الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الحكومة تحدّد آليات التدخل لإعادة إحياء المناطق المتضررة جراء الحرائق

حدد اجتماع تمهيدي موسّع عقد أمس في مبنى رئاسة مجلس الوزراء، برئاسة المهندس حسين عرنوس رئيس المجلس وضم أربعة عشر وزيراً، آليات التدخل لإعادة إحياء المناطق المتضررة جراء الحرائق التي اندلعت مؤخراً بأرياف اللاذقية وطرطوس وحمص ومنطقة الغاب، وتأمين الدعم الكامل للفلاحين المتضررين وتعويضهم عن الأضرار لتثبيتهم في أراضيهم وإعادة زراعتها من جديد والإجراءات المطلوبة من كل جهة لتنفيذ خطة التدخل بشكل متكامل وبالسرعة القصوى.

وركز المجتمعون على الإجراءات التي يجب اتخاذها على أرض الواقع وتنعكس إيجاباً وبشكل مباشر على الأهالي المتضررين ووضع الخطط القابلة للتنفيذ والتتبع بناء على حصر الأضرار الذي تقوم به حالياً لجان متخصصة على مستويات مختلفة على أن يتمّ عرض جميع الإجراءات المتعلقة بإعادة تنمية المناطق المتضررة وتقديم الدعم للأهالي والمتخذة في هذا الاجتماع على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء ليتمّ إقرارها والبدء بها وفق خطوات مدروسة ومنسقة على جميع الاتجاهات.

وشدد المجتمعون على ضرورة الاستمرار في فتح خطوط النار في المواقع الحراجية والتشدد بتطبيق قانون الحراج ومعاقبة المخالفين بهذا الخصوص وتأمين كامل الخدمات في المناطق المتضررة من الحرائق.

وأكد المهندس عرنوس أن الدولة ستبذل كل الجهود لإعادة تجهيز الأراضي المتضررة وإعادتها إلى ما كانت عليه وأهمية توحيد الرؤى والمقترحات بين مختلف الوزارات ووضع آليات محددة تكون مرجعاً للعمل الحكومي في إطار الاستجابة للأضرار، مشدداً في الوقت نفسه على أن أي قرار يتم اتخاذه يجب أن يكون قابلاً للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع.

وقدّم وزيرا الإدارة المحلية والبيئة والزراعة والإصلاح الزراعي عرضاً موسعاً عن الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية والحراج وخطوات حصر الأضرار في المناطق التي تعرّضت للحرائق وتحديد مساحاتها وعدد القرى والمنازل المتضررة والإجراءات اللازمة لمنع التعدي على المناطق الخضراء وتشييد المخالفات فيها.

حضر الاجتماع رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء وحاكم مصرف سورية المركزي.

تضرّر 13644 مزارعاً في ريف اللاذقية

وفي السياق نفسه، أنهت مديرية زراعة اللاذقية عمليات حصر الأضرار بالأراضي الزراعية جراء الحرائق التي تعرضت لها المحافظة، وبين مدير الزراعة المهندس منذر خيربك أن عدد المتضررين من الحرائق بلغ 13644 مزارعاً، بينما تضررت 4500 طن من ثمار الزيتون و17 ألف طن حمضيات، وبلغ عدد أشجار الحمضيات المحترقة الميتة 201802 شجرة والزيتون 1135609 شجرات والتفاح 3157 شجرة و44795 شجرة من أنواع أخرى من الفاكهة، مبيناً أن مجموع الأشجار المتضررة بلغ مليوناً و300 ألف شجرة.

