الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

فرنسا.. مقتل 3 بينهم امرأة قطع رأسها قرب كنيسة نيس

بدأت فرنسا تقطف ثمار تساهلها مع التنظيمات الإرهابية لعقود، ودعمها الإرهاب العابر للحدود في المنطقة، وخاصة في سورية، إذ قتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرون الخميس في مدينة نيس على يد شخص يحمل سكيناً وتم اعتقاله، حسبما أعلن مصدر حكومي، وذكرت الشرطة الفرنسية ومسؤولون أن مهاجماً يحمل سكيناً قطع رأس امرأة وقتل اثنين آخرين في هجوم عند كنيسة بالمدينة الفرنسية المطلة على البحر المتوسط.

وكان مصدر أمني قال: إن الهجوم وقع بالقرب من كنيسة نوتردام في نيس، فيما أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في تغريدة على تويتر عن عقد “اجتماع أزمة”.

وتعهّد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس بأن حكومة باريس سترد بحزم على الهجوم، وأعلن أن السلطات رفعت درجة التأهب الأمني في المباني ووسائل النقل والأماكن العامة، وندد بـ”بهجوم وحشي أحزن البلاد بأسرها”.

وقال كريستيان إستروزي رئيس بلدية نيس انه يعتقد بأن الهجوم عمل إرهابي، مضيفاً: “طفح الكيل.. حان الوقت الآن لكي تتبرأ فرنسا من قوانين السلام من أجل القضاء نهائيا على – ما أسماه – الفاشية الإسلاموية في أراضينا”.

وأطلقت الشرطة النار على المهاجم المشتبه به في أثناء القبض عليه وهو في طريقه إلى المستشفى ولا يزال على قيد الحياة، فيما أفاد صحفيون من المكان: إن الشرطة المسلحة بأسلحة آلية فرضت طوقا أمنيا حول الكنيسة الواقعة في شارع جان ميديسان في نيس وهو شارع التسوق الرئيسي بالمدينة. كما كانت هناك سيارات إسعاف وسيارات إطفاء في الموقع.

وقالت السياسية الفرنسية المنتمية لليمين المتطرف مارين لوبان للصحفيين في البرلمان: إن عملية قطع رأس حدثت خلال الهجوم.

وقد انطلق التنديد الدولي، والذي صمت طوال العشر سنوات الماضية، بالهجوم الإرهابي الجديد، حيث دعا رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي الأوروبيين الخميس إلى “الاتحاد ضد العنف وضد الذين يسعون إلى التحريض ونشر الكراهية”، وقال في تغريدة على تويتر: “أشعر بصدمة وحزن عميقين لأخبار هجوم نيس المروع. نشعر بهذا الألم كلنا في أوروبا”.

ووصف مؤتمر أساقفة فرنسا الهجوم بأنه عمل “لا يوصف”، وأعرب عن أمله في “ألا يصبح المسيحيون هدفا للقتل” – كما قال – حيث قال الأب هوغ دي ووليمون المتحدث باسم المركز “تأثرنا.. تأثرنا للغاية وصدمنا بهذا النوع من الأعمال التي لا توصف”. وأضاف أن “هناك حاجة ملحة لمكافحة هذه الآفة التي هي الإرهاب، بالضرورة الملحة نفسها لبناء أخوة في بلدنا بطريقة ملموسة”.

بدوره علّق الكرملين على الهجمات في فرنسا قائلا إن قتل الناس غير مقبول، لكن من الخطأ أيضا إيذاء المشاعر الدينية.

ودان شيخ الأزهر أحمد الطيب، “بشدة” الهجوم “البغيض، وقال إنه “لا يوجد بأي حال من الأحوال مبرر لتلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام”، محذراً “من تصاعد خطاب العنف والكراهية”، كما دعا إلى “تغليب صوت الحكمة والعقل والالتزام بالمسؤولية”.

وأصدر الفاتيكان بياناً دان فيه الهجوم، مؤكداً أنه “لا يمكن قبول العنف والإرهاب على الإطلاق”، وأشار إلى أن البابا فرنسيس يأمل أن يرد الشعب الفرنسي على “الشر بالخير”.

وكانت المنطقة نفسها شهدت صيف 2016 عملية إرهابية كبيرة، حيث أدت عملية دهس إلى مقتل أكثر من 80 شخصاً، وتبنت التنظيمات التكفيرية الهجوم.

ويأتي هذا الهجوم الجديد بعد قرابة الأسبوعين من هجوم مروع قام به تكفيري استهدف من خلاله ذبح مدرس فرنسي يدعى صامويل باتي بتهمة عرض صور مسيئة للرسول الكريم على تلاميذه.

وقد أحدث الهجوم جدلاً واسعاً في المجتمع الفرنسي، وسط دعوات بمكافحة “الفكر المتطرّف” وتجفيف منابعه، في وقت عبرت فيه الجاليات المسلمة عن تصاعد مشاعر الكراهية ضدها باستهداف اليمين المتطرّف لعدد من المساجد والاعتداء على مهاجرين أو فرنسيين من أصول مسلمة. لكن في المقابل أثارت الرسوم المسيئة استياء من قبل عدد من الشعوب الإسلامية والعربية التي خرجت للتظاهر، في حين استغلت التنظيمات الإسلاموية الحدث لاستهداف فرنسا والدعوة لمقاطعة منتجاتها.

كما مثل الحادث ساحة للجدال وتبادل التهم بين رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي اتهم السلطات التركية بإذكاء التطرف في فرنسا عبر إطلاق تصريحات تنم عن الكراهية.

وكانت فرنسا أطلقت حملة واسعة لمواجهة التطرف في فرنسا وداعميه، حيث بدأت الشرطة الفرنسية الشهر الجاري عمليات ضد “عشرات الأفراد” المرتبطين بالتيار الإسلاموي، فيما تمّ إغلاق عدد من المساجد والجمعيات التي تحظ على نشر الفكر المتطرف، بعضها له علاقة بتنظيم الإخوان الإرهابي، لكنها تجاهلت الفكر الوهابي المصدر الرئيسي للتكفير.

وشهدت فرنسا سلسلة هجمات أودت بحياة أكثر من 250 شخصاً منذ العام 2015، أبرزها حادثة الهجوم على مقر صحيفة شارلي أيبدو الساخرة.