الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

معرض اللوحة الصغيرة في ثقافي أبو رمانة

أقام الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين- فرع سورية معرض اللوحة الصغيرة في صالة المركز الثقافي العربي في أبو رمانة ضم 51 لوحة لـ16 فنانا تشكيليا من أجيال مختلفة وهما : عبد المعطي أبو زيد – إبراهيم مؤمنة – محمد الركوعي –موفق السيد – أمين السيد – معتز العمري – أحمد الخطيب – علي جروان – لينة النبهاني– محمد طنجي– حنان محمد– أيمن مصطفى– سامي الرفاعي– محمد أحمد– رأفت الشبعاني وسمر غميرد.

هذه الكوكبة من الفنانين الحاضرين في أنشطة الاتحاد ومعارضه الدورية، مثل معرض يوم الأرض الذي يتوج بقية المعارض الفردية والجماعية الفلسطينية في سورية، كما يشتغل بعض هؤلاء مع زملائهم الفنانين في سورية على قدم المساواة في العرض والتعبير، ولا يغفل دورهم في دفع القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام، مستلهمين مواضيعهم منها، وبمستويات التعبير التشكيلي في الحفر والتصوير الزيتي والغرافيك الإعلاني، وقد تتشابك بعض التجارب مع بعضها وتتشابه فضلاً على تأثير الجيل الأقدم بالأجيال اللاحقة وهناك النموذج الأوضح يتجلى في تجربة الفنان المخضرم عبد المعطي أبو زيد وامتدادها إلى تجارب بعض الفنانين الشباب وصبغ المشهد التشكيلي الفلسطيني بخاصية أبو زيد وأسلوبه، ولا نغفل ما تركه البعض من الفنانين الكبار من أثر أيضا في الأجيال اللاحقة أمثال الحلاج والوهيبي.

لاتحاد التشكيليين الفلسطينيين في سورية خصوصية مرتبكة لا تنكر أسبابها المتعلقة بالفصائلية وجهات الدعم التي ضمرت من سنوات وتراجع بعضها عن دوره في رعاية الفنان الفلسطيني، علما أن الرواية الفلسطينية التي يكتبها ويرسمها هؤلاء في مواجهة الرواية الصهيونية هي السلاح الفعال والأمضى في زمن تراجع دور منظمة التحرير وتقدّم النزعة الرسمية للمؤسسة الفلسطينية وبروز مؤشرات الثقافة “الدولاتية” وما تخلفه جغرافية الانقسام والولاءات الإقليمية وتوعك الوحدة الوطنية.. هذه البدائل فرضت علاقة جديدة بين المثقف والسياسي الفلسطيني، حيث المفاوضات ونزعة البراغماتية وتغول الوظيفية ونشوء مؤسسات اقتصادية وشخصيات مالية وموظفين حكوميين وأجهزة أمن وقائي وسلطة ذات وظيفة.

معرض اللوحة الصغيرة علامة لمشهد قد يكون خروجاً عن الثابت والمكرر في مشاغل اللوحة الفلسطينية وذهاب البعض نحو مشروعه الإبداعي وحيداً نحو التجريب واكتشاف جوانية الفنان الشغوف في لوحته أولا دون إغماضة القلب عن خصوصية الهوية الوطنية، ففلسطين الحاضرة والمبدعة هي الجميلة والمعبأة جمالاً وبرتقالاً وزخارف مطرزة على ثوب فتاة تحمل ناي، قد يكون هذا المشهد أكثر رسوخاً وتعبيراً في مقاومة حديدهم وروايتهم القائمة على العنصرية والقوة.

أكسم طلاع