أخبارصحيفة البعث

المعارك تحتدم مجدداً في قره باغ

رغم إعلان هدنة إنسانية متفق عليها بين يريفان وباكو، احتدمت المعارك مجدداً في إقليم ناغورني كاراباخ، وسط تبادل الاتهامات بين أذربيجان وأرمينيا.

فقد أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أن مواجهات عنيفة لا تزال مستمرة في منطقة قره باغ، وذكر المتحدّث الرسمي باسم الوزارة، أرتسرون أوفانيسيان، على صفحته في “فيسبوك” أن “معارك عنيفة وشرسة” تدور في القطاع الجنوبي من خط التماس بين القوات الأرمينية والأذربيجانية في قره باغ.

وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية عن تدمير قاذفة من طراز “سو-25” تابعة لسلاح الجو الأذربيجانية في أجواء المنطقة، فيما نفت وزارة الدفاع الأذربيجانية صحة هذا الخبر، مشددة على أنها لم تستخدم طائرات حربية من هذا الطراز في عملياتها.

وأفاد مركز الإعلام الموحّد التابع للحكومة الأرمينية في وقت سابق بأن خسائر الجانب الأذربيجاني منذ بداية جولة التصعيد الحالية في قره باغ بلغت 5839 عسكريا و546 دبابة وأربع راجمات صواريخ و20 طائرة حربية و16 مروحية و180 طائرة مسيرة.

ونشر الجانب الأرميني قائمة تضم أسماء 49 عسكرياً آخرين قتلوا جراء التصعيد العسكري في قره باغ، لترتفع خسائره الإجمالية بذلك إلى 604 قتلى.

وأفادت وسائل إعلام أرمينية بأن عاصمة جمهورية قره باغ، والمدعومة من يريفان، مدينة ستيبانكيرت (خانكندي) تتعرّض حالياً لقصف مكثف، مؤكدة سماع عشر انفجارات في المدينة.

من جانبها، اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بقصف بلدات وقرى في مقاطعات ترتر وآقدام وغورانبوي وآقجبدي مجدداً، مشيرة إلى أن الوضع عند خط القتال في محوري فضولي-هادروت-جبرائيل وآقدام-مارتاكرت كان مستمراً.

هذا وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه الشديد من مشاركة إرهابيين من منطقة الشرق الأوسط في الأعمال العدائية، فيما جدد الكرملين موقفه من إمكانية نشر قوات حفظ سلام روسية أو مراقبين في منطقة قره باغ، مؤكدا أن ذلك لا يمكن القيام به إلا بموافقة أذربيجان وأرمينيا، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن السؤال الأساسي هنا هو كيف ينظر الطرفان المتنازعان إلى هذا الأمر، فأي نشر لأي قوات حفظ سلام أو مراقبين ممكن فقط بموافقة الجانبين، مضيفاً: إن الجانبين لم يعطيا أي جواب على هذه المسألة.

إلى ذلك، أكدت الصحفية التشيكية ماركيتا كوتيلوفا أن نظام أردوغان يستخدم المرتزقة أدوات لتحقيق أحلامه التوسعية ويدفع بهم للموت بدلا من جنوده.

وأوضحت في تعليق لها نشرته على فيسبوك أن أردوغان يقوم بتجنيد وإرسال المرتزقة والإرهابيين من الأراضي السورية التي يحتلها إلى ليبيا وأذربيجان وذلك ضمن أوهامه لإحياء الامبراطورية العثمانية البائدة، وأشارت إلى أن عشرات المرتزقة لقوا حتفهم في إقليم ناغورني قره باغ، وممنوع على ذويهم التحدث عن ذلك تحت طائلة السجن.

كما أكدت صحيفتا وول ستريت جورنال وواشنطن بوست الأمريكيتان ضلوع النظام التركي بإرسال عدد كبير من المرتزقة الإرهابيين للقتال في إقليم ناغورني قره باغ ما يؤجج الصراع في تلك المنطقة.

وأوضحت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادرها أن نظام أردوغان أرسل مئات المرتزقة من المجموعات المسلحة التي تأتمر بأوامره في شمال سورية الى منطقة الصراع في قره باغ وشاركوا في المعارك بين أذربيجان وأرمينيا، بينما يستعد مئات آخرون للسفر إلى هناك، مشيرة إلى أن النظام التركي اجرى تدريبات عسكرية لهؤلاء المرتزقة في أذربيجان وقام أيضاً بإرسال طائرات مسيرة هجومية.

وبينت الصحيفة أن إرسال المسلحين من سورية إلى منطقة الصراع جرى منتصف أيلول الماضي في مجموعات تصل إلى 100 شخص وقالت: “لم يعد الناس يهتمون بماذا أو ضد من يقاتلون بل يسألون فقط عن المال.. سيذهبون إلى حيث توجد الأموال”.

من جانبها لفتت صحيفة واشنطن بوست إلى أن النظام التركي حاول خلال الأشهر الأخيرة استعراض قوته العسكرية في معظم دول الجوار، مشيرة إلى أن منتقدي هذا النظام يؤكدون أن خطوته هذه محاولة لصرف الانتباه عن نقاط ضعفه داخل تركيا وما تسببت به سياساته من تدهور في الاقتصاد.

ونقلت الصحيفة عن أحد المرتزقة قوله إنه تم إرسالهم من جنوب تركيا إلى أذربيجان وكان دافعهم الوحيد لذلك هو المال فقط وفي اليوم التالي لوصولهم أرسلوا إلى الجبهة.

ولم يكتف النظام التركي بدعم الإرهاب عسكريا ولوجستياً واحتلاله أجزاء من الأراضي السورية بل جند أيضا وسائل إعلامه منابر للترويج للتنظيمات الإرهابية وبث الكراهية ضد كل الشعوب والدول التي ترفض سياساته.