تحقيقاتصحيفة البعث

أعمال متسارعة لإعادة تأهيل المواقع المتضررة من الحرائق في ريف اللاذقية

تتسارع في محافظة اللاذقية إجراءات التخفيف من الآثار الكارثية الناجمة عن الحرائق التي اجتاحت ريف المحافظة مؤخراً، وتتعدّد المحاور التي يجري العمل عليها على مستوى المحافظة والمؤسسات والمديريات المعنية، سواء في مجال تعويض الأهالي والمزارعين المتضررين من الحرائق أو في مجال الانطلاق بخطة تأهيل واستصلاح المواقع والأراضي المحروقة، وأيضاً ما تقوم به المؤسّسات الخدمية من أعمال وإجراءات متتابعة في مجال إعادة ترميم الشبكات والمرافق والبنى التحتية الخدمية المتضررة. ففي مجال استصلاح الأراضي المحروقة زجّت محافظة اللاذقية من خلال مديرية زراعتها والمديريات المعنية مجموعة كبيرة من فرق العمل والآليات الثقيلة من بلدوزرات وتراكسات وغيرها من آليات، لتنفيذ خطة استصلاح الأراضي المحروقة.

وفي هذا السياق أكد مدير الزراعة المهندس منذر خيربك أن لدى المديرية خطة واسعة لتشجير الأراضي المحروقة إلى جانب ترميم نحو 2200 كيلو متر من الطرق الحراجية وخطوط النار، لافتاً إلى ترميم معظمها وبنسبة تصل إلى 90 بالمئة خلال الفترة الممتدة من الشهر الرابع إلى السابع مع بقاء نحو 300 كيلو متر يتمّ تركها بشكل طبيعي لترميمها خلال هذه الفترة، لتكون الآليات مناوبة في الوقت نفسه لمكافحة الحرائق، وتستهدف خطة مديرية الزراعة للعام الحالي في مجال الاستجابة لاستصلاح الأراضي المحروقة في ريف المحافظة 500 هكتار لأراضٍ تعرّضت للحرائق خلال الفترات السابقة ولا تصلح للتجدّد الطبيعي، فيما تبلغ المساحة المخطّط لها للتحريج العام الحالي ألف هكتار، ويتمّ تنفيذ خطة الاستصلاح من خلال زجّ طاقات المديرية وآلياتها.

ولفت خيربك إلى أن المديرية نفّذت خطتها لاستصلاح الأراضي المحروقة بنسبة تتجاوز 60 بالمئة على مستوى المحافظة، وأنه يتمّ حالياً زجّ كل الآليات خلال شهري تشرين الثاني الجاري وكانون الأول القادم، حيث تعمل نحو 28 آلية ثقيلة من بلدوزرات وتراكسات في عدة مواقع متفرقة بريف المحافظة. وبيّن أن الآليات تعمل بشكل يومي وبمعدل يتجاوز 8 ساعات عمل لتنفّذ كامل الخطة، وتستهدف خطة التحريج بالمقام الأول الغابة والمجتمع المحلي لخلق منفعة متبادلة بينهما تسهم في الحفاظ على الغابة وحمايتها، وذلك باختيار أصناف غراس تشجّع على الاستفادة من منتجات الغابة، ومنها الأشجار الرحيقية والنباتات الطبية والعطرية بنسبة 60 بالمئة من خطة التحريج، إضافة إلى الصنوبر الثمري وأشجار الغار.
دافع إضافي
محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم خلال زيارته لمواقع إعادة التأهيل والاستصلاح، ومنها خربة سولاس وسولاس وزغارو، استمع إلى أهالي المنطقة واحتياجاتهم ليضع مجموعة من الحلول للطلبات المقدّمة وفق إمكانيات المحافظة. وأشار السالم إلى أن العمّال في هذه المواقع يعبّرون عن إصرارهم وإرادتهم لتعويض حجم الأضرار، حيث شكّلت الأضرار التي خلفتها الحرائق دافعاً إضافياً لعمال المديرية بزيادة وتيرة العمل وخطة التحريج.
وفي موازاة ذلك واصلت مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في محافظة اللاذقية صرف مستحقات تعويض الأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزراعية جراء الحرائق التي اندلعت بريف المحافظة، ويتمّ تنفيذ صرف التعويضات وفق برنامج عمل تتوزع فيه القرى والمزارع والمزارعين المتضررين المستحقين للتعويض، وقد انطلقت عمليات صرف تعويض الأضرار بدءاً من يوم الأحد الماضي من الأسبوع الجاري، وشملت عمليات صرف التعويضات اليوم الخميس 536 مزارعاً موزعين في قرى سلمية وسربيون والمشيرفة ودوير بعبدة بريف الحفة، والقموحية بريف الحفة، وبسيقا وسطامو وبحورايا والعرقوب بريف القرداحة، وزغرين بريف اللاذقية، فيما تبلغ قيمة التعويضات نحو 401,7 مليون ليرة سورية.
صرف التعويضات
وكانت مديرية الزراعة قد صرفت مستحقات التعويضات في قرى بتغرامو وحميميم وقلعة بني قحطان والبودي والطويشرة والمرداسية بريف جبلة، والخالدية وجبلايا والعناقية والعذرية وشير المغارة بريف الحفة، ومسيت والبور ونينة بريف القرداحة.
وصرفت سابقاً مستحقات الأضرار للمزارعين في قرى بسيسين وقرفيص وبيت الغنوطة والبرجان وعين قيطة والبراعم واللوزية وبيت الشكوحي ومنجيلا وديفة والميسة وقروصو والسفرقية وسلاغو والمولد وبسوت وبحمرا ونقورو والفجر والضحى وبسوطر والسخابة ودرغامو وخرايب سالم ودرميني وبسطوير وطرجانو والقلمون ورسيون وشامية المهالبة وسقوبين والعيسوية وحوران البودي وكفردبيل والبشراح وشريفا وبريانس والاريزة وبيت زنتوت، وتستمر المديرية بتوزيع مستحقات الأضرار والتي ستشمل جميع المتضررين في مختلف المناطق.
كما تقوم المؤسّسات الخدمية باستكمال أعمال تأهيل الشبكات والبنى الخدمية التي تضرّرت جراء الحرائق، وقد تمّ إنجاز الكثير من الأعمال في مختلف القطاعات الخدمية والاحتياجات الضرورية مع تسيير سيارات جوالة من مؤسّسة السورية للتجارة لإيصال المواد والاحتياجات الضرورية.
مروان حويجة