مجلة البعث الأسبوعية

قبل حدث الديربي الحلبي وافتتاح ملعب الحمدانية.. هل ستمر قصة تعهيد المباراة على خير؟

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد
مع غيث السماء المنهمر على الشهباء، بالتزامن مع كتابة هذه السطور، تتسابق الدقائق واللحظات مع دقات القلب بانتظار موعد كرنفال افتتاح ملعب الحمدانية، وديربي الشهباء، المنتظر يوم الجمعة المقبل، بين الاتحاد والحرية، بعد أكثر من ثماني سنوات على الخروج عن الخدمة ومسرح الأحداث، فكانت آخر مباراة استضافها الملعب بتاريخ 29 نيسان 2012.
الترتيبات للحدث الذي يفرض نفسه، ويحيلنا للحديث عن شأن يتعلق بقطبي الكرة الحلبية – الاتحاد والحرية – تم الاتفاق عليها من خلال اجتماع عقد مساء الأحد، بين الجهات ذات الصلة (اللجنة التنفيذية ممثلة برئيسها أحمد مازن بيرم، ورئيسي الناديين: المهندس باسل حموي رئيس نادي الاتحاد، والدكتور سمير بيبي رئيس نادي الحرية) من تنظيم الدخول، إلى المنصات، وحصة كل ناد من البطاقات، وتموضع الجمهورين على المدرجات، والفقرة الفنية الاحتفالية من وحي المناسبة بين شوطي المباراة.
لكن المفاجأة التي يمكن أن تطالع الجمهور الحلبي هي قرار دخول الجمهور مجاناً، كهدية من قبل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، وذلك لمناسبة افتتاح الملعب وعودة الديربي، وتكريماً لجماهير حلب التي عانت طويلاً، على أن يعوض النادي بقيمة تقديرية من الريوع التي يمكن أن تدرها المباراة، لكن هذا القرار قد يكون له تبعات متعلقة بمتعهد المباراة بالاتفاق مع إدارة نادي الحرية، والذي قدم دفعة أولى مقدارها أربعة ملايين ليرة، واستلم بموجبها إشعاراً يثبت ذلك، على أن يستكمل المبلغ المتفق عليه – حسب المعلومات السرية التي وصلتنا – إلى 7 ملايين و300 ألف ليرة، قبل أن تقرر الإدارة – التي طالما ورطت نفسها كالعادة – بـ “نقض” اتفاقها مع المتعهد، وإجراء مزاد علني يضمن للمتعهد المذكور أن يرسوا عليه، ولكن بمبلغ أكبر من المتفق عليه سابقاً. إلا أن المزاد فشل بسبب شرط تحمل متعهد المباراة مسؤولية التعويض عن أي ضرر تخريبي للملعب، أو مرافقه، يمكن وقوعه من قبل الجمهور – كما علمنا – وهذا الشرط – حسب اعتقادنا – إن وجد فسوف ينسحب على التحفظ الذي كانت الجهة المنفذة لمشروع إعادة تأهيل الملعب لجهة الأعمال المدنية (الشركة العامة للطرق والجسور ــ فرع حلب) قد وثقته، بصفة رسمية، لتجنب أي أضرار يمكن أن تقع في الملعب جراء الحضور الجماهيري، خاصة وأنها لم تسلم المشروع الذي يمتد ملحق أعماله حتى آذار المقبل!
وقبل الدخول بالرواق الفني للحديث، لا بد من الإضاءة على وضعية ملعب الحمدانية الذي يعتبر افتتاحه من جديد الحدث الأبرز على الساحة الرياضية السورية حالياً. ومن خلال زيارتنا الأخيرة للملعب، هذا الأسبوع، بدا لنا المسطح الأخضر “الأرضية العشبية” غاية في الروعة وكأنه سجادة خضراء، بينما تأكدنا من جاهزية المرافق الصحية العامة من دورات مياه ومشارب، والمشالح. وكما بين عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في حلب باسل حاج حسين لـ “البعث الأسبوعية”، فإن كل الأمور على ما يرام، مؤكداً بأن الملعب عاد أحسن مما كان عليه قبل الخروج عن الخدمة وأن مظلة المنصة المعاد تأهيلها وغرف الإعلاميين ومواضع النقل التلفزيوني الجديدة في حلة مميزة.
من جانبه، مدير المدينة الرياضية سعد الدين قرقناوي، الذي كان يساعد العمال بتركيب شبك المرمى، أكد أن الأمور “عال العال”، وكل شيء جاهز لحدث الافتتاح، بعد أن طوت ورشات العمل الليل بالنهار لتجهيز الملعب ليكون بحلة لائقة للافتتاح.
وبالعودة إلى الخلفيات الفنية للديربي الذي يخوضه الحرية حاملاً نقطة ثمينة، تحصل عليها خارج أرضه من تعادله الإيجابي مع الوثبة بحمص، مقابل الخسارة في حلب أمام الوحدة بحلب في الجولة الأولى، بينما يدخله الاتحاد مثقلاً بخسارتين متتاليتين مع الجيش والكرامة تباعاً، والأخيرة على أرضه وأمام جماهيره في الجولة الثانية للممتاز، وهذا ما يعزز الضغط ويجعل المباراة صعبة ومشحونة بأجوائها العامة كحدث منتظر يترقبه الجميع. وبالتالي، فإن عواقب أي نتيجة سلبية جديدة قد تكون الإقالة لأحد مدربي الفريقين، أو الاستقالة التطوعية، رغم أن رئيس نادي الاتحاد صرح لنا بأن الإدارة متمسكة بكادرها الذي جددت ثقتها به، وباللاعبين كنوع من الدعم النفسي قبل الديربي، مع الإشارة إلى أن الاستقرار هو سبيل النجاح.
ومن جانبه قال مدرب الاتحاد مهند البوشي بأنه لن ينتظر أي إيعاز وسيقوم بنفسه بالاستقالة في حال فشله في مهمته، مع تأكيده بأن الديربي سيكون مناسبة وفرصة لاستعادة التوازن والمصالحة مع الجمهور، مضيفاً بأن لديه فريقاً مميزاً وقادراً على المنافسة، ويحتاج فقط لتحقيق التجانس بين مخضرميه وشبابه.
من جانبه مدرب الحرية مصطفى حمصي أفصح بأنه درس المنافس جيداً، وسيعد ما يناسب لمجابهته، مبدياً تفاؤله بتحقيق فوز مشروع على الجار الذي وصفه بـ “الشقيق الرياضي”، مع تأكيد الحمصي أن طموح الفوز ليس تقليلاً من شأن الاتحاد، بل هو مطمح يسعى إليه في كل مباراة يعتبرها كنهائي كأس.
تاريخياً، التقى الفريقان 75 مرة، فاز الاتحاد بـ 29 مباراة، والحرية بـ 22مباراة، وتعادلا في 24 مباراة، وويعتبر الريحاوي صاحب الهدف رقم مئة، في تاريخ الفريقين، ويكون الاتحاد سجل 61 هدفاً، والحرية 53 هدفاً.