تحقيقاتصحيفة البعث

مزرعة النعامة الوحيدة بالحسكة في دائرة الإغلاق؟!

إنشاء مزرعة للنعامة في محافظة الحسكة عام 2005 كان حالة نوعية وتجربة رائدة لاعتبارات عديدة أهمها التعرف على طائر فريد المزايا بالفوائد العلمية والاقتصادية.
تلك الفكرة تصدى لها عاشق الطيور، غالب ملكي، رغبة منه لإضافة شيء مهم لمحافظته ومنطقته، حيث قال: تم إنشاء هذه المزرعة في شهر أيلول عام 2005، والفكرة جاءت لعدم وجود الطائر في المنطقة، وملاءمة مناخنا لطبيعة الطائر، فهو يتميز بمقاومة كافة العوامل الجوية من تدن في درجات الحرارة، وارتفاع في ذلك، صفات قريبة من صفات مناخنا، عندما أتيت بهذا الطائر، كان عمر الواحد لا يتجاوز الشهر، كثرت النعامات وعانيت في تربيتها، وفرت لها كل ما يلزم لتكون مزرعة النعامة إحدى أشهر وأهم المزارع في منطقتنا، خاصة أنها المزرعة الوحيدة الخاصة بهذا الطائر على مستوى المنطقة الشرقية ككل، جئت بهذا الطائر عند افتتاح المزرعة من مدينة دمشق عبر وسيط، تم شراء عدد من النعامات من الأردن، وقمت بتأمين كل ما يلزم للحفاظ عليها، كزراعة الأشجار في المزرعة، وتأمين العلف يومياً، واليد العاملة التي تتواجد على مدار الساعة للنظافة والعناية، وقد حققت الغاية، ووصل عدد النعامات مع بداية عام 2012 إلى 64 نعامة، ساهمت بكسب الزوار والسياح من مختلف المناطق والبلدات، لتتحول القرية والمزرعة إلى نقطة سياحية يتوافدون إليها من محافظات أخرى، فهي تقع في قرية محركان التابعة لبلدة القحطانية 35 كم عن القامشلي.
ويضيف عن واقعها الحالي: حالياً لا يوجد في المزرعة إلا سبع نعامات، قمت ببيع عدد كبير منها، مكرهاً على ذلك، عندما أبيع أية واحدة منها فكأنني أبيع قطعة من جسدي، لكنني لم أعد أستطيع تأمين ما يلزم لبقائها، سواء بسبب ارتفاع أسعار العلف الذي يتكوّن من: الذرة، والنخالة، والشعير، ويوضع عليه النحات الأبيض، فطائر النعامة يحتاج إلى وجبتين من العلف في الشتاء، وثلاث وجبات في الصيف، ومن الصعوبات حالياً تأمين اليد العاملة، إلى جانب المصاريف اليومية للنقل والكهرباء، والالتزامات الكثيرة الأخرى.

فوائد جمة
من جانبه، محمود صبري، أحد خبراء الطيور في الجزيرة السورية، بيّن أهمية وفائدة طائر النعامة خلال حديثه: كل عضو من النعامة له فائدة عظيمة، وأثبت ذلك خلال التجارب العلمية، فهناك طبيب سوري يقيم في محافظة داخلية يأخذ القرنيات من النعامة ليزرعها في عين الإنسان، وفائدة ريشها لصناعة الأسمدة، وأمعائها لصناعة الخيوط المطاطية، لحمها مفيد جداً خال من الدهون والشحوم، يستفاد من جلدها بعلاج عدة أمراض، ودمها أيضاً يعالج بعض الأمراض، طبعاً تعد أسرع حيوان بعد الفهد،
مصدر من مديرية الزراعة أشار إلى أن المديرية على مدار السنوات الماضية كانت تقدم أي دعم فني وطبي واستشاري عند الحاجة، وشجعنا التجربة الجديدة في المنطقة، وكما أسلفت، كل ما يمكن تقديمه من دعم وتعاون قدمناه.

عبد العظيم العبد الله