الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

“الياطر” في نادي القراءة في صالون سلمية الثقافي

دأب نادي القراءة، الذي تم اعتماده في صالون سلمية الثقافي، منذ أكثر من شهر على تطوير مفرداته وتفاصيله من خلال ازدياد رواده من المثقفين والباحثين، ومن جلسة لأخرى بدا واضحاً أن النادي دخل طور الجدية باعتبار القراءة المدخل للمعرفة والثقافة.

وجاءت جلسته الأخيرة لتعالج رواية الأديب الكبير حنا مينه “الياطر”، وخرجت هذه الجلسة عن الروتين لتدخل في جو الحوار الحميمي بين كل المتحاورين أو الذين قدموا مداخلاتهم.

وبدأ الجلسة الشاعر عبد العزيز مقداد، المشرف على النادي، بالحديث عن الرواية ومحورها، حيث قدّم عنها تعريفاً مبسطاً وعن بطلها “زكريا مرسنلي” الذي تدور أحداثها منذ أن حملته أمه بين أحشائها.

واعتبرت الشاعرة أزهار سيفو، بدراستها النقدية عن الرواية، أن التميز فيها هو المونولوج الداخلي الذي اعتمده الكاتب في سرده للحكاية، فيما رأى الباحث نزار كحلة أن الرواية هي ترميز لم تعالج حالة واقعية لأن عملية التغيير في المجتمع لا يمكن أن تبدأ بالمراجل والعنتريات، معتبراً أن هذه الرواية تستحضر ملحمة جلجامش وحي بن يقظان، التي تمتلئ برموز واقعية وحقيقية.

وقدم الأديب باسل الشيخ ياسين دراسة أدبية عبّرت عن الرواية بشكل لطيف، حيث حللها بشكل تفصيلي.

واختتم الأديب نضال الماغوط المداخلات، حيث اعتبر الرواية أحد إبداعات الكاتب مينه الأدبية ومنها البحر وغيرها وهي كمعلقات يمكن تدريسها، وحاول أن يغوص في الرواية معتبراً أن اسمها “الياطر” لم يأت عن عبث خاصة أنها المرساة وهي أداة من مستلزمات السفن والبحارة، وبيّن أن لغة الرواية تتناسب مع لغة الراوي زكريا المرسنلي الخائف المطارد، واعتقد أن الرواية حققت في جزئها الرئيسي مقولة ملحمة جلجامش القديمة بأن الحب والمرأة يمكنهما انتشال البشرية من عالمها المتوحش بأن ينقلها لعالم الإنسانية.

وبعد المداخلة الأخيرة كتحليل أدبي ونقدي جاءت مشاركة البحار إسماعيل خدوج لتترك وقعاً جميلاً بحديثه عن الكاتب حنا مينه وعن هذه الرواية بشكل خاص، حيث ترجمت أعماله إلى 17 لغة، معتبراً أن مينه أول الأدباء الذين كتبوا عن البحر وعن الفقر والفقراء، عاش معهم وهم الذين شاركوا في جنازته المهيبة فهو عاش بهدوء ورحل بهدوء.

واختتم هذه الأمسية الشاعر ناجي دلول بقصيدته “الغجرية والعاشق” التي كتبها في العام 1976 وخص بها الرواية بعد قراءته لها، ثم قدم د. باسل الشيخ ياسين قصيدته “وقال البحر” تحية لروح الكاتب العظيم حنا مينه.