ملامح وتجليات ومستقبل النظام الدولي المعاصر
يعد موضوع النظام الدولي المعاصر من أكثر القضايا المثيرة للجدل، خاصة مع بروز ملامح تشكل نظام دولي خلفاً لنظام الأحادية القطبية، وقد تعددت الآراء حول طبيعة وماهية هذا النظام وأبرز ملامحه وتجلياته ومستقبله، وعلى ضوء ذلك جاء كتاب “النظام الدولي المعاصر” للكاتب حسين راغب لتلمس أبرز خصائص التحولات التي يشهدها هذا النظام في القرن الحادي والعشرين على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
جاء الكتاب في خمسة فصول، بدأها الباحث تحت عنوان “القوى الدولية الكبرى” بالتطرق إلى التحولات السياسية الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي والتي من أبرزها أزمة البريكست والتوسع الصيني من خلال مبادرة الحزام والطريق، ومقومات الصعود الروسي وأبرز ملامح السياسة الخارجية الروسية الجديدة، وبوادر أخرى تدل على الصعود الهندي الجديد في المجالات الاقتصادية والعسكرية.
وفي الفصل الثاني “التنافس والصراع بين القوى الدولية الكبرى” أشار الباحث إلى الصراع بين أمريكا والصين والحرب التجارية في بحر الصين الجنوبي وتايوان وهونغ كونغ، والصراع الأمريكي الروسي حول توسيع حلف الأطلسي وصراع الطاقة وسباق التسلح، والتباينات الأمريكية الأوروبية حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وكذلك التنافس والصراع الدولي في إفريقيا بين القوى الكبرى.
وأهم ما تطرق إليه الباحث حسين راغب في الفصل الثالث “النظام الاقتصادي العالمي” الثورة الصناعية الرابعة وتطورات النظام النقدي المالي، وخصائص العولمة الاقتصادية والشركات متعددة الجنسية ونشاطها الرئيسي في الاستثمار الأجنبي المباشر، وسلط الباحث الضوء على أبرز الأزمات الدولية المعاصرة مثل أزمة المديونية العالمية، الحرب التجارية الأمريكية الصينية، صراع جيوسياسية الطاقة.
وعن التطورات التي طرأت على الحرب التقليدية والحرب السيبرانية جاء الفصل الرابع “أنماط الحروب الحديثة” فتحدث عن الجيل الرابع والهجين وسباق التسلح النووي، وسباق التسلح في الفضاء الخارجي، ونمط القوة الذكية كأحد أهم أدوات الصراع الدولي بين القوى الكبرى.
في الفصل الأخير “مستقبل النظام الدولي المعاصر” تناول فيه حسين أبرز النتائج المستخلصة حول خصائص النظام الدولي المعاصر، وحاول استشراف ملامح ما بعد المرحلة الانتقالية لانتهاء عصر الأحادية القطبية الأمريكية على ضوء المنهج العلمي في الدراسات المستقبلية.