وحول الخسائر في قطاع الثروة الحيوانية أوضح خير بك أن 65 رأساً من الأبقار نفقت في الحريق من أصل كامل القطيع في المحافظة والبالغ 39 ألف رأس، بينما نفقت 6799 خلية نحل من أصل 80 ألف خلية، فضلاً عن العديد من المولدات والمرشات والعدد الزراعية وشبكات الري، وهي مدونة بالكامل، لافتاً إلى أن دقة الإحصائيات التي قامت بها الزراعة تتجاوز 95 بالمئة، وتركت المجال مفتوحاً أمام الفلاحين الذين لم يتمكنوا من التواصل مع الوحدات الإرشادية أو الذين لم يتمكن الفنيون من الوصول إليهم حتى الأحد القادم ليراجعوا الوحدات الإرشادية لإصدار ملحق آخر لتصحيح البيانات، ولفت إلى أن المساحة المتضررة بلغت 7190 هكتاراً وتشكل 9 بالمئة فقط من نسبة مساحة الأشجار المثمرة على مستوى المحافظة، وبلغ عدد الأشجار المتضررة ما بين ميتة وقطع 1455623 وتشكل 6.6 بالمئة من عدد الأشجار في المحافظة والبالغ عددها 22 مليوناً و150 ألف شجرة.

ودعا كل المزارعين إلى المزيد من التريث قبل اتخاذ أي إجراء يخص مزارعهم المحترقة قبل استشارة الفنيين في مديرية الزراعة، التي انطلقت بندوات علمية حوارية بالتعاون مع الجامعة والبحوث العلمية الزراعية تتعلق بالأشجار المحترقة التي قد تعود إلى النمو مجدداً إذا لم تكن الحروق من الدرجة الأولى، وبمزيد من العناية والتقليم والتطعيم تعود خلال سنوات قصيرة لعملية الإنتاج كما كانت، ولذلك يجب عدم اقتلاعها قبل الاستشارة، مشيراً إلى أنه لم يتم الانتهاء من حصر الأضرار التي لحقت بالأراضي الحراجية حتى الآن.

خطة لترميم وترقيع غابة برج المكسور

إلى ذلك، وضعت مديرية زراعة حمص خطة لترميم وترقيع غابة برج المكسور بريف تلكلخ والتي تعرضت للأضرار بسبب الحريق الواسع الأسبوع الماضي، وذكر الياس بيطار رئيس دائرة حراج تلكلخ أن مساحة الغابة تبلغ نحو 70 دونما مزروعة بأشجار الصنوبر والكينا تعرض قسم كبير منها للضرر جراء الحريق الذي طالها، وبين أن المديرية وضعت خطة لترميم الغابة وترقيعها لجهة تهذيب أشجار الكينا المحروقة والتي من الممكن أن تنمو من جديد، وإزالة الأشجار التالفة خاصة الصنوبر كونها متضررة بشكل كبير، إضافة إلى شق طريق نارية جديدة في قمة الجبل وتأهيل الطرق الحالية.

وبين لؤي نصار رئيس بلدية العكاري التي تتبع لها قرية برج المكسور أن أضرار الحريق في الغابة اقتصرت على نحو 100 شجرة زيتون لأحد الحقول المتاخمة للغابة، لافتاً إلى أن سرعة استجابة أهالي المنطقة وعناصر الإطفاء أسهمت بالحد من خسائر المزارعين، وأن المشكلة الأساسية خلال الحريق كانت الرياح الشرقية والجفاف اللذين أديا إلى سرعة انتشار الحريق ضمن الغابة.

وبين علي ترسيسي من شباب قرية برج المكسور والذي شارك بعملية إخماد الحريق أنه لا يمتلك أرضا بجوار الغابة لكن منظر احتراق الغابة دفعه للمساعدة بإخماد الحريق.

أبو راتب أحد أصحاب الحقول القريبة من الغابة نوه بجهود رجال الإطفاء رغم انشغالهم في أكثر من حريق بنفس اليوم، إضافة إلى جهود أهالي المنطقة لجهة سرعة استجابتهم واسهامهم بإخماد الحريق، وقال: “رغم الخسارة التي تعرضت لها الغابة سنعيد زراعتها بهمة أبناء سورية الذين يعشقون أرضهم”.