الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الهلال من مجلس اتحاد العمال: القطاع العام الركيزة الأساسية لقرارنا السياسي

دمشق- بسام عمار:

بدأت فعاليات الدورة الثانية لمجلس الاتحاد العام لنقابات العمال، أمس الأحد، بمقر الاتحاد، وستناقش على مدى يومين تقرير المكتب التنفيذي وتقارير الاتحادات المهنية واتحادات المحافظات ونتائج المؤتمرات النقابية السنوية وخطط العمل للعام الحالي والقرارات المعدة.

مداخلات الاعضاء أشارت الى ضرورة تحسين الواقع المعيشي وتخفيف الأعباء  وتحقيق الاستقرار في الأسواق وتشديد الرقابة عليها، والإسراع بتأهيل البنى التحية للمنشآت الصناعية، وتأمين جبهات عمل لشركات القطاع العام والحفاظ عليه وتأمين مستلزماته من أموال ومواد أولية ورفده بالعمالة الشابة والمؤهلة، وحل التشابكات المالية بين الجهات العامة، وتثبيت العمال ورفد الشركات باليد العاملة المؤهلة والمدربة، وحل مشكلات التأمين الصحي وتشميل كل العمال فيه، ورفع طبيعة العمل، وإعادة اقلاع شركة الاطارات بحماة ومكافحة التهريب، وتشميل بعض الأعمال بمرسوم المهن الشاقة، والإسراع بتشجير المناطق التي طالتها الحرائق وفتح المزيد من الطرق الزراعية وتأمين سيارات الإطفاء.

الرفيق الأمين العام المساعد للحزب، المهندس هلال الهلال، الذي افتتح أعمال المجلس، نقل تحيات ومحبة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد لأعضاء المؤتمر، ومن خلالهم لكل عمال سورية، وتمنياته الطبية لهم بالخير والسعادة والنجاح الدائم بعملهم، وتقديره الكبير للجهود التي يبذلونها لبناء الوطن وتعزيز صموده، منوّهاً بأن الطبقة العاملة تحتل مكانة كبيرة في قلبه ويتابع كل التفاصيل الخاصة بها ويبادلها الحب ذاته، وأشار إلى أن القائد الأسد لا يساوم على السيادة والحقوق، وغدا قائداً لكل الأحرار والشرفاء والمقاومين في العالم، معرباً عن سعادة القيادة بلقاء أصحاب السواعد السمر المدافعين عن الوطن من خلال ما يقومون به من إنتاج، ولأنهم حيوية المجتمع وركيزته الشعبية وحامل التنمية وعماد البناء الوطني، والمنظمة العمالية هي من أهم منظمات حزب البعث، والعمال والفلاحون هما العمود الفقري والمورد الحقيقي له.

وأضاف: هناك حرص شديد من القيادة على حضور هذه المجالس وكل اللقاءات العمالية لأهميتها في طرح القضايا والموضوعات التي تهم العمال والاقتصاد الوطني، وبالتالي يجب طرح الموضوعات بكل حرية وشفافية والابتعاد عن التنظير والطروحات غير البنّاءة قدر الإمكان، لأننا في مرحلة حساسة تفرض علينا تغليب العمل على القول، وأن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، وتقديم حلول لما نطرحه، ومناقشة ما تم تنفيذه من توصيات المجلس السابق للخروج بنتائج مفيدة، ولنكون صادقين أمام عمالنا عندما نعود إليهم، ولتعزيز الثقة بالتنظيم النقابي، لأن المجالس والمؤتمرات ليست للخطابات بل للمناقشة والمحاسبة، وبالتالي من غير المسموح به أن يكون هناك أي تقصير، لافتاً إلى أنه مع كل لقاء مع النقابيين يتجدد الشعور بأننا أمام كوادر استطاعت بخبراتها الوطنية بناء مؤسسات اقتصادية قوية أمّنت لنا صلابة الصمود خلال الأعوام  الماضية من الحرب الظالمة، واستطعنا من خلالها كسر الحصار الاقتصادي الذي فرض علينا لتركيعنا وتجويعنا وتدمير بنانا التحتية وتخريب معاملنا ومنشآتنا الاقتصادية بشكل ممنهج للنيل من مواقفنا الوطنية والقومية، فكان العمال جنوداً حقيقيين إلى جانب الجيش العربي السوري الذي يسطر اليوم أروع الملاحم الوطنية، فلهم كل الاحترام والتقدير على ما بذلوه سابقاً وما يقومون به اليوم .

