخبط والتضارب في الرؤى حول نظام البطولة بالنسبة لحالة التعادل مع التل في ختام الدور النهائي، وغير ذلك من الأمور، ومنها عدم البت وحسم الأمور بالنسبة للاعتراضات التي بقيت معلقة لتقع الطامة في رأس فريقه.

وطالب الهدلة بتأمين صالة خاصة بكرة القدم للصالات في حلب وإعمال تعديلات جوهرية في نظام كرة الصالات إذ يتعب الفريق سنة كاملة ليشارك بعدد محدود من المباريات، وهذا ما سبب – من وجهة نظره – التراجع الكبير في اللعبة التي ليس لها مستقبل في ظل عدم توفر مقومات التطور، ومنها تشكيل منتخب وطني من المواهب والخامات الكثيرة في الأندية يكون حافزاً للاعبين والأندية للاهتمام باللعبة وتوسيع قاعدتها.