اقتصادصحيفة البعث

اقطعوا الأيادي العابثة..!

حسن النابلسي

نقدر وبلا أدنى شك أسباب ومسببات ما يعتصر المواطن من أزمات أطبقت الخناق عليه بشكل غير مسبوق..!.

وفي الوقت الذي لا يمكن لأي عاقل إخراج هذه الأسباب من سياقها الموضوعي “عقوبات وحصاراً وتداعيات حرب امتدت لعقد من الزمن”، فإنه لا يمكن له أيضاً التغاضي عن وجود أخرى تندرج ضمن السياق الذاتي، والمتعلق بالدرجة الأولى بالإدارة بكل أوجهها ومستوياتها..!.

نعتقد -بناء على ما سبق- أنه إذا ما أرادت الحكومة الاشتغال الفعلي باتجاه حل المشكلات المستعصية، وتذليل ما يواجه المواطن من أزمات متتالية لم تعد تخفى على أحد، فإن عليها تشخيص واقع القنوات والمفاصل الحكومية المسؤولية عن آليات تنفيذ البرامج والقرارات الحكومية..!.

وإذا ما قامت الحكومة بهذه الخطوة -فأغلب الظن- أنها ستكتشف مواطن الخلل، من قبيل..أن استمرار سرقة الدقيق التمويني والتلاعب بوزن الرغيف رغم رفع سعر مادة الخبز والتمسك باعتماد البطاقة الالكترونية، هو السبب الرئيسي لاستمرار ظاهرة الازدحام على منافذ البيع… كما أن مرد انتعاش السوق السوداء لمادة الغاز المنزلي هو تواطؤ بعض موظفي السورية للتجارة، وبعض المعتمدين، مع بعض الجهات المنتفعة لتسريب هذه المادة إلى السوق السوداء للمتاجرة بها.. ونشير كذلك إلى أزمة الازدحام على محطات الوقود، ووفرة المازوت بالسوق السوداء أيضاً التي أضحت مقصد الصناعيين بعد ارتفاع سعر المازوت الصناعي، وما شكله ذلك من أزمة بالنقل الداخلي.. إلخ.

وإذا ما علمنا أن الحكومة على دراية بهذا الأمر، ولاسيما أن أكثر من مسؤول حكومي أقرّ بذلك بأكثر من مناسبة، فإن هذا الأمر يشي إما بعدم الإيتاء بأي حركة تقيها شرّ ما تقترفه الأيادي العابثة بمحدودية الموارد والمتاجرة بها، أو أنها بالفعل تحركت بهذا الاتجاه واصطدمت بتحديات تحتاج إلى مزيد من الوقت لتذليلها..!.

بالمحصلة..  سرعان ما نكتشف لدى الخوض بغمار البحث عن أي استعصاء يصيب القنوات الشرعية لانسياب المواد المدعومة، أو عن ما يحول دون انتعاش البنية الإنتاجية، أن الفساد هو السبب.. أما آن الأوان لتفكيك منظومته..!.

hasanla@yahoo.com