صحيفة البعثمحليات

هجمة ارتدادية متوقعة لـ “كورونا” وتخوّف من مشكلة تشخيص الحالات

دمشق – حياه عيسى

لوحظ في الفترة الأخيرة انخفاض كبير في منحنى الانتشار الفيروسي لفيروس “كورونا المستجد”، إلا أنه يتوقع أن تكون هناك هجمة ارتدادية أخرى في الفترة القادمة كون الأمراض الفيروسية ليست لها قاعدة معينة، فهي قد تزيد شدة الفيروس أو تنقص، أو أنه قد يختفي تماماً، حسب توضيحات  مدير مشفى المواساة الجامعي الدكتور عصام الأمين الذي بيّن أن “الفيروس” مازال موجوداً حتى الآن، ولا وجود لأي نوع من اللقاحات أو الدواء النوعي له سوى اتباع الوقاية والإجراءات الاحترازية لمنع انتشاره.

وتابع الأمين في تصريح لـ  “البعث” أن الانتشار الفيروسي الثاني في أوروبا شهد تزايداً كبيراً بعدد الإصابات، إلا أن منحنى الوفيات لم يواكب الارتفاع الذروي بالانتشار، وأغلب الإصابات من النوعين الخفيف والمتوسط، والوفيات مازالت مسطحة، وهو دليل على أن شدة الفيروس قد ضعفت، علماً أن المشفى لم يتوقف عن تأدية خدماته الطبية العلاجية بعيداً عن الكورونا، بل استمر باستقبال كافة الحالات الإسعافية وحتى شبه الإسعافية خلال فترة الذروة للفيروس، والآن عاد نشاطه لاستقبال كافة الحالات، بما فيها الباردة من بداية الشهر الحالي.

ولم يخف الأمين أن الكادر الطبي سيواجه مشكلة مع قدوم فصل الشتاء كون الفصل يحمل حالات فيروسية أخرى غير “الكورونا” كالأنفلونزا الموسمية، وأنفلونزا الطيور والخنازير، وهنا سيواجه الكادر الطبي عبئاً تشخيصياً، لاسيما أنه في فترة الجائحة كان الاعتبار بأن أي حرارة وتعب ووهن “كورونا” حتى يثبت العكس، والعلاج يتم على أساس كورونا.

وبيّن مدير المشفى أن الانتشار الفيروسي لكورونا وحالاتها ظهر في المشفى ابتداء من شهر تموز، وبدأ التصاعد العامودي بعدد الحالات التي يستقبلها، ما اضطر إلى توسيع عدد الأسرّة، وعدد غرف العزل والعنايات بشكل كبير، حيث وصل لحدود 115 سريراً بين غرف عزل وعناية وغرف استقبال الحالات الصدرية المشتبهة بقسم الإسعاف، وكان هناك تزايد ملحوظ يومياً، ومع نهاية شهر آب بدأ المنحنى بالتسطح، ولم تتم ملاحظة زيادة بعدد الحالات، ثم بدأت الحالات بالتنازل، وهنا يخص الحالات “الحرجة والشديدة” التي تراجع المشفى، علماً أن الكورونا له أربع درجات: “الخفيفة، المتوسطة، الشديدة، الحرجة”، والحالات التي تراجع المشفى تقتصر على الحالات الشديدة والحرجة فقط، أما الحالات الخفيفة والمتوسطة فغالباً تراجع العيادات الخارجية ويتم العلاج المنزلي لهم.

يشار إلى أنه في المشفى بمناسبة الشهر الوردي للتشخيص المبكر لسرطانات الثدي، تم تأسيس بنية تحتية من أكثر من سبعة أشهر لوحدة متكاملة لمقاربة أمراض وكتل الثدي كونها آفة سيئة، إلا أن نسبة الشفاء عالية فيها، لذلك اتجه المشفى لإجراء خطوة غير مسبوقة بافتتاح الوحدة آنفة الذكر التي تتطلب مجموعة من الاختصاصيين كـ: (الجرّاح، طبيب تجميل، طبيب معالجة كيماوية، طبيب معالجة شعاعية، وطبيب نفسي).