اقتصادصحيفة البعث

مع وعود بتكرار التجربة.. “منتجين 2020 ” يختتم فعالياته بعقود تسويقية للمشاركين

 

دمشق – ريم ربيع

لم يقفل معرض منتجين 2020 أبوابه في التكية السليمانية، قبل أن يضمن لعدد لا بأس به من المشاركين مكاناً دائماً في أسواق دمشق، وفرصاً تسويقية في عدة منصات، فالأيام الخمسة التي استمر خلالها المعرض باستقبال زواره شهدت زخماً ملحوظاً في إقبال التجار والصناعيين وجديتهم في التشبيك مع المشاركين بعد مشاهداتهم للجودة والأسعار المنافسة لمختلف المنتجات، ليختتم المعرض باتفاقات وعقود تسويقية لعدد من المشاركين كتمهيد لعودة منتجاتهم إلى الأسواق بعد انقطاع طويل.

بين عراقة صناعة حلب وتاريخ تجارة دمشق وجد المشاركون في المعرض الطريقة الأمثل للتشبيك وفتح قنوات التواصل بين الطرفين، فالمنتجون اليوم يتطلعون إلى التوسع في العمل وتغطية مساحات أوسع، والفرصة التي أتيحت لـ137 منتجاً حلبياً كانت خير طريقة لإعادة أولئك ممن تعرضت معاملهم وورشاتهم للنهب والتخريب إلى الوسط التجاري والصناعي، وإعادة تشبيك علاقاتهم مع مختلف الجهات التسويقية لضمان وصول منتجاتهم إلى أسواق الداخل والخارج، لا سيما وأن المعارض الداخلية والقدرة على الترويج في ظروف الحصار الحالية قد تكون أقرب الطرق إلى التمثيل الخارجي والوصول إلى الأسواق العربية والعالمية، خاصةً فيما يتعلق بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تشكل الحجر الأساس للاقتصاد السوري في ظل الحصار الحالي.

اليوم وبعد أن اختتم المعرض فعالياته يؤكد المشاركون والمنظمون أن نجاح هذه التجربة سيكون مقدمة لمعارض لاحقة في دمشق وبقية المحافظات، وفي الساعات الأخيرة تبين لدى تواصلنا مع عدد من المشاركين أن أغلب الفرص والعقود كانت للشركات النسيجية، حيث بيّن الصناعي جورج حلبي أن المنتجات النسيجية لاقت استحساناً من قبل التجار، لاسيما بالنظر إلى قدرتها على المنافسة بأسعار تقل عما يوجد بالأسواق حالياً بنسبة 50% وأكثر، مع الحفاظ على جودة مميزة تعيد الذاكرة إلى المنتجات الحلبية القديمة، لذلك سارع بعض تجار الجملة إلى عقد صفقات مع الصناعيين المشاركين.

اللافت، خلال جولتنا في المعرض التنوع في عمر المشاركين وحتى عمر الصناعات، حيث يوجد مشاركون في العشرين من عمرهم وآخرون في السبعين من العمر، وهنا يظهر الفرق واضحاً بين طبيعة ما عرض من منتجات، فمنها صناعات حديثة ومبتكرة استفادت من التطور التقاني لتمزج بين الأصالة والحداثة، ومنها صناعات يدوية قديمة كانت ولا تزال مطلوبة في كل بيت عربي وحتى أوروبي، وفي حين هناك شركات عمرها أشهر فقط، لم تخلُ المشاركة من بعض كبار الصناعيين ممن سبق وحجزوا لأنفسهم علامة تجارية معروفة عالمياً قبل أن تدمر الحرب معاملهم، ويفقدوا تواصلهم مع نظرائهم في الخارج، كالصناعي جوزيف الذي اتخذ من المساحة المخصصة له منصة لعرض منتجات الصابون والتجميل والزيوت الطبيعية بعد أن كانت يوماً تصدر بالكامل إلى الدول الأوروبية، فهو اليوم يحاول إعادة الترويج لمنتجاته وإيجاد الداعمين له ليعيد مكانته في السوق الأوروبية.

أما حول إقبال الزوار، أكد المشاركون أنه كان أكثر من المتوقع لاسيما في اليوم الأخير، فيما شهدت الصناعات الغذائية أكبر نسبة إقبال على الشراء، تلاها الصناعات النسيجية والحرف اليدوية والخشبيات والهدايا، وفيما تمكن قسم كبير من المشاركين من العودة أو البدء بالإنتاج في منشآت تؤمن احتياجاتهم، إلا أن قسماً آخر ما يزال يعمل ضمن غرفة واحدة وبظروف قاسية ليؤمن استمرارية وجوده في السوق، ولعل هذه الفئة اليوم هي الأكثر احتياجاً لكل أنواع الدعم بحيث تستمر في الإنتاج، فاختتام فعاليات المعرض لا يعني بالضرورة أنه لم يعد هناك شيئاً لتقديمه لهؤلاء الصناعيين وغيرهم، خاصةً وأنهم بمشاريعهم الصغيرة حافظوا على وجود المنتج السوري في الأسواق بعيداً عن الاستغلال والاحتكار الذي كان وما يزال يمارسه أمراء الحرب بغض النظر عن تراجع القدرة الشرائية للمواطن.