وأشار الرفيق الأمين العام المساعد إلى أن كل ما يطرحه العمال في مؤتمراتهم واجتماعاتهم يحظى باهتمام ورعاية القيادة، وهي تسعى لحل مشكلاتهم وتحقيق المزيد من العطاءات، لأن الطبقة العاملة وعلى مر الزمن كانت دائماً أنموذجاً يحتذى به لالتزامها الوطني والقومي، منوّهاً بالنسبة الجيدة من الكوادر النقابية التي دخلت الى جسم المنظمة، والتي يجب عليها إغناء العمل النقابي والاقتصادي في أماكن تواجدها، وأن يتم العمل على تأهيلها بشكل مستمر، مشدداً على ضرورة اعتماد شعار الاعتماد على الذات ومضاعفة العمل لمواجهة الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة والاستعداد لمرحلة اعادة الإعمار، وتحدّث عن الدور الوطني الذي لعبه القطاع العام، مبيناً أنه سيبقى الركيزة الأساسية لقرارنا السياسي وسيتم العمل على حمايته وتطويره وتأمين كل مقومات النجاح والصمود وإصدار كل القوانين التي يحتاجها، ولن يسمح لأحد – مهما كانت صفته أو موقعه – أن يمسه أو يمس حقوق عماله، منوّهاً بضرورة وضع الخطط الطموحة والبناءة والقابلة للتنفيذ لمساعدة الجهات المعنية بهذا القطاع، لأن العمل النقابي مكمل للعمل الحكومي، داعياً الى تعزيز العمل النقابي في مؤسساتنا والارتقاء به والتخلص من بعض حالات الترهل التي أصابته لتحقيق الهدف المرجو منه، وعقد المجالس والمؤتمرات بشكل منتظم والابتعاد عن الروتين، وتعزيز التواصل مع العمال والاستماع إلى همومهم ومشكلاتهم والمساعدة في حلها وعدم محاباة الإدارات على حساب العمال، وتكثيف العمل الميداني والابتعاد عن العمل المكتبي لفشل هذا النوع من الإدارة، ومحاربة الفساد والإشارة إليه وعدم التهاون في هذا الموضوع ومراقبة أداء العمل في الجهات العامة ورفع المذكرات النقابية والاقتصادية إلى قيادة الاتحاد.

وحول الواقع الاقتصادي، بيّن الرفيق الهلال أنه صعب بسبب الحصار الاقتصادي من جهة، وبسبب تدمير المنشآت والبنى التحية من قبل الإرهابيين من جهة أخرى، إلا أنه ورغم ذلك ما زالت الدولة تقوم بالدور الاجتماعي المطلوب منها، لافتاً إلى أن موضوع تحسين الواقع المعيشي على سلم الأولويات بالنسبة للقيادة، وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد، وأن ماتم إصداره مؤخراً من مراسيم يصب في هذا الشأن، وإجراءات تحسين هذا الواقع تتمّ وفق خطوات مدروسة بحيث تحقق الهدف المرجو منها، مشيراً إلى اهمية الاهتمام بالقطاع الزراعي وإيلائه الأهمية في العمل كونه عصب الاقتصاد الوطني.

وفي معرض رده على أسئلة الحضور، أكد الرفيق الأمين العام المساعد أنه لن يترك شبر واحد خارج سيطرة الدولة إلا أن هناك أولويات بالعمل وتشاور مستمر مع الحلفاء بهذا الخصوص، كاشفا أن القيادة ستناقش قريباً نتائج الاستبيان الخاص بعملية الاستئناس الحزبي، خاتماً حديثه بأن النصر قريب طالما هناك شعب عظيم كالشعب العربي السوري وجيش بطل كالجيش العربي السوري وقائد حكيم كالسيد الرئيس بشار الأسد، متمنياً النجاح للمجلس والخروج بتوصيات وقرارات مهمة تخدم العمل النقابي والاقتصادي.

الرفيق محمد شعبان عزوز رئيس مكتبي العمال والفلاحين المركزيين أشار إلى أهمية المؤتمرات النقابية، والتي كانت فيها نسبة التغيير كبيرة جداً، ومن شأن ذلك تعزيز وتطوير العمل النقابي، منوهاً إلى أن المجلس فرصة مهمة للتحاور والتشاور وتقديم الحلول بعد انقطاع فترة من الزمن بسبب وباء كورونا، مبيناً أن المكتب التنفيذي للاتحاد واتحادات المحافظات والاتحادات المهنية تقوم بدور مهم، وما قدّم من مداخلات يدل على المستوى العالي من الحس بالمسؤولية والشعور الوطني الكبير، مؤكداً أن المكتب يتابع تفاصيل العمل بشكل دقيق مع الاتحاد ويعمل على تذليل الصعوبات.

رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الرفيق جمال القادري استعرض أنشطة المكتب التنفيذي خلال الفترة الماضية، مبيناً أنه خلال مرحلة الإغلاق والإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا تم القيام  بجهد كبير على مستوى الوطن شارك به الرفاق في اتحادات عمال المحافظات والنقابات من خلال حملات توعية للعمال ومؤازرة وزارة الصحة بتقديم 1500 لباس واق للعمال في القطاع الصحي، لافتاً إلى أن عمل لجان الرقابة والتفتيش يتم على مستوى النقابات واتحادات المحافظات والاتحادات المهنية والاتحاد العام وفقاً للقانون، وخلال الفترة الماضية أعد المكتب التنفيذي أنظمة داخلية للجان الرقابة والتفتيش على مختلف المستويات تتضمن آليات العمل، وأضاف: من خلال لقاء المكتب التنفيذي مع الحكومة الجديدة، تم الاتفاق على خطة عمل تتعلق بتقديم كل ما يمكن تقديمه لتحسين الوضع المعيشي، ووجّه باسم الطبقة العاملة الشكر والتقدير للسيد الرئيس بشار الأسد على المكرمة المتمثلة في المنحة المقدمة للطبقة العاملة وعلى المرسوم القاضي بإعفاء الـ 50 ألف الأولى من الدخل من ضريبة الدخل، وهذا يأتي تلبية لمطلب يتصدّر قائمة المطالب العمالية.