اقتصادصحيفة البعث

كلام مكرر.. وآذان غير صاغية!

حسن النابلسي

ها قد باءت البطاقة الالكترونية، وما رافقها من ترويج إعلامي أجوف تحت شماعة “الحد من الهدر وضغط النفقات”، بالفشل على صعيد إيصال مادة الخبز إلى مستحقيها، لتخترق بنهاية المطاف الخط الأحمر الحامي لهذه المادة الاستراتيجية، وتستبيح آخر ملاذ غذائي التجأ إليه السوريون بعد عجز وفشل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بضبط الأسعار!.

بالتأكيد لا نأتي بجديد بقولنا: إن حالة الخبز هذه الأيام مزرية جداً سواء لجهة الحصول عليه، أو لجهة تدني مستوى صناعة الرغيف، في مشهد يؤكد أن المستهلك لم يعد ضمن دائرة اهتمام الوزارة المعنية بحمايته!.

لقد أسدت الوزارة من خلال اعتمادها البطاقة الالكترونية لتوزيع الخبز، خدمة لا تقدر بثمن للمخابز السياحية، فندرة الخبز المدعوم الذي تتغنى به الوزارة والحكومة دائماً، وتدعيان أنه “خط أحمر”، دفع الكثير من الشرائح تحت ضغط الحاجة للتوجه إلى منافذ بيع “السياحي” وبسعر 1300 ليرة، وليس بـ 1000 ليرة كما تدعي الوزارة، ما شكّل ضغطاً مادياً جديداً على الدخل المتدني بالأساس!.

عن أي دعم تتحدثون وأنتم تحاصرون سبل المستهلك للحصول على ما يستحق من مخصصاته من المواد المدعومة، وتدفعونه للحصول عليها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة!.

وأي إصلاح إداري تدعون والبطاقة الالكترونية زادت المشهد تعقيداً، وأضحى هم المستهلك تأمين أبسط مستلزمات عيشه، وقضاء ساعات طوال للحصول على ربطة خبز!.

وأي مكافحة للفساد تنشدون وعناصركم مضرب مثل لكل فاسد في هذه البلاد!.

كفاكم تجارب بقوت العباد والبلاد، وأنتم نائمون بالعسل، عاجزون عن إيصال الرغيف إلى مستحقيه!.

لن نطيل كون الحديث حول هذا الموضوع بات معروفاً للقاصي قبل الداني، ولكن تبقى الإشارة إلى أنكم “واهمون” في حال اعتقدتم أنكم تقنعوننا بما تتحفوننا به بين الفينة والأخرى من أرقام – تقدر بالمليارات – تدعموننا بها يومياً، فهي بنظرنا مجرد أرقام لا تتعدى كونها حبراً على ورق، فالواقع يدحضها دائماً!.

hasanla@yahoo.com