أخبارصحيفة البعث

الانتخابات الأمريكية.. 2020 ليست عام 2016!

ريناس إبراهيم

أيام قليلة تفصل الولايات المتحدة الأمريكية عن الانتخابات الرئاسية الأكثر إثارة للجدل، بموجات الأخذ والرد والسخرية المتبادلة بين المرشحين، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخصمه الديمقراطي جو بايدن، وبكمّ هائل من محاولات التشويش وإثارة الفوضى المعتادة من قبل ترامب. وتتسارع التوقعات والتنبؤات حول نتيجة الانتخابات، ويدور التنبؤ الأول حول تأكيد نجاح بايدن نتيجة تقدمه على ترامب في استطلاعات الرأي الوطنية، فهو يتصدر السباق في الولايات المتأرجحة، كما يتصدر في سباق جمع المال. ولحزبه الديمقراطي السبق في نتائج التصويت المبكر التي حطمت الأرقام القياسية، وهذا ما قالته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: “من خلال جميع المعايير التي يستخدمها الاستراتيجيون السياسيون والنقاد والعاملين للتنبؤ بالانتخابات، يجب أن يتجه بايدن نحو النصر ليلة الانتخابات”، لكنها استطردت لتعبر عن رأي قائلي التنبؤ الثاني وكتبت:”ومع ذلك، هناك هذا الشعور المزعج. هذا الصوت الصغير الذي يهمس: لكن 2016″، إذ يخشون تكرار ما حصل في انتخابات عام 2016، بين ترامب ومنافسته هيلاري كلينتون.

2020 ليس عام 2016.. هي الرسالة التي على أتباع ترامب فهمها، فمنافسة ترامب آنذاك، كلينتون، كانت تواجه العديد من المشكلات والهجمات الجمهورية تاريخياً، فعلى الرغم من خطاب ترامب الشعبوي والمثير للجدل والانقسام، إلا أنه كسب أصوات الناخبين، على حساب كلينتون، مع الأخذ بعين الاعتبار التحيز الجنسي الذي كان سيواجه أول امرأة لها فرصة جادة في البيت الأبيض.

وتدعم الكثير من المعلومات حقيقة اضطرابات ترامب وخطابه غير المتزن، حيث كشفت شبكة “سي إن إن” الإخبارية أنه أطلق 66 كذبة وادعاء مضللاً في غضون ثلاثة أيام فقط هذا الأسبوع، وكرر بعض هذه الأكاذيب في مناسبات عدة بما فيها التجمعات الانتخابية التي أجراها في عدد من الولايات الأمريكية.

فيما يرى أغلب الأمريكيين أن بايدن “رجل لائق”، رغم أنهم لا يعرفون الكثير عن إنجازاته، وقال ستيف شال، الناشط الديمقراطي المخضرم الذي أدار مجموعات تركيز على بايدن بعد الحملة التمهيدية هذا العام: “إنه عمل في رعاية مشروع قانون التحفيز لعام 2009 – لكنهم يعتقدون أنه “لطيف” ورجل عائلة جيد”.

كما تكشف بعض الحقائق والاستطلاعات حقيقة الاختلافات بين انتخابات عامي 2016 و2020، لتؤكد أن بايدن يختلف عن كلينتون، وأنه متجه للنصر، فمع حلول الوقت الذي ترشحت فيه هيلاري للرئاسة في عام 2016، كان لدى أكثر من نصف الناخبين وجهة نظر غير مواتية لكلينتون، وكانت تصنيفاتها “غير المواتية للغاية” أعلى من 10 إلى 15 نقطة مئوية من بايدن. هذا العام، وفقاً لاستطلاعات رأي الديمقراطيين واستطلاعات الرأي العامة.

فقط حوالى ثلث الناخبين رأوا ترامب أو كلينتون على أنهما “أمينان وجديران بالثقة” في عام 2016، وفقاً لمؤسسة غالوب – لكن 52 في المئة من الناخبين رأوا جو بايدن بهذه الطريقة الشهر الماضي، في مقابل 40 بالمئة لترامب، كما أن أداء بايدن أفضل من  كلينتون في استطلاعات الرأي بين المجموعات التي شكلت أجزاء رئيسية من ائتلاف ترامب قبل أربع سنوات- أي الناخبون البيض من دون شهادة جامعية، والناخبون الأكبر سناً والنساء البيض في الضواحي.

أربع سنوات من حكم ترامب يمكن اختصارها بالفوضى والتصريحات المثيرة للسخرية، مهاجمة الآخرين، تعزيز العنصرية، قطع العلاقات وإدخال الولايات المتحدة في عزلة غير مسبوقة، دعم الإرهاب وانتهاك سيادة الدول، كلها أمور كفيلة بحمل الأمريكيين على عدم تكرار ما ارتكبوه في 2016، لكن الحديث كلّه في حال لم يتم التلاعب بنتائج الانتخابات!