ثقافةصحيفة البعث

مدير ثقافة طرطوس: من المهم جداً أن تُقاس الأشياء بمعاييرها الصحيحة!!

يقول مدير ثقافة طرطوس كمال بدران إن الحرب الجائرة والحصار الغاشم المفروض على سورية أثّرا في كل نواحي الحياة، ولا تنفصل الثقافة كونها حاجة يومية عن باقي احتياجاتنا، وقد تأثر الواقع الاقتصادي بالوضع الراهن في الكثير من الحالات خلال الأزمة التي تمرّ بها البلاد، حيث أصبح أحياناً سبباً في عزوف البعض عن النشاطات الثقافية.

“البعث” التقت الأستاذ بدران وكان هذا الحوار حول الواقع الثقافي في طرطوس في ظل الظروف الراهنة:

ما هو دور المراكز الثقافية في نشر الثقافة والوعي؟

إن انتشار المراكز الثقافية في العديد من بلدات ومناطق محافظة طرطوس ظاهرة إيجابية تتسم بالعمل على ترشيح العمل الثقافي للجميع أينما وجدوا، حيث يتمّ عبر هذه المراكز، وبالتعاون مع الجهات العامة والخاصة أو المنظمات، متابعة تنفيذ الأنشطة المتنوعة التي تستهدف كافة شرائح المجتمع. والجدير بالذكر أن عدد المراكز الثقافية في محافظة طرطوس هو ٢١ مركزاً، وهناك مركز للفنون التشكيلية وستة معاهد للثقافة الشعبية، إضافة إلى المعهد العربي للموسيقا.

نلاحظ قلّة الحضور في معظم النشاطات.. كيف تفسّر ذلك؟

لا ينفصل النشاط الثقافي، كما ذكرت سابقاً، عن الواقع الحياتي اليومي، فالاختناقات التي مرّت في الفترة الماضية (مثل المواصلات) تؤثر على الراغبين في ارتياد المراكز الثقافية أو صالاتنا الفنية والثقافية أينما وجدت، إضافة إلى الفترة التي توقفت فيها الأنشطة بشكل كامل بموجب القرار الحكومي لمكافحة وباء كورونا وحالة الحجر الصحي، كما أننا عدنا إلى العمل الثقافي ملتزمين بالحضور ضمن نسبة ٣٠% من القدرة الاستيعابية لصالات المراكز.

معظم المثقفين يشتكون من قلة التعويض المادي.. هل الثقافة تتحقق دون إعطاء المثقف القيمة المستحقة؟

تمّ تعديل تعويضات المحاضرين على منابر المؤسسات الثقافية، حيث تمّت زيادة أجورهم بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف، ولكن ليس من المفروض أن يُقاس العمل الثقافي بعائديته المادية فحسب، فهو رسالة في الأساس مع قناعتنا بأن مستلزمات الحياة باتت كبيرة وأن الغالبية بحاجة إلى دعم مالي.

ما هي أهم النشاطات التي تقام في طرطوس؟

نشاطات مديرية الثقافة متعدّدة، ويتمّ نشر البرنامج الأسبوعي للمراكز الرئيسية على صفحاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى العديد من المهرجانات المركزية المقررة خلال الربع الأخير من العام ٢٠٢٠، منها مهرجان الشعر والنقد ومهرجان القصة القصيرة، وأيضاً احتفالية ذكرى يوم تأسيس وزارة الثقافة والعديد من الأنشطة الفرعية التي ترافق هذه المهرجانات في مراكزنا كافة.

كيف أثرت جائحة كورونا على الواقع الثقافي؟

توقفت الأنشطة لما يقارب الثلاثة أشهر، وعدنا بواقع حضور بنسبة ٣٠% إضافة إلى الهاجس الشخصي والخوف من التجمعات عند بعض المتابعين، وإيماناً منا بضرورة تحويل كل تحدّ إلى فرصة تابعنا نشاطاتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويتمّ تنفيذ العديد من الأنشطة افتراضياً على صفحاتنا بهدف الوصول إلى الجميع في كل مكان، سواء محاضرات أو حفلات فنية.. وغيرها.

على من تقع مسؤولية الترهلات التي تحصل في بعض المراكز؟

أولاً ما المقصود بالترهلات؟ وهل توافقين على أن الكمّ هو الأساس في العمل الثقافي؟ نحن لا نعتمد في عملنا على العدد بل نهتم بالنوع، حيث من المهم جداً أن تُقاس الأشياء بمعاييرها الصحيحة، فمحاضرة نوعية تهتمّ بجانب دقيق في مجال الفكر أو الأدب قد لا تجذب حضوراً عاماً بل مميزاً، طبعاً لا أقول إن العمل المنجز في مراكزنا مثالي فنحن دوماً نطمح للأفضل.

بناء مركز الصفصافة مازال متوقفاً.. ما السبب؟

تمّ الإعلان عن مناقصة لتنفيذ المركز الثقافي العربي في الصفصافة، وتمّ تلزيمه لجهة تنفيذية وبانتظار التصديق من اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء.

ما الصعوبات التي تواجهكم كمديرية ثقافة؟

الصعوبات التي تواجهنا في العمل الثقافي هي ككل الصعوبات التي تواجه مواطننا، فنحن جزء من كلّ، نعمل في ظروف استثنائية ونحتاج إلى الكثير من الحاجات التي ترسخ بيئة عملنا منها: اليد العاملة الخبيرة، والبنى التحتية.. وسواها، إلا أننا مستمرون في إيصال رسالتنا الثقافية والعمل على نشر الوعي الثقافي والمعرفي من خلال استحداث مشاريع تتخذ من الإبداع الثقافي والفني ركيزة أساسية في نشر ثقافة واعية ومسؤولة، ودعم جميع الناشطين في الوسط الثقافي ضمن الإمكانات المتاحة.

هويدا مصطفى